مقدمة :
ساد الاعتقاد قديما أن الجنون هو الحالة التي تتوغل فيها روح شريرة في داخـل الجسـد. وعلى الرغم من التقدم العلمي الذي أحرزته العلوم في مجال الطـب والعلـوم الطبيعية وعلم النفس فإن الأفكار العلمية الخاصـة بـالجنون مـا زالـت تلقـى صدودا ومقاومـة كبيرة ، وما زال أكثر الناس يتبنى تصورات خرافيـة أسطورية في تفسيره للجنون ومختلف الأمراض النفسية والعقلية الأخرى.
لقد صبت اللعنة قديما على ضحايا الجنون وحرموا من العناية والرحمة الاجتماعية التي يجدها من ألمت به هذه الكارثة الروحية والنفسية . ومن هذا المنطلق كانت المجتمعات القديمة قلما تعنى بالأسباب التي تؤدي إلى الجنون بل كانت توجه الجهود وتنظم الفعاليات للقضاء على هذه الفئة الاجتماعية التي تعاني من هذا البلاء . وإذا كان الرومان قد أبلوا في تحـديد الأمـراض النفسـية والعقليـة وتصنيفها فإنهم كانوا يركزون خاصة عـلى معالجة الآثار الاجتماعية للجـنون والفوضى التي يمكن أن تترتب على وجوده داخل الجماعات ([1]). ومن هذا المنطلق وسعيا إلى حماية المجتمع من الآثار السلبية لوجود المجانين في المجتمع انتشرت التصورات القديمة وشهدت نموها الكبير ولا سيما في العصر الوسيط حيث عمـد الأطباء والعرّافون ورجـال الـدين إلى فيض من التعويذات السحرية لمعالجـة الأمـراض العقليـة والجنون . فالجنون كما يتصور هؤلاء نتاج خطيئة ارتكبها الإنسان في حياته أو حصاد إرادة شيطان في السيطرة على الكون والوجود والإنسان[2]..
وفي عصر النهضة كان ينظر إلى المجنون بوصفه شخصا خطرا لا يختلف عن المجرمين والمنحرفين أو عن الشحاذين الذين يعيشون مـن التسـول والـذين يجب إبعادهم عن المجتمع لأنهم كانوا يصنفون بين الفئات غير الاجتماعية . وقد قدر للمجانين الذين وضعوا في السجون أن يجدوا بعض الأشـخاص الـذين نادوا بتحسين شروط حياتهم . ولكن هذه الإرادة الطيبة كانت تسـاعدهم فـي إطار المستشفيات وداخلها، ولم يكن لها أن تقطع في أمـر هـؤلاء المجـانين وتحدد مصيرهم .
لقد حاول الدكتـور إي Ey أن يحـدد الإيديولوجيـا الأساسـية للعمليـة التي يتم بموجبها استلاب المجانين وقهرهم . وهو يعتقد بأن المريض عقليـا هو ذلك الشخص الذي يصبح غريبا في عالمنا : انه إنسان آخـر ينتمـي إلى عالم أخر . وذلك هو المنطلق الذي ترسمه بعـض التصـورات الأسـطورية التـي التي تنظر إلى المجنون بوصفه كائنا ينتمي إلى عـالم أخـر فـوق طبيعـي (Surnaturl ) ([3]).
واستطاعت الفلسفة الإنسانية الجديدة التي سادت في عصر التنويـر أن تسود في النهاية وأن تؤكد على ضرورة احترام الحرية الشـخصية والإنسانية للمجانين والمرضى العقليين . فالمريض العقلي وفقا للفلسفة الجديدة هو الإنسان الذي فقد حريته الشخصية . ويفهم من ذلك بالتالي كيف كان المجتمع يسمح باستلاب المرضى العقلييـن وذلـك بإبعـادهم عـن المجـتمع بذريعـة حمايـة الحريـة والمسئولية الفردية. ويجري اليوم الحديث عن ثورة حقيقية في طرق العناية بالمرضى العقليين وفي صيغ منحهم حريتهم وكرامتهم الإنسانيتين . ولكـن ذلـك لا يمثـل فـي حقيقة الأمر سوى اتجاها أو نزعة إنسانية معاديـة للتصـورات التقليدية التي تنظر إلى المجنون وكأنه قد تملكه كائن أخر أو روح شريرة ، وذلـك يعني أن الاستلاب مـا زال قائمـا رغـم الاتجاهات الجـديدة . ومـا زال المجنون يعاني عـلى حـد تعبـير أسـكيرول Esquirol مـن عمليـة إبعاد واغتراب يشمل أنماط حياته المعهودة: عن الأماكن التي يعيش فيها و عـن عائلته وأصدقائه.
وقد توجب على الإنسانية أن تنتظر حـتى منتصـف القـرن العشـرين لتشـهد اندلاع الثورة السيكولوجية الثانية كمـا يطلـق عليهـا إي H.Ey والتـي انطلقت على أساس الاكتشافات في مجال الأمراض العصبية والنفسـية . حـيث بدأت عملية العناية بالمصابين العقليين كأناس يعيشون داخل المجتمع وليس كأناس يبعدون عن حياتهم الاجتماعية ومناخهم الحياتي مع الآخرين . والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل كان ثمـة تـوافق بيـن رأي العامـة والتغيرات التي أحدثها علم النفس ؟ ذلك هو السؤال الذي يطرحـه بوليسـييه Pelisier إذ يحاول أن يحدد اتجاهات عامة الناس نحـو مسـألة الجـنون[4] .
يصف بوليسييه الجنون بأنه احتفال يحتشد فيه المهرجون والحالمون والأغبيـاء ، هو لغز يتجلى في الشفاء المقدس ، وهو تهديد خطر على مستوى الجماعة كما هي الحالة على المستوى الفردي . ويضيف إلى ذلـك قـائلا : هـو احتفـال طقوسي لأنه لغز وتهديد فالجنون يضايق الحيـاة الاجتماعية حـيث نجـد أن موقف المجتمع من الجنون يتأرجح بين التسامح والشدة ، بين إعطاء المجـنون حريته أو حجزها.
وفي هذا السياق يعارض المعالجون النفسيون هذه المواقف وهـم يملكـون الجسارة من أجل نفي وجود أسرار أو ألغاز تتعلق بظاهرة الجنون واسـتبعاد وجود الخطر . وعلى الرغم مـن توجـه العـلاج النفسـي لمعارضـه الاتجاهات العامة فإن المعالج النفسي يتأثر إلى حد ما بالأفكار التي تحيط به وذلـك هو نوع من الجدل الذي يقوم بين علم النفس والآراء العامة . ولذلك أهميـة كبيرة في العصر الذي نعيش فيه . والسؤال هو إلى أي حد استطاع علـم النفس الذي يوظف وسائل الإعلام في دعايته _ الراديو والتلفزيون _ أن يغير في آراء الناس واتجاهاتهم نحو ظاهرة الجنون؟
ما الصورة التي توجد اليوم عند الجمهور حول الجـنون والإنسان الـذي يعالجه ؟ وهنا تكمن الأهمية الخاصة للدراسات البنيوية التي تريد أن تحدد مكان المرضى العقليين في داخل نظامنا الاجتماعي . وقـد أجـريت مثـل هـذه الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية عـلى وجـه الخـصوص ([5]).
وتبيـن هذه الدراسات أن الرؤية العلمية للجنون بـدأت تسـود عـلى نحـو تدريجـي وبدأت الأفكار والعقائد التقليدية تتراجع أمام وجهات النظر العلمية. ومع ذلك يلاحظ أن المصابين بالأمراض النفسية يواجهون صعاب كثيرة فـي إطار الوسط الاجتماعي الذي يعيشون فيـه . ويجـب الاعـتراف بوجـود جملـة مـن المظاهر المتردية التي يصعب وصفها شفويا وخاصـة ردود الأفعال السـلبية التي تبديها الأجيال القديمة نحو الطب النفسي ([6]).
لقد بينت الدراسات الجارية أن النساء أكثر ميـلا إلى رفـض الأسـباب العضوية للمرض العقلي بينما أبدى الرجال رأيا معارضا لذلك . وبينما يبدي الرجال أحاسيس الخوف من المرضى العقليين فإن النساء يبدين مشاعر العطف والرقة نحوهم ([7]). وقد تبين أيضا أن الأطباء مـن الجنسـين يـأخذون اتجاهـات سلبية من المعالجة النفسية وهم بذلك لا يختلفون عن عامة الناس في موقفهم هذا. وهم يعتقـدون بـأن المـرضى العقلييـن يمثلـون خـطرا عـلى الحيـاة الاجتماعية وأنهم فقدوا كل القدرات العقلية، وأنه لا يمكن تـوقع أنمـاط السلوك الممكنة أو التنبؤ بها عندهم . وقد بينت الدراسات الجاريـة أيضـا أن الجهود المبذولة في الدعاية للأفكار الحديثة حول مسـألة الجـنون عـبر وسائل الإعلام يمكن لها أن تنعكس سلبا على الغايـات التـي يسـعى إليهـا دعاة هـذه الأفكـار التـي تجـعل الجـمهور أكـثر قلقـا إزاء المجـنون . وبالتالي فان ذلك ينعكس بالضرر على صحة المرضى العقليين .
وفي المحصلة يبـدو أن المعلومـات الخاصة بـالمرضى العقلييـن ليسـت واحدة بالنسبة لمختلف الفئات الاجتماعية . لأن إجابات الفئات الاجتماعية غالبا ما تكون في غاية التناقض . كما يلاحظ أن الأفراد أنفسهم يغيرون آراءهم بيـن وقـت وآخر. وفي الوقت الذي يكون هناك إعلام جيد حول هذه المسألة وخاصة بين جماعات المثقفين فان التصورات القديمة مازالت تأخذ مكـان الأهمية فـي تفكيرهم([8]). فهنك تعارض بين المعلومات الجيدة والموضوعية والاتجاهات التـي تـأخذ منحـى سلبيا .حيث ينظر دائما إلى المريض نظرة خوف آو احتقار وذلك بوصفه كائنا خطرا أو كاذبا أو كـائن آخـر لا أهمية لـه . فـالجنون كالسـرطان يعنـي بالنسبة للناس شرا وعيبا يجب أن يخفيه الإنسان .
الفن والجنون :
شكلت العلاقة بين الفـن والجـنون تاريخيـا موضوعـا إشكاليا بـالغ الخصوبة والتنوع وخاصة في مجالي الأدب وعلم النفس . لقد أشار فرويد Freud وفيما بعده إبرا هام كـريس Abraham Kris وبعـض علماء النفس الآخرون بأن الفنان شخص قادر على أيجاد علاقة تعبيريـة مـع لاشعوره([9]).وبعبارة أخرى قادر على أحياء طاقـات نفسـية خفيـه عنـد عامـة الناس. وذلك ينسحب على كافة أشكال الإبداع الفني منذ القرن السادس عشـر حتى أيامنا هذه.
وتشير بعض الملاحظات أن هناك علاقة طرديه بين الجنون والفن ، وذلـك يعني أنه خصوبة الفن وحرارة مرهونة بعمليات ذهنية مجانسة لهـذه التـي تفعل فعلها في حالة الجنون . وذلك يعني أن رفض النظر إلى الجنون بوصفـه ظاهرة مرضيٍه يشكل منطلق النظر إلى الجـنون بوصفـه نوعـا مـن الإبداع الفني والأدبي .
يشير علماء النفس الأوائل ، الـذين أولـوا الأعمال الفنيـة لمرضـاهم اهتمامهم الخاص ، إلى وجود علاقات ترابط بين بعض المظاهر الأدبية وبعـض أشكال الجنون المحددة. ويشكل الوصف الذي قدموه لتحديد المظاهر المرضيـة للجنون مدعاة للسخرية والتهكم اليوم([10]).
يذكر الدكتور هيلموت Helmut Rennert السمات الخاصـة بمـرض الفصام Schizophrenie كما يلي : نقص في الإمكانيات الفكريـة ، غلبـة نزعـات اللعب ، عدم القدرة على ملاحظة المبادئ الجمالية، امتـلاء جمـالي فـي العمق ، استخدام عنـاصر كتابيـة مثـل الأرقام والحـروف ، وجـود فـوضى تشريعية، ميل إلى الهندسة والرسم المبسط…الخ([11]).
في هذا السياق يلاحظ أن أي تباين مع المعيـار الأكاديمي يفسـر عـلى انه ظاهرة مرضية ومؤشر لوجود المرض العقلي ، ووفقا لـذلك المعيـار فـان الفن الحديث منذ عهـد مانيـه Manet ومـاتيس Matisse وكـلي Klee وبيكاسـو Picasso يقع في إطار هذه المصائد السيكولوجية وذلك ما يشير إليه كتـاب رونير Rennert الذي ظهر عام 1966.
في إطار المعرض الدولي الخامس لكاسـل Kassel تـم عـزل أعمال ادولـف ولفـلي Adolf Wolfli وهـنريك انتـون Heinrich Anton فــي قطــاع خــاص بالأمراض السوسيولوجية ، وخاصة الأعمال الأكثر أهمية وإثارة . ويضـاف إلى ذلك تزويد هذه الأعمال بلوحات تشرح للآخرين بان هذه الأعمال مـا هـي غير نماذج إبداعية لمرض انفصام الشخصي (Schizophrenie) . ومن المناسب هنا أن نغض النظر عن ذلك المفهوم الغامض للفـن المـرضي وأن لا نأخذ بعين الاعتبار أو بالتحديد إلا حالات الإبداع والقـدرة عـلى التفجير السيكولوجي النفسي الذي يؤدي إلى خلق فني وذلك كله مع التحفظ المبدئي بالاتهام المرضي([12]). ويجب الاعتراف في هذا الخصوص بالجهد الذي بذله جون ديبيفيـة Debeffet Jean . منذ عام 1945 ، لتوضيح مفهوم الفن الخام والذي يعممه ليشـمل الأشكال الفنية كافة مثل : الرسم ، التطريز، التصوير، والنحت الخ . وهو يصوره على انه فن عضوي ذو طابع إبداعي وهـو قـل مـا يسـتند إلى الفـن المألوف . إذ غالبا ما يكون هؤلاء الفنـانون غربـاء عـن الوسـط الفنـي المهني .
تكمن الأهمية الخاصة لمفهوم الفـن الأصيل فـي قدرتـه عـلى تحـقيق التكامل بين الأشكال الفنيـة الإبداعية الرمزية . وهـي الأشكال التـي تعتقل مبدعيها وتأسرهم . ولكن ذلك المفهـوم ( الفـن الأصيـل ) لا يمكـن تفسيره أبدا بالعودة إلى مبدأ الأمراض العقلية. فذا كان يجب الاعتراف ببعض تجليات الجنون الإبداعي – وليس المرضي – في الأعمال الهامة أو في الإنتاج الفني الأصيل فانه لمن الغباء أن تتحـدث عـن ” فـن المجـانين ” بوصفهم فئة فنية متمايزة .
ويجب أن نتساءل من جديد حول مفهوم المرض العقلي . وهنا تجدر الإشارة إلى التقـارب بيـن رأيـي ديبوفيـه وتومـاس زاسـز : إن السـمة الوحـيدة المشتركة لنزلاء المشافي النفسية هي انهم كانوا يضـايقون الجـوار أو مـن يحيط بهم . ويوجد بين هؤلاء المرضى أشخاص مصابين بأمراض دماغيه وراثيـة أو أورام سرطانية في الدماغ أي أن أمراضهم عضوية ليست نفسية في حال مـن الأحوال. وهم بالتالي أناس قد ناقضوا بطريقة أو أخرى العرف الاجتمـاعي والقيم الأخلاقية السائدة . بعضهـم تصـدى للأعراف الاجتماعية بطريقـة إبداعية وبطرافة وظرافة وحيوية تعبيرية . وذلك يعبر في اغلب الأحيان عن ذكاء وليس عن ضعف في الملكات الأخلاقية . وتلك هي حالة عـدد مـن مبـدعي الفن الأصيل . وبالتالي فان المقارنة بين طاقاتهم الخلاقة مـع عقـم مـن الناس العاديين يدفعنا إلى بحث مسألة معايير الصحة العقليـة . وفـي كـل حال ومن وجهة نظر ” الفن الأصيل ” لا يعود الجنون إلى حالة مرضية بل هـو على خلاف ذلك يتميز بالخصوبة على مستوى التعبير وعـلى مسـتوى المصـادر النفسية الخلاقة التي توجد أحيانا على نحو كامن عند كل إنسان . والسؤال الذي يطرح نفسه في المستوى الأنتربولوجي : كيف يمكن تقييـم معتوه موجود في مؤسسة خاصة للرعاية النفسية والاجتماعية ، وهو راشد قادر على إبداع رسوم والقيام بأعمال النحت الفني العمال فنية أخرى ولكنه غير قادر على القراءة والحساب ، كيف يمكن تقييمه مع آخر موهوب بطريقـة أخرى وذلك في مجال لتجريد اللغوي والفكري وغير قادر على التعبير الفنـي مـن اجل الوصول إلى افضل المهن : لماذا لا يكون الأخير هو الأبله ؟
إن السبب كامن في الثقافة السائدة لان الثقافة السائدة تعلي من شـأن بعض المصادر السيكولوجية مثل المنافسة التي تقوم بين التفكـير التـأملي والإنتاج التقني . لأنها تعلي من شأن بعض الملكات الأخرى والتـي يمكـن أن تحظى بقبول الرأي العام آو رفضه وذلك بحسب الثقافات السـائدة. ويجـب علينا هنا أن نأخذ بعين الاعتبار أن هؤلاء المنبوذين الذين يبدعون الفن قد فاتتهم ، بشكل أو آخر ، العناية الاجتماعية والتربويـة والثقافيـة وانهم لم يستطيعوا تطويـر ملكـاتهم ” البريـة أو الخـام ” التـي بدأنـا بملاحظتها . وأنه يجب علينا في النهاية أن ننظـر إلى الجـنون الإبـداعي بوصفه الشكل الاجتماعي الذي لا يغفر له عندما ينفلـت مـن إطار الثقافـة المكبوتة.
هوامش ومراجع
[1] David Cooper: Le Langage de la folie , Paris , seuil ,1978.
[2] Roland Jaccard : La Folie, Que sais- je ? N1761 , P.U.F, Paris , 1979
[3] Michel Foucault : Histoire de la folie , Seuil , Paris , 1976 .
[4] Roger Bastide : sociologie des maladies mentales Flammarion , Paris, 1970.
[5] Thomas Szasz : la mythe de la maladie mentale ,payot, Paris ,1975.
[6] Même source.
[7] Roger Bastide : sociologie des maladies mentales ouv.cite .
[8] Même source
[9] جان كلود فيلو : اللاشعور ، ، ترجمة علي وطفة ، دار معد ، دمشق ، 1996.
[10] Aaron Esterson & Roland Laig : L’equilibre mental , Simep, 1974.
[11] Même source.
[12] Même source.
109 تعليقات