مقدمة :
توجد احتمالات التوهم في كل معرفة إنسانية، وتتغلغل إمكانية الخطأ في كل عمل ذهني، وتسجل المغالطات والأوهام حضورها في مختلف التكوينات الفكرية الواعية عند الإنسان. وغالبا ما يكوِّن البشر تصورات خاطئة عن أنفسهم وأفعالهم وعما يجب أن يفعلوه في العالم الذي يعيشون فيه. وتأسيسا على هذه الحقيقية يمكن القول بأنه لا توجد معرفة تمتنع على الخطأ وتتجاوز حدود التوهم. وهذا ما تؤكده نظرية المعلوماتية إذ تعلن بأن الخطأ حالة ممكنة وهو خطر دائم في مختلف عمليات تحويل المعرفة وفي مختلف دوائر الاتصال. فالمعرفة الإنسانية ليست مرآة دقيقة للأشياء أو للعالم الخارجي بل هي نتاج عملية ترجمة للواقع ولعملية بناء ذهني معقدة إلى حد كبير. فالخطأ الإدراكي ينال من حواسنا المختلفة ولا يستثنى من ذلك حاسة البصر وهي أكثر حواسنا ثقة ومصداقية. وبالمقارنة مع الحواس فإن الخطأ الذي ينجم عن العقل عينه أكثر خطورة. فالمعلومات التي تقوم على أساس المفاهيم والأفكار والنظريات تتكون بفعل عملية ترجمة معقدة للواقع عبر أدوات اللغة والتفكير. وهذا يعني أنها معرضة بدرجة أكبر لإمكانيات الخطأ ومجانبة الحقيقية. ويضاف إلى ذلك أن هذه المعلومات التي تتكون بفعل الترجمة الحية للواقع تخضع أيضا لعملية تفسير وتحليل تحمل بدورها إمكانية تنامي الخطأ وتشكل التوهم. ومن هنا أيضا تصدر إمكانية الخطأ الذي يجد طريقه إلى المعرفة الإنسانية رغم عملية الضبط العقلي المستمرة. ويضاف إلى ذلك كله التشويش الذهني الذي ينجم عن الإسقاطات السيكولوجية التي تتوزع في منظومات المشاعر والانطباعات والميول التي تفرض نفسها في كل فعل معرفي دافعة إياه إلى مواقع الخطأ والتوهم.
ومع هذا كله يجري الاعتقاد بأنه يمكننا استبعاد احتمالات الخطأ الناجم عن التكوينات الانفعالية عن طريق عملية تحييد الانفعالات والمشاعر وضبطها وتنظيمها. ولكن واقع الأمر يؤكد بأن المشاعر الإنسانية تفرض نفسها بقوة في مختلف أبعاد العمل العقلي وتؤدي به إلى مواقع الخطأ. لكن، وعلى الرغم من التأثير السلبي للميول والعواطف الإنسانية في عملية المعرفة، يتوجب علينا بالمقابل أن نعلن بصراحة أن تطور الذكاء الإنساني مرهون بتطور العواطف والميول والجوانب الانفعالية بعامة، وأنه لا يمكن الفصل بين هذين الجانبين في عملية بناء المعرفة وتشكلها. فمشاعر الفضول والاندفاع والحب تشكل النوابض الحقيقية لعملية البحث الفلسفي والعلمي. ومع ذلك يجب أن نعترف أيضا بأن هذه المشاعر قد تعتقل إمكانية المعرفة الموضوعية وتخنقها كما يمكنها في المقابل أن تعززها. وهذا كله يعني وجود علاقة عميقة وجوهرية بين الذكاء والعاطفة. وليس غريبا أن نعرف اليوم بأنه يمكن للصدمات الانفعالية التي تعتري الإنسان أن تؤدي إلى تدمير ملكة المحاكمة لديه وإضعاف مجالات الذكاء وإمكانياته. ومن جهة أخرى يجب أن ندرك في هذا الخصوص بأن العقل لا يمكنه أن يأخذ موقع الهيمنة والسيطرة على الجانب الانفعالي عند الإنسان وذلك لأن إضعاف الإمكانيات الانفعالية عند الإنسان يمكنها أن تشكل مصدرا للسلوك غير العقلاني.
إن تطور المعرفة العلمية من شأنه أن يساعد الإنسان على تجاوز احتمالات الخطأ وعلى إضعاف احتمالات التوهم. ومع أهمية ذلك فإن يتوجب علينا أن نتحسب للمخاطر التي تنجم عن النماذج الفكرية التي تضبط العلم والمعرفة العلمية، والتي يمكنها أن تشكل بذاتها مصدرا للأخطاء والأوهام المعرفية. وهنا يمكن القول بأنه لا يمكن لأية نظرية علمية مهما بلغ شأنها أن تمتلك مناعة دائمة ضد احتمالات الخطأ والأوهام. ولا يمكن للمعرفة العلمية وحدها أن تعالج المشكلات الإبيستيمولوجية والفلسفية والأخلاقية بل يحتاج ذلك إلى جهود تربوية يمكنها أن تسهم وإلى حد كبير في الكشف عن مصادر الخطأ وينابيع الأوهام والانحرافات الفكرية والعلمية التي تواجه مسيرة الحياة الفكرية.
الأخطاء الذهنية
تبين الدراسات العلمية الفيزيولوجية في مجال وظائف الدماغ أن مداخل ومخارج الدماغ التي تضعه في صلة مع العالم الخارجي لا تمثل أكثر من 2% من منظومة العلاقات التي يجريها الدماغ، وبالمقابل فإن 98% من فعاليات الدماغ توجه لعمليات داخلية. وهذه العلاقات الداخلية تشكل عالما نفسيا مستقل نسبيا حيث تتمركز في داخله الأحلام والرغبات والأوهام التي تحدد في نهاية الأمر نظرتنا للعالم والكون. وفي داخل كل تكوين نفسي توجد هناك آليات سيكولوجية موّلدة للوهم وصانعة للخطأ وهي بدورها تشكل أحد أهم مصادر الخطأ في التفكير الإنساني.
فالمركزية الذاتية للحياة السيكولوجية عند الإنسان، ومنطق الحاجة إلى التبريرات الذاتية، وإسقاط المشاعر على العالم الخارجي، هي عوامل تشكل جميعها مصدرا للخطأ والأوهام والأخطاء الفكرية. فنحن ووفقا لهذه العملية نسقط مشاعرنا على الآخرين بوصفهم مصدرا للشر والجهل والأذى وذلك من أجل أن نبرر لأنفسنا موقفا يعلو على احتمالات الخطأ والضلال.
والذاكرة كغيرها من القوى العقلية تكون مصدرا من مصادر الخطأ والوهم. فالذكريات التي لا تجدد عبر عملية التذكر يمكنها أن تتلاشى وتضعف ويمكن لأية معلومة أخرى أن تحرفها وتغير مضامينها وتخضعها لعملية اصطفاء متحيزة. والذاكرة بطبيعتها تميل إلى إحياء الذكريات الجيدة وإسقاط الذكريات المؤلمة والسيئة، وهي تشوه الذكريات عن طريق عمليات الإسقاط أو الخلط اللاشعوري. وهذا يعني إمكانية وجود ذكريات خاطئة أو غير حقيقية في وعاء الذاكرة وصاحب هذه الذكريات الخاطئة يؤمن بها وبمصداقيتها ولا يستطيع إلا نادرا أن يشك بمصداقيتها، كما أنه قد ينكر تماما الذكريات المشؤومة ويعتقد أنها لم تحدث له أبدا. وباختصار يمكن القول هنا بأن الذاكرة تشكل واحدا من أهم مصادر الخطأ الإنساني.
انزياحات العقلانية
إن المزاج كثيرا ما ينتصر ويتمرد على قرارات العقل — فيودور دوستويفسكي
إن أنظمتنا الفكرية ليست معرضة للخطأ فحسب بل تمتلك في ذاتها على ما يبرر الخطأ ويحافظ عليه. فهناك دائما آلية معينة في داخل هذه الأنظمة الفكرية (نظريات – عقائد أيديولوجيات ) تعمل على مقاومة كل المعلومات التي لا تتوافق معها أو هذه التي يصعب التكيف معها. فالنظريات تقاوم النظريات المعادية لها وترفض الحجج المناقضة لها. ولكن النظريات العلمية هي وحدها التي يمكنها أن تقبل النقد الذي يوجه إليها، وهي في سياق ذلك تمل على ضبط هذه المقاومة والسيطرة عليها. وعلى خلاف ذلك تبدي العقائد والأيديولوجيات المغلقة على ذاتها والمتشبعة بحججها الداخلية مقاومة عنيفة لكل الأفكار والمفاهيم الجديدة ولذل فهي غير قادرة على قبول أي نقد يكشف عن أخطائها.
العقل هو أداة الإنسان في محاكمة الوجود وفهمه وتحليله وإدراكه. أنه يمتلك القدرة على التمييز بين الحلم واليقظة، بين المتخيَّل والحقيقي، بين الذات والموضوع. فالعقل هو الذي يسعى على ضبط المحيط والسيطرة على مقتضياته، وهو الذي يستطيع أن يولد طاقة نفسية لمواجهة الوسط والرغبة والمتخيل. وهو الذي يناط به ضبط معادلات الثقافة والوجود ومن ثم عقلنة الظواهر والأشياء التي تحيط بنا. وباختصار فإن العقلانية هي الجدار الذي يمتنع على الوهم ويأنف إمكانية الخطأ.
يعمل العقل على إبداع وإنتاج النظريات المتماسكة وعلى تأصيل السمات المنطقية لبنية هذه النظريات وتحقيق التماسك الداخلي بين جوانبها المختلفة وبين معطياتها النظرية ومعطياتها الخارجية والأمبيريقية. وهذا يتطلب من العقلانية الانفتاح على الاعتراضات التي يمكن أن توجه إليها. وعى خلاف ذلك فإن امتناع العقلانية على تيارات الجدة والانتقادات يقودها إلى مستنقع الجمود والتصلب ويحيلها إلى عقدية جامدة. ويمكن في هذا السياق الحديث عن العقلانية النقدية التي تمارس دورها في رصد الأخطاء والأوهام التي تتموضع في صلب النظريات ولعقائد والأيديولوجيات المختلفة.
ومع أهمية هذه الاحترازات العقلانية ضد التصلب والجمود فإن العقلانية ذاتها ليست في عصمة من الخطأ إذ تحمل في ذاتها إمكانية الخطأ والتوهم. فالعقلانية تأخذ صورتها العقلانية لأنها تمتلك في داخلها نظاما منطقيا متكاملا يقوم على أساس الاستقراء والاستنتاج والتفكيك والتحليل والتركيب، وهذا يعني مجموعة من العمليات الذهنية والعقلية التي يمكنها أيضا أن تتعرض لآليات التوهم والخطأ.
ولكي تكون العقلانية في منأى عن تصورات التوهم والخطأ يترتب عليها أن تكون منفتحة بطبيعتها على الحوار الدائم مع الواقع والحياة والأفكار. وهذا يتضمن أيضا ضرورة التواصل بين اللحظة المنطقية واللحظة الواقعية في حركة دينامية من التبادل الحر الذي يؤدي إلى استبعاد احتمالات الغلط والخطأ وتصويب الروح العقلانية في اتجاهات عقلية آمنة. فالنظرية الحقّة هي هذه التي تأتي نتاجا مستمرا للتواصل الحر والمستمر بين الأفكار والواقع، إنها ثمرة الحوار الدائم الذي يقوم على البرهان بين الأفكار. والعقلانية الحقيقية هي هذه التي تأخذ باعتبارها حدود المنطق وحدود الحتمية وهي هذه التي تؤكد بأن الإنسان لا يمكنه أن يكون علميا على نحو كلي أو مطلق. هذه العقلانية ترى بأن الحقيقية تمتلك أسرار وجودها الخاصة. ومع ذلك كله فإن هذه العقلانية تحاور اللاعقلاني واللامنطقي من منظور روح نقدية عفوية مظفرة.
والعقلانية ليست ملكا لحضارة وحيدة بعينها فهي ليست غربية أو شرقية بالمطلق. لقد اعتقد الغرب ردحا من الزمن بأنه الوحيد الذي يمتلك هذه العقلانية. وكان يعتقد إضافة لذلك أن الحضارات الإنسانية الأخرى لا تمتلك غير الأخطاء والأوهام. وتأسيسا على هذا الوهم عمل الغرب على قياس مستوى تطور الحضارات الأخرى بمقياس التطور التكنولوجي الذي عرفه وحققه في مجال تطوره الحضاري. وعلى خلاف ما يدّعيه الغرب فإن العقلانية كانت من نصيب جميع الحضارات حتى أكثرها قدما وبدائية. فأغلب الحضارات الإنسانية عرفت العقلانية في أساليب إنتاجها وفي أنماط وجودها التي تتعلق بالزراعة وتربية الحيوان والقنص والصيد. وقد تعايشت هذه العقلانية مع سحر الأساطير والأديان والخرافات. وهذه الحقيقية تنسحب اليوم على الحضارة الغربية التي تمتلك في مكنون وجودها على نسق من الأساطير والأديان والسحر ويشمل هذا أسطورة العقل الإنساني المتسامي ودين التقدم. وهذا الاعتراف بوجود الأنماط السحرية والأسطورية في الحضارة الغربية لا يتعارض مع العقلانية بل يتوافق معها إلى حد كبير لأن مجرد الاعتراف بالضعف والحقيقية يجسد حالة عقلانية.
وهنا تتبدى أمام أعيينا أهمية الفعل التربوي في مواجهة هذه الحقيقية حيث يترتب علينا أن نعلن بأن العقلانية نفسها معرضة لخطر التوهم وأن الثقة المطلقة بالعقلانية شكل من أشكال الوهم والغلط والخلط والتوهم. فالعقلانية تواجه خطرا دائما إذا لم تمارس النقد الذاتي لأوضاعها الداخلية. وهذا يعني في نهاية المطاف أن العقلانية ليست مجرد حالة نظرية أو نقدية فحسب بل يجب أن تكون وفي الآن الواحد نقدية ذاتية وذاتية نقدية في ذاتها.
أوهام النماذج
إِذا نادى الهوى والعقلُ يوماً ….. فصوتُ العقلِ أولى أن يجابا – القروي
لا يكمن رهان الحقيقة والخطأ في المحاججة الواقعية فحسب بل يسجل هذا الرهان دوره في المناطق الخفية غير المرئية للنماذج الفكرية القائمة. وفي البداية وقبل التوغل في تحليل هذا الرهان، يمكننا تعريف النموذج الفكري بن الحالة التي يتم بموجبها اصطفاء المفاهيم الرئيسة للمعقولية. وهذا يعني أن النموذج الفكري يرمز إلى نظام محدد من التصورات والصور الفكرية. إنها مادة التصورات المادية وروح التصورات الروحية وهي البنية في التصورات البنيوية. إنها المفاهيم الرئيسة المختارة والمصطفاة التي تستبعد جميع المفاهيم المضادة والعارضة لها. وتتمثل درجة النمذجة في مستوى اصطفاء الأفكار التي تتكامل في النموذج أو النظرية. ولا تقف النمذجة هذه عند حدود تنسيق الأفكار بل تتجاوز هذه الحالة إلى حالة أخرى هي حالة اصطفاء العمليات العقلية والمنطقية التي تمارسها والتي تؤكدها بوصفها العمليات الرمزية والأساسية للفعل المعقلن في ذاتها. وغالبا ما تخفي النماذج العمليات المنطقية التي تأخذ طابعا مقدسا وواضحا في مختلق عملياتها. وهذا يعني أن النموذج هو الحالة التي يتم فيها قبول بعض العمليات المنطقية على حساب الأخرى وهو النظام الذي يعطي المشروعية لمنطق معين اختاره واصطفاه دون سواه. وفي هذا الاتجاه نفسه فإن النموذج يعطي للنظريات والمقالات صفات الضرورة والمصداقية. ويضاف إلى ذلك كله أنه يؤسس لمسلمات ويعبر من خلالها كأن يؤد على فكرة مثل: أية ظاهرة طبيعية تخضع للحتمية وأن كل ظاهرة إنسانية تتحدد بوصفها متعارضة مع الطبيعة.
وهذا يعني أن النموذج الفكري يصطفي ويختار المفاهيم على منوال العمليات المنطقية وعلى صورة المسلمات والبديهيات التي ينطلق منها ومن ثم فإنه يصنف هذه المفاهيم في فئات أساسية متمايزة في نسق الأهمية ويعمل في النهاية على مراقبة وضبط وظائف هذه المفاهيم ويحدد لها دورها في العملية المعرفية. وعلى هذا الأساس فإن الأفراد يفكرون ويسلكون وفقا لهذه النماذج التي تسجل نفسها في أعماقهم الداخلية.
ومن أجل توضيح هذه القضية يمكن أن نسوق نموذجين فكريين متناقضين لطبيعة العلاقة بين الإنسان والطبيعة. يتضمن النموذج الأول للعلاقة بين الإنسان والطبيعة أن الإنسان يوجد في الطبيعة وأن أي خطاب يجب أن يعترف بان الإنسان كائن طبيعي وأنه يمتلك طبيعته الخاصة. أما النموذج الثاني فيفترض وجود تناقض بين مفهومي الطبيعة والإنسان، ويفترض هذا النموذج أن الإنسان ينطوي على خصوصية غير طبيعية، وهذا يعني أن هذا النموذج يضع الإنسان في تعارض مع الطبيعة.
ومع الأسف فإن النماذج الفكرية تلعب دورا جوهريا في مختلف النظريات والعقائد والأيديولوجيات السائدة في الحياة الفكرية المعاصرة. وغالبا ما تكون هذه النماذج متخفية متلبسة في صيغ لاشعورية وهي من مواقع التخفي هذا تحاصر الكر النقدي وترصده وتدفعه في اتجاهات محددة. وهذا يشكل واحدا من أهم مصادر الأوهام والأخطاء في المعرفة الإنسانية.
وباختصار يمكن القول بأن النماذج تقيم علاقات أولية وتعمل على بناء بديهيات ومسلمات محددة تستطيع بدورها هي أيضا أن توجه التفكير وتحدد مسار النظريات والأيديولوجيات.
ويمكن لنا في هذا السياق التأمل في النموذج الفكري الغربي الذي يعود إلى المفكر الفرنسي ديكارت Descart والذي فرض نفسه على تاريخ التفكير المنهجي منذ القرن السابع عشر حتى اليوم. وهذا النموذج يفصل بين الذات العارفة والموضوع. وعلى أساس هذا الفصل بين الذات والموضوع الذي تجلّيه الفلسفة الديكارتية تنبع منظومة من التقابل بين مجموعة من المفاهيم المركزية التي تعتمد المبدأ الديكارتي في الانفصال مثل:
النموذج الديكارتي كما هو مبين في الجدول السابق يحدد المفاهيم الأساسية للتفكير ويحدد طبيعة العلاقة المنطقية بين هذه المفاهيم. وهذا التقابل الذي يطرحه ديكارت لا يمكنه أن يكون – على الرغم من أهميته العلمية – عين الحقيقة أو يكون ضامنا لها في هذه الصيغة التي يطرحها كما يرى بعض المفكرين. فالنموذج الديكارتي يحدد لنا نظرة ثنائية إلى الكون والوجود العالم. فهناك عالم مادي يخضع للملاحظة والتجربة والمعالجة، وهناك عالم آخر ذاتي ومعنوي يتمثل في مشاكل الوجود والاتصال والوعي.
وباختصار هذا النموذج يوضح الحقائق ولكن يمكنه أيضا أن يدفعنا إلى الغموض فهو يكشف ويخفي في آن واحد، وهنا في داخل هذا النموذج الديكارتي يمكن أن نجد مشكلات فكرية مغلقة قد تشكل منبعا للخطأ الذهني والعقلي.
فحتميات العقائد تستند إلى حتميات النماذج وتحديدات الأنماط التفسيرية المعتمدة. وحين تسود هذه العقائد في مجتمع ما فإنها تفرض نفسها على مختلف الأفراد الذي يخضعون لها. وعندما تهيمن العقائد والأيديولوجيات في مجتمع ما فإنها تفرض على الأفراد حضور قوى مطلقة ملزمة تحمل معتنقيها على الإيمان بها والتصرف بموجبها. وهذه القوى تستند بالضرورة إلى نماذج اعتقادية مثل العقائد والأيديولوجيات الرسمية أو المعتقدات السائدة أو النماذج المعرفية أو الأفكار التي يتمثلها الأفراد دون اختبار.
وجميع هذه النماذج المعرفية، أو المعتقدات النموذجية، تعمل على اعتقال المعرفة وسجنها داخل نماذج قطعية نهائية مغلقة. وهذه النماذج في الغالب تفرض على معتنقيها حالة تطبيع أو نمذجة تعمل على استبعاد كل ما يخالف منطق هذه النماذج وتحديداتها الأولية.
فالتاريخ يشكل منذ انطلاقته الأولى مسرحا للأساطير التي تحركها الآلهة والقوى الروحية ز وقد سجلت هذه الأساطير حضورها في العقل البشري عقائد راسخة دفعت البشر إلى الحروب والموت والقتال. ومثل هذه الحالة لا نجدها عند الكائنات غير الإنسانية أبدا إذ لا توجد حروب تلهبها المعتقدات وتوقدها الأساطير.
فالأساطير تعيش في داخلنا ونحن نعيش في مجالها. وقد تبلورت هذه الأساطير وأخذت صورة حقائق لا تقبل الجدل في خيالنا وفي عقولنا. إنها تصنع مشاعرنا وتولد فينا مشاعر وأحاسيس الحب والكراهية. وليس غريبا اليوم أن نجد من يقتل ويُقتل من أجل الأفكار والله والعقائد. ومع أننا في الألفية الثالثة فإن حالنا لا يختلف كثيرا عن حال الإغريق القدماء لأن شياطين الفكر وأبالسة العقائد تهيمن على التفكير وعلى المشاعر وتجعلنا في حالة غفوة عما يحيط بنا. وهي في الوقت نفسه تعطينا انطباعا وهميا بأننا أسياد المعرفة وكهانها.
والمؤسسات العقائدية والإعلامية تقوم اليوم بتدجين الأفراد على الأساطير وتغذيهم بالأفكار والمعتقدات التي تروضهم على قيم الخضوع والامتثال. ومع ذلك كله فإنه يمكن للأفراد أن يعملوا على بناء عقولهم وتصميم أفكارهم بدرجة أكبر من الموضوعية وخارج دائرة الأوهام والأساطير. وتبقى محاولة الأفراد للخروج من دائرة النماذج والحتميات الفكرية التي تستعبدهم أمرا محتملا وقائما. وهذا يمر عبر عملية معقدة تتجاوز حدود اللحظة الثلاثية التي تتمثل في الأفراد والعقائد والوسط الاجتماعي الذي يحيط بهم.
ومع أهمية محاولة الانطلاق فإنه لا يمكن بناء نموذج فكري مثالي يعصم البشر عن الخطأ ويحول الأفكار إلى أشياء. فالأفكار وجدت قبل الإنسان ومن أجله، ولكن الإنسان نفسه يوجد من أجل الأفكار وبها. ونحن لا نستطيع أن نستفيد من هذه الأفكار مل لم نعنى بها ونرعاها. وإذا كان يتوجب علينا أن نتحرر من هيمنتها فإن ذلك يكون بالحوار والجدل والتبادل والتناقد في دورة مستمرة لا تعرف حدود التوقف والانقطاع.
إذ لا يجب أبدا أن نفسح المجال لأية نظرية أو فكرة كي تتحول إلى أداة أو طاقة تفرض نفسها تسلطيا على وجودنا بإيحاءاتها وانطباعاتها. بل يجب أن نجعل منها طاقة تساعدنا في تجاوز ما هو سائد وفي اختراق الهيمنة الأيديولوجية وإسقاط النماذج الفكرية القائمة نحو رؤى فكرية أكثر حرية وانطلاقا. فالنظرية يمكنها أن توجه الأفكار والاستراتيجيات المعرفية. وهذا يعني أنه يمكن أن نستفيد من مختلف الأنماط الفكرية القائمة وأن نغذي طاقة المعرفة لدينا من مختلف الاتجاهات الفكرية بعيدا عن مبدأ الخضوع والانقياد.
فالعقلانية هي نتاج حوار دائم بين الفكرة والواقع، ويجب علينا في هذا السياق أن نعترف بالصعوبة المنهجية التي يواجهها الفكر في ضبط الأساطير المتخفيّة والسيطرة عليها تحت عنوان العلم والعقل، وذلك لأن العقبة الأساسية قائمة في داخل أداة التفكير نفسها وهي تتمثل في طبيعة الممانعة الذاتية والعفوية التي تتأصل في منظومات المنطق والمعتقدات التي نؤمن بها.
الأساطير والأيديولوجيات تدمر الحقائق، ومع ذلك فإن الأفكار نفسها هي التي تتيح لنا إدراك الواقع بسلبياته كما تتيح لنا إدراك الأفكار بمخاطرها في آن واحد. وهذا يعني وجود صراع متأجج بين الأفكار ذاتها وبين الإنسان والأفكار عينها. وبالتالي فإن وقود هذا الصراع يكون في الأفكار عينها التي تمثل حطب المعرفة الذي يبعث فيها الدفء والعطاء الفكري.
الشك المعرفي
تدهشنا المفاجاءات وتقض مضاجعنا وذلك لأننا نعيش حالة أمن عالية مع نظرياتنا وأفكارنا. ومع ذلك فإنه لا يمكننا في الغالب أن نتوقع حدوث الجديد الذي لا يتوقف عطاؤه. ومع ذلك فإنه لمن الضرورة بمكان في هذا العصر أن نتوقع اللامتوقع عينه.
فمصادر الخطأ والتوهم كما ألمحنا متعددة وموجود باستمرار في كل أنواع المعرفة. ومن هنا يتوجب على التربية أن تحدد إمكانيات حدوث الانحراف والخطأ ومصادرة هذه الاحتمالات والإمكانيات قدر المستطاع. وهذا يعني أن إدراك مصادر الخطأ والتعريف بها يشكل اليوم أوكسجين كل معرفة وعلم أو معرفة علمية. وفي كل الأحوال فإن المعرفة تبقى مغامرة يتوجب على التربية أن تقدما كزاد ضروري للأفراد.
إن معرفة المعرفة التي تعني تكاملا نقديا في المعرفة ذاتها يجب أن تأخذ صورة ضرورة حيوية للتربية وفي التربية، ويجب أن تكون مبدأً حيويا دائما ومستمرا في كل عملية تربوية. وهذه التربية يمكنها أن تؤسس لثقافة تتسم بطابع الانفتاح والحوار وتبادل الأفكار.
وعلى هذا الأساس يمكن القول بأن بناء إمكانية التساؤل والحوار حول موضوع المعرفة ذاته أمر يجب أن يحظى باهتمام المربين والقائمين على العملية التربوية. فعملية البحث عن الحقيقية يجب ألا تنفصل عن مبادئ النقد والحوار والتبادل والانفتاح. وهذا يعني أنه يتوجب علينا أن نمارس فعلنا النقدي في اتجاهين: يتمثل الاتجاه الأول في مجال نقد الأفكار التي نمتلك عيها، أما الآخر فيتمثل في الأفكار التي تمتلك علينا، وذلك من أجل الوصول إلى خصوبة معرفة علمية حقّة تنتزع نفسها بعيدا عن الوهن المعرفي.
على العقل أن يحذر منتوجه العقلي وذلك مع الإيمان بأهمية هذا المنتوج وضرورته لحياتنا الفكرية. فنحن في حاجة دائمة إلى اليقظة وإلى عملية ضبط دائمة تمكننا من تجنب التطرف الفكري وتحمينا من الوقع فريسة أوهامنا الفكرية والعقائدية. إننا بحاجة إلى الحوار والحوار المستمر والتواصل الممكن بين مختلف المكونات النفسية والعقلية لوجودنا وتفكيرنا وذلك من أجل ضبط الخطأ والوهن العقلي.
ما نحتاج إليه اليوم يتمثل في ضرورة تحديث نظرياتنا وأفكارنا والانتقال بها إلى حالة حضارية. وهذا يعني الانتقال بها إلى أجيال جديدة من النظريات المفتوحة العقلية والنقدية التي يمكنها أن تعيد تشكيل ذاتها في صورة أفضل. وهذا يعني في النهاية أنه يتوجب علينا أن نعمل على بلورة وتأصيل نموذج ذهني يسمح لنا بمعرفة معقدة ومركبة.
وختاماً يمكن القول بأن إمكانية الخطأ متعددة ومستمرة، منها ما يصدر من الخارج، ومنها ما ينبع من الداخل، ومنها ما يأتي من المجتمع أو من الثقافة، ومنها ما يأتي من أعماق النفس الإنسانية، ولكن بعضها يصدر عن العقل نفسه وأدوات المعرفة ذاتها أيضا. وهنا يتوجب على التربية أن تكون في مستوى المسؤولية وأن تضمن للأفراد إمكانية واسعة في التعرف على مصادر الخطأ وفي تكوين مهارات التصويب التي تتمثل في النقد والحوار والتأمل والانفتاح وتلك هي مهارات ضرورية لعالم يحدق به خطر داهم يتمثل في اندفاعات التوهم والخطأ.
المراجع
– صفاء الأعسر، تعليم من أجل التفكير القاهرة، دار قباء، القاهرة، 1998.
– عبد الكريم الخلايلة و عفاف اللبابيدي، طرق تعليم التفكير للأطفال دار الفكر، عمان، 1997.
– إدوارد دي بونو، تعليم التفكير، ترجمة عادل عبد الكريم ياسين وكمال جبري أمين، وزارة التربية والتعليم، الكويت، 1989.
– صلاح قنصوه، الموضوعية في العلوم الإنسانية، دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة، 1980.
– رجاة العتيري، في طبيعة العقل، دار سحر، تونس، 1999.
– Maggi, Bruno, Manières de penser, manières d’agir en éducation et en formation / publié sous la direction de Bruno Maggi, Paris: Presses universitaires de France, 2000.
38 تعليقات
يعطيك العافيه دكتور..
توجد احتمالات التوهم في كل معرفه انسانيه و يمكن القول لا توجد معرفه تمتنع عن الخطأ و تتجاوز حدود التوهم و مع كل ما يجري من الاعتقاد بأن يمكننا استبعاد احتمالات الخطأ الناجم عن التكوينات الانفعالية عن طريق عملية تحييد الانفعالات و المشاعر و ضبطها و لكن الواقع يؤكد ان المشاعر الانسانيه تفرض نفسها بقوة في مختلف ابعاد العمل العقلي و تؤدي به الى مواقع الخطأ و يمكنا ان ندرك بأن العقل لا يمكنه ان يأخذ موقع الهيمنه و السيطره على الجانب الانفعالي للانسان لانه اضعاف الامكانيات الانفعالية يمكنها ان تشكل مصدرا للسلوك غير العقلاني ، فالعقل هو الذي يسعى على ضبط المحيط و السيطره على مقتضياته و اخيراً يمكن القول ان امكانية الخطأ متعدده و مستمره منها ما يصدر من الخارج و منها ما ينبع من الداخل.
مقاله جداً رائعه ومهمه
ومن أخطاء العقل أنه أذا أمن برأي ما سواء كان إيمانه بهذا الرأي عن طريق التسليم العام بهِ، أو من أجل لذة ومنفعة تعود عليه من هذا الرأي، نجده يُرغم كل شيء آخر لتأييد وأثبات رأيه، على الرغم من وجود الكثير من الأدلة القاطعة المغايرة لرأيه الذي آمن بهِ أولًا. وبعد أن ينتهي الإنسان من تقرير القضية وفقًا لإرادته، نجدهُ يلجأ إلى التجربة فـ يُخضعها ويجعلها موافقة لرأيه، ويسوقها كأسير في مِوكب. باختصار أن العقل الإنساني ليس جافًا بل يتأثر بالإرادة والعواطف.
المعرفه الانسانسك ليست مرآه دقيقة العالم الخارجي بل هي نتائج ترجمة للواقع ولعملية بناء ذهني معقد فغالبا مايكون للانسان تصور خاطئ عن نفسه وافعاله ومايجب ان يفعله في العالم الذي يعيش فيه فلا يوجد معرفة تمتنع عن الخطأ وتتجاوز حدود التوهم فالخطأ الذي ينتج عن العقل أكثر خطوره فالمعلومات التي تقوم على اساس المفاهيم تكون معرضه للخطأ وتشكل التوهم وهنا تصدر امكانية الخطأ الذي يجد طريقة الى المعرفة الانسانيه رغم استمرار الضبط العقلي فتطور المعرفه العلمية قد يساعد الانسان على تجاوز احتمالات الخطأ واضعاف احتمالات التوهم ويجب ان ندرك انه لايمكن لأية نظريه علمية مهما بلغ شأنهما ان تمتلك مناعة لاحتمالات الخطأ والاوهام وان تعالج المشكلات الاخلاقية والفلسفية
يعطيك العافيه دكتور نا الفاضل ،،،
عصمة العقل وأوهامه موضوع مقالة جذبني العنوان لانه لابد من الاعتراف بالخطأ والتعلم من الأخطاء والخطأ احتماله وارد وحضور الوهم في مختلف الأفكار والأفعال لابد منه ووجود الخطأفكييف للأنسان أن يتعلم درس من دون وجود أخطاء ولكن يأتي سؤال في عقلي هنا هل الأدراك يشكل خطورة لعين العقل وترجمته للعقل من خلال التفسير والتحليل من بعد المرور بهذه المراحل يمكننا أن نقول أن الاستبعاد واحتمال الخطأ الناجمعن تكوين الانفعالي عن طريق عملية التحكم بالانفعالات وضبط المشاعر وكما أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار ان التأثير السلبي للميولوالعواطف الانسانية والانفعالات بشكل عام ولايمكن الفصل بينهما في بناء شخصية الذكاء الأنساني وهنا تم طرح مصطلح الذكريات او الذكرى فأنها برأي الشخصي
الذكريات لاتتجد ولكن يمكن استرجاعهابسهوله .
يعكيك العافيه دكتور علي و طفه , عصمة العقل وأوهامه موضوع مقالة جذبني العنوان لانه لابد من الاعتراف بالخطأ والتعلم من الأخطاء والخطأ احتماله وارد وحضور الوهم في مختلف الأفكار والأفعال لابد منه ووجود الخطأفكييف للأنسان أن يتعلم درس من دون وجود أخطاء ولكن يأتي سؤال في عقلي هنا هل الأدراك يشكل خطورة لعين العقل وترجمته للعقل , و شكرا على جهدك دكترنا .
يعطيك العافيه دكتور مقاله جميله…
التعلم من الأخطاء والخطأ احتماله وارد وحضور الوهم في مختلف الأفكار والأفعال لابد منه ووجود الخطأ فكييف للأنسان أن يتعلم درس من دون وجود أخطاء
العقلانية هي الجدار الذي يمتنع على الوهم ويأنف إمكانية الخطأ. يعمل العقل على إبداع وإنتاج النظريات المتماسكة وعلى تأصيل السمات المنطقية لبنية هذه النظريات وتحقيق التماسك الداخلي بين جوانبها المختلفة وبين معطياتها النظرية ومعطياتها الخارجية
توجد احتمالات التوهم في كل معرفه انسانيه و يمكن القول لا توجد معرفه تمتنع عن الخطأ و تتجاوز حدود التوهم و مع كل ما يجري من الاعتقاد بأن يمكننا استبعاد احتمالات الخطأ الناجم عن التكوينات الانفعالية عن طريق عملية تحييد الانفعالات و المشاعر و ضبطها و لكن الواقع يؤكد ان المشاعر الانسانيه تفرض نفسها بقوة في مختلف ابعاد العمل العقلي و تؤدي به الى مواقع الخطأ للانسان تصور خاطئ عن نفسه وافعاله ومايجب ان يفعله في العالم الذي يعيش فيه فلا يوجد معرفة تمتنع عن الخطأ وتتجاوز حدود التوهم فالخطأ الذي ينتج عن العقل أكثر خطوره فالمعلومات التي تقوم على اساس المفاهيم تكون معرضه للخطأ وتشكل التوهم وهنا تصدر امكانية الخطأ الذي يجد طريقة الى المعرفة الانسانيه رغم استمرار الضبط العقلي فتطور المعرفه العلمية قد يساعد الانسان على تجاوز احتمالات الخطأ واضعاف احتمالات التوهم ويجب ان ندرك انه لايمكن لأية نظريه علمية مهما بلغ شأنهما ان تمتلك مناعة لاحتمالات الخطأ والاوهام وان تعالج المشكلات الاخلاقية والفلسفية
جزاك الله عنا خير الجزاء دكتورنا
فكل معرفة إنسانية يكون بها احتمالات الخطأ والتوهم حتى انه يمكن للإنسان أن يبني تصورا خاطئا عن نفسه وأفعاله ، وأيضا هناك أخطاء ذهنية ومنها
الذاكرة فيمكن لبعض الذكريات التي لا يتذكرها الإنسان أن يحرفها العقل وتحل محلها ذكريات أخرى ، واعترض على من يقولون لابد من العقلانية في كل شيء لتقليل الأخطاء فحتى العقلانية نفسها معرضه للخطأ والتوهم ، فمصادر الخطأ والتوهم موجودة في كل أنواع المعرفة لذلك يجب على التربية
أن تكون مسؤولة على تعريف الفرد على مصادر الخطأ وتعليمه مهارات التصويب.
يعطيك العافيه دكتور مقاله جميله…
التعلم من الأخطاء والخطأ احتماله وارد وحضور الوهم في مختلف الأفكار والأفعال لابد منه ووجود الخطأ فكييف للأنسان أن يتعلم درس من دون وجود أخطاء
العقلانية هي الجدار الذي يمتنع على الوهم ويأنف إمكانية الخطأ. يعمل العقل على إبداع وإنتاج النظريات المتماسكة وعلى تأصيل السمات المنطقية لبنية هذه النظريات وتحقيق التماسك الداخلي بين جوانبها المختلفة وبين معطياتها النظرية ومعطياتها الخارجية
يعطيك العافية دكتور على المقال الجميل، العقل هو مجموعة من القوى الإدراكية التي تتضمن الوعي، المعرفة، التفكير، الحكم، اللغة والذاكرة. وهو غالباً مايعرف بملكة الشخص الفكرية والإدراكية يملك العقل القدرة على التخيل التمييز والتقدير وهو مسؤول عن معالجة المشاعر والانفعالات مؤدياً إلى مواقف وأفعال. ومفهوم العصمة هو في اللغة الحفظ والوقاية، ثمة أربعة أنواع من الأوهام تُحدِق بالعقل البشري، وتظل تلاحقه في عملية تجديد العلوم نفسها، وتضع أمامه العوائق ما لم يأخذ البشرُ حِذرَهم ويُحصِّنوا أنفسَهم منها قدْر ما يستطيعون، «فدراسة الأوهام هي بالنسبة إلى تفسير الطبيعة مثل الدحوضات السوفسطائية بالنسبة للمنطق العادي.» كان بيكون قد عرض لهذه الأوهام في كتاب سابق له هو Advancement of Learning (تقدم المعرفة/النهوض بالعلم/إنهاض العلم) نشره عام ١٦٠٥م، ولكنه لم يقيِّض لها أسماءً، أمَّا في الأورجانون الجديد فقد أطلق عليها أسماءً تدل على براعةٍ منقطعة النظير في استخدام الاستعارة الحية.
يعطيك العافية دكتور مقالة رائعة وشيقة.
عصمة العقل واوهامه موضوع مثير للانتباه. من طبيعة الانسان ان يكون له تصور خاطئ عن نفسه وما يفعله و أيضا عن بيئته.
وكما قلت المعرفة الانسانية ليست مرآ دقيقة للعالم. من المعروف ان العقل هو مجموعة من القدرات المتعلّقة بالإدراك،
والتقييم، والتذكّر، وأخذ القرارات، وهو ينعكس في بعض الحالات على الأحاسيس، والتصورات، والعواطف، والذاكرة، والتفكير، والرغبات، والدوافع، والخيارات، واللاوعي، بالإضافة إلى التّعبير عن السّمات الخاصة بالشّخصيّة، كما يتصف بكونه
ظاهرة يمكن إدراكها.
هناك ايضا اخطاء في الذاكرة قد لا يتذكرها الانسان بشكل واضح قد يحرفها عقله ينتج عنها أحيانًا ذكريات لا تُحلى إلا بالحنين إلى
الماضي وما إلى ذلك مما يعتبر ايضا من عصمة العقل و اوهامه.
كل الشكر لدكتوري الفاضل على هذه المقالة المفيدة،، اما بعد.
ان العقل هو اساس الفكر والذاكرة حيث خلق الله العقل للتفكير وحل المائل والتحكم بالجسم والادراكات الجسمية والعقلية وردات الفعل، العقل احياناً يخطئ بالتفكير حسب طبيعة الانسان ، البعض لديه اوهام لا حدود لها والتي لايستطيع التحكم بها او ايقافها، غالباً ترهق الواهم، اوهام العقل قد تؤثر بشكلين ايجابي وسلبي، ايجابي هي تحفيز العقل والافكار، وسلبي هي انها قد تفصل الشخص عن الواقع او تبعده عن محيطه والذي يكون اشد اهمية.
التعلم من الأخطاء والخطأ احتماله وارد وحضور الوهم في مختلف الأفكار والأفعال لابد
منه ووجود الخطأ فكييف للأنسان أن يتعلم درس من دون وجود أخطاء ، ومفهوم العصمة
هو في اللغة الحفظ والوقاية، ثمة أربعة أنواع من الأوهام حق بالعقل البشري، وتظل
تلاحقه في عملية تجديد العلوم نفسها، وتضع أمامه العوائق ما لم يأخذ البشر جذرهم
ويحصنوا أنفسهم منها قدر ما يستطيعون ، إننا بحاجة إلى الحوار والحوار المستمر
والتواصل الممكن بين مختلف المكونات النفسية والعقلية لوجودنا وتفكيرنا وذلك من أجل
ضبط الخطأ والوهن العقلي.
يعطيك العافية دكتوري الساطع .
إن تطور المعرفة العلمية من شأنه أن يساعد الإنسان على تجاوز احتمالات الخطأ وعلى إضعاف احتمالات التوهم، فإن يتوجب علينا أن نتحسب للمخاطر التي تنجم عن النماذج الفكرية التي تضبط العلم والمعرفة العلمية ،لابد من الاعتراف بالخطأ والتعلم من الأخطاء والخطأ احتماله وارد وحضور الوهم في مختلف الأفكار والأفعال ، على العقل أن يحذر منتوجه العقلي وذلك مع الإيمان بأهمية هذا المنتوج وضرورته لحياتنا الفكرية. فنحن في حاجة دائمة إلى اليقظة وإلى عملية ضبط دائمة تمكننا من تجنب التطرف الفكري وتحمينا من الوقع فريسة أوهامنا الفكرية والعقائدية. اذاً يتوجب علينا أن نعمل على بلورة وتأصيل نموذج ذهني يسمح لنا بمعرفة معقدة ومركبة.
العقل هو مصدر تفكير الانسان وفهمه وتحليله وإدراكه للحياة، فأنه يمتلك القدرة على التمييز بين الحلم والواقع ، الخيال والحقيقه، فالعقل هو الذي يسعى على ضبط الانسان والسيطرة على مشاعره وهو الذي يستطيع أن يولد طاقة نفسية لمواجهة صعاب هذه الحياه،ومن الممكن في بعض الاحيان قد يتشتت العقل وتبدا الاوهام والشكوك تدور في مخيله الانسان
أشكرك دكتور على هذالمقاله المفيده .
ان العقل البشري مناط التكليف والتشريف فهو أساس الدين ومنبع العلم وعليه قامت الحضارات وامتدت المدنيات ولقد عظمه الله تعالى واكير مكانته
قد يعتري العقل أوهام واغلوطات وثمة عوامل هي المسئوله عن ذلك
يعطيك العافيه دكتور نا الفاضل ،،، عصمة العقل وأوهامه موضوع مقالة جذبني العنوان لانه لابد من الاعتراف بالخطأ والتعلم من الأخطاء والخطأ احتماله وارد وحضور الوهم في مختلف الأفكار والأفعال ، فكييف للأنسان أن يتعلم درس من دون وجود أخطاء العقلانية هي الجدار الذي يمتنع على الوهم ويأنف إمكانية الخطأ. يعمل العقل على إبداع وإنتاج النظريات المتماسكة
يعطيك العافيه دكتورنا ..
العقل هو مجموعة من القوى الإدراكية التي تتضمن الوعي، المعرفة، التفكير، الحكم، اللغة والذاكرة. هو غالبًا ما يعرف بملكة الشخص الفكرية والإدراكية. يملك العقل القدرة على التخيل، التمييز، والتقدير، وهو مسؤول عن معالجة المشاعر والانفعالات، مؤديًا إلى مواقف وأفعال. هنالك جدال في الفلسفة، الدين، والعلوم الاستعرافية حول ماهية العقل وصفاته المميزة
تفهم فكرة العقل بالعديد من الطرق المختلفة ومن خلال العديد من الثقافات والديانات المختلفة. يرى البعض العقل كملكية خاصة بالبشر، في حين ينسب الآخرون صفات العقل إلى الكيانات الغير حية (الروحية الشاملة والروحانية)، الحيوانات والآلهة. أحد أقدم التخمينات المسجلة ربطت العقل (والذي يوصف في بعض الأحيان على أنه روح) بنظريات متعلقة بالحياة ما بعد الموت، النظام الكوني والطبيعي
يعطيك العافيه دكتورنا .. العقل هو مجموعة من القوى الإدراكية التي تتضمن الوعي، المعرفة، التفكير، الحكم، اللغة والذاكرة هو غالبًا ما يعرف بملكة الشخص الفكرية والإدراكية. يملك العقل القدرة على التخيل، التمييز، والتقدير، وهو مسؤول عن معالجة المشاعر والانفعالات، مؤديًا إلى مواقف وأفعال هنالك جدال في الفلسفة، الدين، العلوم الاستعرافية حول ماهية العقل وصفاته المميزة من الأسئلة المفتوحة التي تتضمن طبيعة العقل هي مسألة العقل والتي تبحث في العلاقة ما بين العقل والدماغ المادي والجهاز العصبي. تضمنت وجهات النظر النزعة الثنائية والمثالية التي اعتبرت أن العقل شيء معنوي. بينما يدعي البعض بأن العقل هو الدماغ أو من الممكن اختزاله بالظواهر الفيزيائية مثل النشاط العصبي، على الرغم من استمرار امتلاك المذاهب الثنائية والمثالية للكثير من المؤيدين
بالرغم من أن الدماغ هي أكثر أعضاء الجسم كمالاً وأكثرها تعقيداً يبدو أن هناك اخطاء التفكير التي يقوم بها العقل كل يوم . والنتيجة أن تكون هناك بعض الأخطاء اليومية الصغيرة والتي قد تسمي بالتحيزات المعرفية كما ذكرها علماء النفس وتساعدنا هذه الإستراتيجات في التعرف علي التهديدات الوجيزة وإتخاذ القرارات السريعة عند الضرورة . قد تصدم بشدة من بعض هذه الأخطاء فأنت تقوم بها لاشعورياً في أي وقت . في الحقيقة أنها قرارات مدهشة يجب أن تتجنبها عند إتخاذ قرارات أكثر عقلانية . بطبيعية الحال، إدارك الأخطاء التي نقوم بها يمكن أن يحدث فارق كبير في طريقة تفكيرنا.وتوجد اخطاء كثيره يقوم العقل بها منها التناقض في الإختيار :
من المثير للدهشة أن الناس يفضلوا اختيارات أقل لإعطائهم المزيد من الخيارات . عندما يكون هناك المزيد من الخيارات للإختيار من بينها فإن القدرة علي إتخاذ القرار تصبح مشلولة. تم إثبات هذه الظاهرة من خلال تجربة المربي عند تقديم عدد كبير من علب المربي قام 3 % من العملاء فقط بالشراء . عندما كان عدد الخيارات محدود إشتري 30 % من العملاء المنتج ولتجنب هذا التناقض، يجب علي العملاء ألا يخافوا من الإختيار. في حين يجب علي البائعين البحث عن حل وسط بحيث لا يصاب الناس بالشلل بسبب وفرة الخيارات المتاحة
يعطيك العافية دكتور على هذا المقال المفيد
العقل هو مجموعة من القدرات المتعلّقة بالإدراك،
والتقييم، والتذكّر، وأخذ القرارات، وهو ينعكس في بعض الحالات على الأحاسيس، والتصورات، والعواطف، والذاكرة، والتفكير، والرغبات، والدوافع، والخيارات، واللاوعي، بالإضافة إلى التّعبير عن السّمات الخاصة بالشّخصيّة، كما يتصف بكونه ظاهرة يمكن إدراكها و هناك ايضا اخطاء في الذاكرة قد لا يتذكرها الانسان بشكل واضح قد يحرفها عقله ينتج عنها أحيانًا ذكريات لا تُحلى إلا بالحنين إلى الماضي وما إلى ذلك مما يعتبر ايضا من عصمة العقل و اوهامه ، إن تطور المعرفة العلمية من شأنه أن يساعد الإنسان على تجاوز احتمالات الخطأ وعلى إضعاف احتمالات التوهم، فإن يتوجب علينا أن نتحسب للمخاطر التي تنجم عن النماذج الفكرية التي تضبط العلم والمعرفة العلمية ،لابد من الاعتراف بالخطأ والتعلم من الأخطاء والخطأ احتماله وارد وحضور الوهم في مختلف الأفكار والأفعال ، على العقل أن يحذر منتوجه العقلي وذلك مع الإيمان بأهمية هذا المنتوج وضرورته لحياتنا الفكرية. فنحن في حاجة دائمة إلى اليقظة وإلى عملية ضبط دائمة تمكننا من تجنب التطرف الفكري وتحمينا من الوقع فريسة أوهامنا الفكرية والعقائدية. اذاً يتوجب علينا أن نعمل على بلورة وتأصيل نموذج ذهني يسمح لنا بمعرفة معقدة ومركبة
يعطيك العافيه دكور جذبني عنوان هذه المقاله لان لابد من الاعتراف بالخطأ والتعلم من اخطاءنا، والخطأ اول خطوات النجاح، وحضور الاوهام وارد في مختلف الافعال والافكار فلا يوجد معرفة تمتنع عن الخطأ وتتجاوز حدود التوهم فالخطأ الذي ينتج عن العقل أكثر خطوره فالمعلومات التي تقوم على اساس المفاهيم تكون معرضه للخطأ وتشكل التوهم وهنا تصدر امكانية الخطأ الذي يجد طريقة الى المعرفة الانسانيه رغم استمرار الضبط العقلي، ومفهوم العصمة هو في اللغة الحفظ والوقاية، ثمة أربعة أنواع من الأوهام تُحدِق بالعقل البشري، وتظل تلاحقه في عملية تجديد العلوم نفسها، وتضع أمامه العوائق ما لم يأخذ البشر حذرهم ويحصنوا أنفسهم منها قدر ما يستطيعون،فالعقل هو الذي يسعى على ضبط المحيط و السيطره على مقتضياته و اخيراً يمكن القول ان امكانية الخطأ متعدده و مستمره منها ما يصدر من الخارج و منها ما ينبع من الداخل.
اشكرك دكتوري على طرح هذا الموضوع الرائع ، الوقوع بالخطأ هو بداية النجاح ، فيجب على الاعتراف عندما نقع بالخطأ ، فهذا شي طبيعي كل الناس تخطأ ثم تتعلم ثم تنجح ، وللعقل اوهام وتخيلات عديدة جداً ، على العقل أن يحذر منتوجه العقلي وذلك مع الإيمان بأهمية هذا المنتوج وضرورته لحياتنا الفكرية. فنحن في حاجة دائمة إلى اليقظة وإلى عملية ضبط دائمة تمكننا من تجنب التطرف الفكري وتحمينا من الوقع فريسة أوهامنا الفكرية والعقائدية ، واعترض على من يقولون لابد من العقلانية في كل شيء لتقليل الأخطاء فحتى العقلانية نفسها معرضه للخطأ والتوهم ، فمصادر الخطأ والتوهم موجودة في كل أنواع المعرفة لذلك يجب على التربية
أن تكون مسؤولة على تعريف الفرد على مصادر الخطأ وتعليمه مهارات التصويب.
ان بالعقل نستطيع ادراك الحقيقه والوهم والصحيح والخطاء وبالتفكير واللإستدلال نستطيع الوصول الى الصواب ، ولكن دائماً مايحكم القلب العقل ويسيطر عليه ويتبع الانساء أهوائه ويراها صحيحه في باطنه وان كانت خاطئة ، فإذا طغى القلب على العقل أعمى صاحبه وتزيد أخطائه وتسيئ ظنونه ، ولكن اذا حكم العقل الشخص واصبح يفكر وينظر بعقله لا بقلبه سلم حاله وصحه قوله ومشى سوياً لا ضرار ولا ضرر عليه ، فبالعقل والتفكير والنظر والتميز والتأني يجلب لصاحبه المعرفه التامه وعدم الوقوع بالخطاء والظلم .
يعطيك العافيه دكتور
رأينا في هذه المقاله وجود معرفه التوهم في كل معرفه انسانية، و تغلغل امكانية الخطأ في كل عمل ذهني، وهذا ما يؤكد نظرية المعلوماتيه التي تعلن بأن الخطا حاله ممكنه وهو خطر دائم في مختلف عمليات تحويل المعرفة، وكذلك يمكننا استبعاد احتمالات الخطا الناجم عن التكوينات الانفعاليه عن طريق تحييد الانفعالات و المشاعر و ضبطها ، فالعقل هو اداة الانسان في الوجود و فهمه ، ولان اضعاف الامكانيات الانفعالية يمكنها ان تشكل مصدر للسلوك غير العقلاني
شكرا على هذه المقالة الرائعة…
العقل هو مجموعة من القوى الادراكية التي تتضمن الوعي و المعرفة و التفكير و الحكم و اللغة و الذاكرة ، فالقل ما هو الا اكتساب او تحليل او تخيلات فمنه الصحيحه و منه الخطاء ، فكيف للانسان يتعلم و يفكر اذا لم يجد اخطاء في فكره او معتقداته ،اما التوهم فهو التعلق بمعتقد راسخ هي في الحقيقة خطاء و لاكن تبقى في العقل ، فالمعرفة قد تسلعد الانسان على تجاوز احتمالات الخطا او الوهم العقلي ، فممكن ان نقول الاخطاء العقليه تجعل الشخص يدركه و يبحث و يكتسب معلومات جديده .
رائع جداً ما تم ذكره في هذه المقالة .. ان بالعقل نستطيع ادراك الحقيقه والوهم والصحيح والخطاء وبالتفكير واللإستدلال نستطيع الوصول الى الصواب ، ولكن دائماً مايحكم القلب العقل ويسيطر عليه ويتبع الانساء أهوائه ويراها صحيحه في باطنه وان كانت خاطئة ، فإذا طغى القلب على العقل أعمى صاحبه وتزيد أخطائه وتسيئ ظنونه ، لابد من الاعتراف بالخطأ والتعلم من الأخطاء والخطأ احتماله وارد وحضور الوهم في مختلف الأفكار والأفعال ، على العقل أن يحذر منتوجه العقلي وذلك مع الإيمان بأهمية هذا المنتوج وضرورته لحياتنا الفكرية.
نشكرك كل الشكر الجزيل ،،، دكتورنا الفاضل
بدايةً ، علينا جميعاً التعلم من الأخطاء والخطأ احتماله وارد وحضور الوهم في مختلف الأفكار والأفعال لابد منه ووجود الخطأ فكيف للأنسان أن يتعلم درس من دون وجود أخطاء . إنّ امشاعر الانسانيه تفرض نفسها بقوة في مختلف ابعاد العمل العقلي و تؤدي به الى مواقع الخطأ للانسان تصور خاطئ عن نفسه وافعاله ومايجب ان يفعله في العالم الذي يعيش فيه فلا يوجد معرفة تمتنع عن الخطأ وتتجاوز حدود التوهم فالخطأ الذي ينتج عن العقل أكثر خطوره فالمعلومات التي تقوم على اساس المفاهيم تكون معرضه للخطأ .
يعطيك العافيه دكتور على هذه المقاله عصمه العقل موضوع مهم ومثير، وكما قلت المعرفة الانسانية ليست مرآ دقيقة للعالم. من المعروف ان العقل هو مجموعة من القدرات المتعلّقة بالإدراك،العقل هو اساس الفكر والذاكرة حيث خلق الله العقل للتفكير وحل المائل والتحكم بالجسم والادراكات الجسمية والعقلية وردات الفعل،و ايضا اخطاء في الذاكرة قد لا يتذكرها الانسان بشكل واضح قد يحرفها عقله ينتج عنها أحيانًا ذكريات لا تُحلى إلا بالحنين إلى الماضي وما إلى ذلك مما يعتبر ايضا من عصمة العقل و اوهامه، في بعض الاحيان قد يتشتت العقل وتبدا الاوهام والشكوك تدور في مخيله الانسان، العقلانية هي الجدار الذي يمتنع على الوهم ويأنف إمكانية الخطأ. يعمل العقل على إبداع وإنتاج النظريات المتماسكة
يشير الفيلسوف “فرنسيس بيكون” (1626-1561) أن هناك” أربعة من الأوهام تحدق بالعقل الشري… هي أوهام القبيلة، وأوهام الكهف، وأوهام السوق وأوهام المسرح.”هذه الأوهام التي أفصح عنها لا تكاد تنفك من مخالجة فكر الإنسان، سواء من حيث طبيعته كفرد منعزل أو داخل الجماعة. إذ الأوهام العامة هي ما تكون مباطنة للطبيعة البشرية، فتجعل العقل يصور الواقع بطريقة متؤثرة بمعتقدات الجماعة التي ينتمي إليها، فتشوه الواقع وتغير شكله. كما أن من الأوهام ما هو نتيجة تفكر وتدبر ذاتي ينشأ من خلال القراءات الخاصة بالفرد، إذ أن لكل فرد كهفه الخاص على حد قول الفيلسوف بيكون. غير أن هذا الأخير يبرز لنا أن طبيعة العلاقات الناجمة عن تواصل الأفراد فيما بينهم تنشئ هي أيضا نوعا جديدا من الأوهام تتمثل في اللغة التي يتواصلون بها ” فينجم عن الصياغة السيئة وغير الملائمة للكلمات عائق عجيب للعقل. فالألفاظ تفسر الذهن بشكل غير واضح وتؤدي إلى الخلط وإلى تناقضات لا حصر لها.” أما الأوهام المذهبية فيحذر بيكون من خطورتها، فهي تنشأ بفعل المعتقدات الفلسفية و العلمية، “وقواعد الاستدلال التي يساؤ استعمالها. فالكثير من المذاهب الفلسفية التي تلقيناها أو تخيلناها هي مثل كثير من المسرحيات التي شاهدناها، تخلق لنا عوالم وهمية”
يعطيك العافيه دكتور على هذه المقاله
العقل هو مجموعة من القوى الإدراكية التي تتضمن الوعي، المعرفة، التفكير، الحكم، اللغة والذاكرة. هو غالبًا ما يعرف بملكة الشخص الفكرية والإدراكية. يملك العقل القدرة على التخيل، التمييز، والتقدير، وهو مسؤول عن معالجة المشاعر والانفعالات، مؤديًا إلى مواقف وأفعال. هنالك جدال في الفلسفة، الدين، والعلوم الاستعرافية حول ماهية العقل وصفاته المميزة.[]
بالعقل نستطيع ادراك الحقيقة ونفرق بين الصح والخطأ
عند الوقوع بالخطأ هو بداية النجاح ، فيجب ان نعترف بالخطأ ونتعلم منه . ان بالعقل نستطيع ادراك الحقيقه والوهم والصحيح والخطاء وبالتفكير واللإستدلال نستطيع الوصول الى الصواب . اما التوهم فهو التعلق بمعتقد راسخ هي في الحقيقة خطاء و لاكن تبقى في العقل
المريض ،هي عبارة عن أفكار يقتنع بها الانسان
ويخيل إليه من وهمها حقيقة مع أنها تعكس الواقع ومافيه من أحدات.
ينقسم الوهم إلى أقسام عديدة ونذكر على إثرها: الوهم المرضي والوهم العاطفي إلخ.
وأعراضه وخيمة :الوسواس الحاد القاتل لصاحبه
1 الظن بالآخر والاقتناع بما تمليه أفكاره رغم تبوت الحقيقة
2 التخيلات الخارجة عن نطاق الحياة
الوهم العاطفي:وهي صورة يكونها الشخص بعقله ويرسلها إلى قلبه ويوهم بها نفسه.
ويعتقد أن ذلك الشخص مجنون بحبه مع أنه لايتحدت إليه ;ويتهيأ من نظراته العابرة نظرة عاشق مجنون
مع أن تلك النظرة كانت بالصدفة دون تخطيط .
ويعيش المتوهم أحلام قصة رومانسية ويرسم ألوانا بذاكرته وينتظر مغامرات لايعلم بها الآخر
ويبقى المتوهم مصر عن أفكاره الوهمية التي يبني بها عش أحلامه الوردية ويرفض الواقع بكل أجزائه
ثمة أربعة أنواع من الأوهام تُحدِق بالعقل البشري، وتظل تلاحقه في عملية تجديد العلوم نفسها، وتضع أمامه العوائق ما لم يأخذ البشرُ حِذرَهم ويُحصِّنوا أنفسَهم منها قدْر ما يستطيعون، «فدراسة الأوهام هي بالنسبة إلى تفسير الطبيعة مثل الدحوضات السوفسطائية بالنسبة للمنطق العادي.»٣ كان بيكون قد عرض لهذه الأوهام في كتاب سابق له هو (تقدم المعرفة/النهوض بالعلم/إنهاض العلم) نشره عام ١٦٠٥م، ولكنه لم يقيِّض لها أسماءً، أمَّا في الأورجانون الجديد فقد أطلق عليها أسماءً تدل على براعةٍ منقطعة النظير في استخدام الاستعارة الحية.
اشكرك دكتور على هذهِ المقالة الرائعة..
واتفق معك دكتور بشدة لانه كلما أصررت على تبرير موقفك زادت المشكلة وتفاقمت، وكلما أسرعت بالاعتراف بالخطأ كلما انتهت بسرعة، فإذا اعترفت بخطئك فعوض من أخطأت في حقه بهدية وغيرها حتى يرضى، فإن رضي فلا تفتح النقاش بالخطأ مرة أخرى فيكون الاعتذار هو النهاية،واعترافك بالخطأ سيزيد من موقفك النبيل بل ويرفعك درجات ويرقيك في نظر محبيك، وأنك لا تصر على الخطأ.
توجد احتمالات التوهم في كل معرفة إنسانية، وتتغلغل إمكانية الخطأ في كل عمل ذهني، وتسجل المغالطات والأوهام حضورها في مختلف التكوينات الفكرية الواعية عند الإنسان. وغالبا ما يكوِّن البشر تصورات خاطئة عن أنفسهم وأفعالهم وعما يجب أن يفعلوه في العالم الذي يعيشون فيه ، هناك ايضا اخطاء في الذاكرة قد لا يتذكرها الانسان بشكل واضح قد يحرفها عقله ينتج عنها أحيانًا ذكريات لا تُحلى إلا بالحنين إلى
الماضي وما إلى ذلك مما يعتبر ايضا من عصمة العقل و اوهامه.
الوهم هوا صفه مرتبطه بعق الانسان وكل معرفه انسانيه واتوافق مع كل ماقاله الدكتور في مقالته ،فهوا صفه تتغلغل بتاكيد الخطا في كل الاعمال الذهنيه ، فالاوهام والمغالطات تحضر بحضور التفكير في مختلف التكوينات وجميع سلوكيات الانسان الفكريه ،ونادرا ماتكون او ان تصادف هذه الاوهام وتكون في محلها او ان تكون حقائق ابتنت في بدايتها على اوهام لا على ادله وبراهين ، ولا يعني ان من تصادف معه مث هذا ان كل اوهامه وشكوكه كلها حقائق او ان حدسه دائما في محله ، فمعضم او غالبا ماتكون هذه الاوهام الا عباره عن اوهام ليس لها واقع وبعيدة كل البعد عن الحقيقه ، ويختلف الناس في تصوراتهم عن انفسهم فمنهم من يتصور تصورات صائبه في حياته وعما يجب ان يفعله في العالم الذي يعيش فيه ومنهم من يتصور تصورات خاطئه.
التوهم هو اضطراب عام في التفكير ويتسم باعتقاد ثابت خاطئ لا يتزعزع حتى لو اعتقد الاخرون من حوله خلاف ذلك أو برزت له أدلة دامغة تنفي ذلك . و هو اعتقاد راسخ في نفس المريض، ويتصف هذا الاعتقاد بأنه زائف أو خيالي أو مبني على الخداع. وفي عالم الطب النفسي، يتم تعريف الوهم بأنه اعتقاد مرضي (ينتج عن مرض أو عن أحداث مرضية)، ويستمر المريض في تمسكه بوهمه على الرغم من وجود الدلائل التي تثبت له عكس ما يتوهمه. أما في علم الأمراض، فيتم التمييز بين الوهم وبين الاعتقاد المبني على أساس من الزيف أو المعلومات غير الكاملة أو العقيدة المتزمتة أو الغباء أو الإدراك الشعوري أو الانخداع أو غيرها من الآثار التي تنبع من الإدراك الحسي.
شكراً على الطرح الجميل دكتور .
الإنسان جعل نفسه مقياسا لكل شيء، على اعتبار أن عقل الإنسان مرآة مستوية تعكس خصائصها على الأشياء المختلفة، لذلك فالإنسان صورة عن أفكاره التي يؤمن بها، وهذا يجعل الإنسان يتمسك برأيه، فإما أن يسلم به، أو يعتقده لأجل منفعة أو غاية، وتجد الإنسان يفعل أي شيء ليؤكد رأيه على الرغم من وجود دلائل تقول العكس معتمدا في ذلك على التجربة التي يسوقها كما يريد، وهنا يتضح أن عقل الإنسان يتحرك بما يحمله من إرادة وعواطف.