نقد التفكيك في الفكر الغربي

نقد التفكيك في الفكر الغربي

د. محمود خضر خليف الحياتي – د. علي أسعد وطفة

تشكل الاستراتيجية التفكيكية فكرة متعالية تعمل على أساس الشك وعدم اليقين وعدم التحديد، فقد اتصفت هذه الفلسفية بالحيل والاستراتيجيات التي عملت على تقويض كل المركزيات التي يؤمن بها الفكر الغربي. فالاستراتيجية التي اتبعتها في تفكيك وهدم التراث الفكري والفلسفي واللغوي الغربي  تقوم على الهدم أو التفكيك من أجل التفكيك، أنها لعبة بلاغية ولغوي لا أكثر ، ولأن قضية الحفاظ على الذات وحضورها يمثل مرتكز اساسيا في الفكر الغربي ؛ فإن الفكر الغربي الذي يؤمن بالحضور والتمركز حاول في أكثر من موضوع في أن يقارب الفكر التفكيكي ومفاهيمه و مفاتيحه الاستراتيجية بالنقد مفندا وكاشفا عن الأقنعة والأوهام التي كان الفكر التفكيكي يتبجح بأنّه قد اكتشفها. وعلى هذا الأساس فإنّ هذه الدراسة تركز على اتجاهين انتقدا الفكر التفكيكي ،أتجاه يقوم على أساس التفكيك ضد التفكيك، والاتجاه الثاني تبلور في نقد التفكيك في الفكر الغربي بصورة عامة ، في كل حقول العلوم  السياسية والاجتماعية والفلسفية.

نقد-التفكيك-في-الفكر-الغربي-1

المنشورات ذات الصلة

هَوَسُ التَّفْخِيم والتعظيم في الوسط الأكاديمي 

جون ديوي: الديمقراطية الخلاقة والمهمة التي تنتظرنا

علم الاجتماع الماركسي

3 تعليقات

ميثه ناصر العازمي 23 يونيو، 2021 - 5:30 م
التفكيكية هي مصطلح موفق، وإن كان قد أسئ فهمه إساءة بالغة، ربما بسبب عدم تقديمه في صورته التاريخية التي تعتبر فلسفية أولا ونقدية أوأدبية ثانيا.فالتفكيك الذي اشتق منه المصدر الصناعي هو فك الارتباط، أو اللغة وكل ما يقع خارجها، أي إنكار قدرة اللغة علي أن تحيلنا إلي أي شئ أو إلي أي ظاهرة إحالة موثوقا بها، وعندما ننظر في معناها الفلسفي خصوصا في إطار مدرسة التحليل اللغوي الفلسفية الإنجليزية والتي عرفناها من خلال مناهج برتراند رسل وفتجنشتاين و جلبرت رايل وإير وغيرهم ممن قدمهم إلي قراء العربية زكي نجيب محمود وعزمي إسلام. والغريب ألا نلتفت في مناهج الدراسة الفلسفية إلي هذه الفلسفة التي قدمها إلي الناطقين بالفرنسية جاك دريدا في ثلاثة كتب أصدرها عام 1967 م فحولت مجري التفكير النقدي البنيوي بتوسيع مجاله بحيث أصبح ممارسوه بعد التوسيع يصفون الحركة بما بعد البنيوية أما الحركة النقدية نفسها التي رفع رايتها من يسمون بأصحاب مدرسة ييل وهم بول دي مان نفسه، وجيفري هارتمان، فلم يكتب لها البقاء لأنها علي عكس البنيوية، كانت سلبية فهي تنكر ولاتثبت، وتقطع ولا تصل، وتفك ولا تربط إلا في حدود اللغة نفسها، ومن النص إلي النص، بل إن مذهبها الأساسي ألا وهو استحالة إثبات معني متماسك لنص ما.يبدأدريدا نقده علي الوصول بالطرق التقليدية إلي حل لمشكلة الإحالة، أي قدرة اللفظ علي إحالتنا إلي شئ ما خارجه فهو ينكر أن اللغة منزل الوجود ومعني منزل الوجود في نظره الطاقة علي سد الفجوة بين الثقافة التي صنعها الإنسان والطبيعة التي صنعها الله، أي أن اللغة لن تصبح أبدا نافذة شفافة علي العالم كما هو في حقيقته.وجهود فلاسفة الغرب جميعا وخصوصا من سبق ذكرهم من المحدثين هنا وكذلك الألمان مثل هايدجر وفريجي في محاولة تحقيق هذا الهدف بإرساء الأسس أو المذاهب القائمة علي البديهيات أو الحقائق البديهية الموجودة خارج اللغة وقد وصف دريدا مواصلة اعتساف هذا الطريق بأنه عبث لا طائل من ورائه، وبأنه تعبير عن الحنين إلي ماضي من اليقين الزائف
دلال ناصر العدواني 29 يونيو، 2021 - 3:19 م
يعطيك العافيه دكتوري الفاضل التفكيكية منهجية جديدة في الفكر الغربي ظهرت في ستينيات القرن الماضي كرد فعل ضد البنيوية في هيمنة النسق وتمركز العقل ومحاولة تغيير المعنى من خلال تفكيك النصوص والخطابات وخلخلة المسلمات والبديهيات وعدم الركون للفكر الثابت والحقيقة المطلقة فالتفكيكية بالمعنى السلبي تعني التدمير والهدم وعند دريدا تحمل وجهين الخلخلة والتقويض والتركيب والتصحيح واعادة البناء على أسس جديدة مرامي الفكر الفلسفي هنا يعني تجاوز منطق الثنائيات الميتافيزيقية وتقويض المقولات المركزية كالعقل والهوية والتناسق والصوت والانسجام والكشف عن التناقضات ومحاولة التأسيس للتنوع والاختلاف والتشتت والكثرة واعادة الاعتبار للهامش والمنسي
رزان احمد الجويسري 1 يوليو، 2021 - 8:57 م
صحيح فمذهبها الأساسي ألا وهو استحالة إثبات معني متماسك لنص ما.يبدأدريدا نقده علي الوصول بالطرق التقليدية إلي حل لمشكلة الإحالة، أي قدرة اللفظ علي إحالتنا إلي شئ ما خارجه فهو ينكر أن اللغة منزل الوجود ومعني منزل الوجود في نظره الطاقة علي سد الفجوة بين الثقافة التي صنعها الإنسان والطبيعة التي صنعها الله
اضافة تعليق

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قراءة المزيد