توجد احتمالات التوهم في كل معرفة إنسانية، وتتغلغل إمكانية الخطأ في كل عمل ذهني، وتسجل المغالطات والأوهام حضورها في مختلف التكوينات الفكرية الواعية عند الإنسان. وغالبا ما يكوِّن البشر تصورات خاطئة عن أنفسهم وأفعالهم وعما يجب أن يفعلوه في العالم الذي يعيشون فيه. وتأسيسا على هذه الحقيقية يمكن القول بأنه لا توجد معرفة تمتنع على الخطأ وتتجاوز حدود التوهم. وهذا ما تؤكده نظرية المعلوماتية إذ تعلن بأن الخطأ حالة ممكنة وهو خطر دائم في مختلف عمليات تحويل المعرفة وفي مختلف دوائر الاتصال. فالمعرفة الإنسانية ليست مرآة دقيقة للأشياء أو للعالم الخارجي بل هي نتاج عملية ترجمة للواقع ولعملية بناء ذهني معقدة إلى حد كبير. فالخطأ الإدراك ينال من حواننا المتتلفة ولا يستثنى من ذلك حانة البصر وه أكثر حواننا ثقة ومصداقية. وبالمقارنة مع الحواس فإن الخطأ الذي ينجم عن العقل عينه أكثر خطورة. فالمعلومات التي تقوم على أناس المفاهيم والأفكار والنظريات تتكون بفعل عملية ترجمة معقدة للواقع عبر أدوات اللغة والتفكير. وهذا يعني أنها معرضة بدرجة أكبر لإمكانيات الخطأ ومجانبة الحقيقية. ويضاف إلى ذلك أن هذه المعلومات التي تتكون بفعل الترجمة الحية للواقع تخضع أيضا لعملية تفسير وتحليل تحمل بدورها إمكانية تنام الخطأ وتشكل التوهم. ومن هنا أيضا تصدر إمكانية الخطأ الذي يجد طريقه إلى المعرفة الإنسانية رغم عملية الضبط العقل المستمرة.
Illusions-1
2 تعليقات