كلمات مضيئة في التنوير

التنوير، كما ترمز أسطورة أفلاطون، هو حالة ذهنية وقادة، يدك فيها الإنسان جدران الأوهام، ويدمر عبرها أركان الوصاية على العقل بوصفه الجوهر الإنساني في الإنسان. إنها وفقا لمنظور (كانط) الوضعية التي يخرج فيها الإنسان من دائرة الخرافات والأوهام، ليحطم كل أشكال العطالة الذهنية والجمود ومقاليد الوصاية على العقل. وفي هذا كله تأكيد لسيادة العقل وسلطانه حيث لا يكون سلطان فوق سلطانه؛ لذا غالبا ما يقترن مفهوم العقل بمفهوم النور أو التنوير في الحضور والغياب، يقابله هذا الاقتران الكبير والجوهري بين الجهل والظلام. وضمن توجهات هذه المعادلة التنويرية، يكون حضور العقل حضوراً للتنوير وغيابه حضوراً للجهل والظلام. ومن الواضح تاريخياً في هذا السياق، أن حضور العقل والعقلانية كان في أصل كل حضارة وتقدم، حيث كان العقل، وما ينتجه من حكمة وعلم وبرهان، هو أداة الإنسان لفهم الكون والاستفادة الرشيدة من الطبيعة؛ بما يحقق الغايات الإنسانية النبيلة. فالعقلانية هي التي منحت الإنسان القدرة على التحرر من غوائل الطبيعة والانتصار على كل أشكال الضعف والقصور لبناء حضارةالإنسانية والإنسان.

الافتتاحيية-5

المنشورات ذات الصلة

هَوَسُ التَّفْخِيم والتعظيم في الوسط الأكاديمي 

جون ديوي: الديمقراطية الخلاقة والمهمة التي تنتظرنا

علم الاجتماع الماركسي

15 تعليقات

عبدالرحمن محسن نزال الحربي 22 ديسمبر، 2020 - 8:44 م
حضور العقل في المواقف المناسبة يدفع بصاحبة للنجاح وتخطى الأفكار السلبية ويدفعه للنجاح بأفضل أشكاله
نوره عبدالله العجمي 24 ديسمبر، 2020 - 10:03 ص
اعظم نعم الله العقل وميزت الأنسان عن سائر الكائنات الحية، استطاع الأنسان بها النهوض بالحضارات وإثبات هويتة ووضع بصمته في هذا الوجود، خير ما يضعه الانسان من معارف ومعلومات بعقله مما يوصله إلى قمم النجاح والتقدم و تخطي العقبات والمشاكل، استطاع الفلاسفة مثلاً إثراء مهارات وآفاق العقل مما جعلهم أكثر عمقاً في دراستهم لموضوع ما.. شاكرة لك دكتور على هذا المقال الأكثر من رائع .
عبدالرحمن نواف الشمري 5 يناير، 2021 - 5:50 م
شكرا دكتور على هذا المقال الرائع أرى بأنه مجتمعنا العربي في مستويات متدنية من الفكر و تنوير يعود لأسباب منها الإنشغال بالتفاهات الموجودة في وقت وقتنا الحالي بالإضافة إلى الخوف من اكتشاف بعض الحقائق التي هو بالفعل يتغاضى عنها و بإرادته لا يود التقصي خلفها و الخوف من المستقبل بصريح العبارة أصبح مستسلم للمعطيات
مشاري سعد حمد المطيري 26 ديسمبر، 2020 - 9:38 ص
أهلا دكتور الخوف من القادم هو أكبر عائق للتقدم، لذلك نحن لا نتقدم لأن فكرة الخوف من المستقبل تراودنا بل أصبحت ثقافة في المجتمعات العربية. ونلاحظ أن الأمثال الأكثر شهرة في دولنا العربي هي تدور حول هذه الفكرة "الخوف من المستقبل" فعلى سبيل المثال يقال: "خلك على طمام المرحوم" "خلك على المجنون لا يجيك أجن منه" "عصفور باليد ولا عشرة في الشجرة" "إذا بدك تستريح شو ما شفت قول منيح" :) (نعم على الإنسان أن لا تسيطر عليه الأوهام وأن لا يتبع الظنون، بل يبحث عن كل عتبه من خلالها يرتقي لما هو أفضل، ولكن عندما نفكر بخروجنا من الكهف المظلم بعد سنين عجاف علينا أن نكون حذرين كي لا نصاب بالعمى).
نادر سعود نادر العجمي 2 يناير، 2021 - 2:13 ص
لقد كرم الله سبحانه وتعالي بني ادم بالعقل وفضلهم علي كل الخلائق والموجودات وأعمال العقل الإنساني هو طوق النجاة للإنسان بل وهو النموذج الحقيقي علي مدي استفادة الإنسان وتقدمة وتحصيلة فهو أداه الإنسان نحو التقدم والرقي والعلو واستغلال الإنسان الأمثل لقدراته العقليه خير ملجأ ومعين له علي مواكبه التحديات التي قد يتعرض لها
maha mohammed alazmi 2 يناير، 2021 - 10:21 م
شكرا د.علي على المقاله الرائعة , المعرفه ليست حلاوة العلم وكشف الغموض فقط ارى ان المعرفه هي روح (تعطيك) كنوز من الادوات للاصلاح في الحياه والمعرفة و (تاخذ ) شيء في المقابل وهو انشغال البال وعدم الراحة لمعرفة الجوانب المظلمة لشيء سخيف في نظر الاخر مثل : تاثير الرسائل الضمنية في الاغاني او مخاطر العاب العنف , والمعرفة (تحتاج ) المساعدة لتنجو من الضياع ولتفريق العلم الاصلي من الزائف pseudo science. عن طريق احياء العلوم المنسيه تحت الغبار وماادراك مابين السطور, وارى ان العلم له حدود اذ لم تتفاعل معها واعطيتها حقها والمعرفه مثل ماقلت هي روح قوية تستطيع الكشف عن نيتك لان الذي يبحث بالعلم لغرض فاسد سينهي بطريق مسدود والذي يبحث لغرض اصلاحي وجيد سيجد الطريق لذلك , رفاهية الفضول والمعرفة لها ثمن وقد تسيطر على ردة فعلك واستجابتك وتطلب منك قرار اصلاح لانك تعرف ان الذي امامك شيء خاطىء ويحتاج الى الاصلاح وانت بيدك جزء من الحل بسبب معرفتك بيدك رفاهية الاصلاح, ونستطيع رؤية هذا النموذج المثالي لسيطرة المعرفة على الناس في حماس الثورات الشبابية في اواخر ستينيات القرن الماضي بسبب ذروة ضربة الوعي بالفساد الحكومي لطغيانها على فيتنام مما مهد الطريق لولادة ايدولوجية hippies , المعرفه ليست جميله فقط فهي روح اقوى منك وهو بئر مظلم لحد ما وغير مريح لكن نهايتة تكشف عوالم مثل (كهف افلاطون) وادراكك للرؤية الشاملة تثبت لك بان لك غرض في هذا العالم الدنيوي ويجب عليك تلبية النداء وهذا مايميز انسان عن غيره. واسال الله الكريم بان يعطينا قوة تحمل وتقبل الحقيقة ..... مها محمد العازمي
فاطمة خليفة حسن غلوم 28 مايو، 2021 - 5:22 م
لقد فضّل الله الانسان على باقي المخلوقات بالعقل ، و من خلال العقل نهض الانسان بحضارته و سعى الى تطوير ذاته و محيطه اكثر فأكثر ، لكن المشكلة برأيي ان الانسان بدء يستسلم و بدء يفقد الامل بذاته . او كما يقول المثل ( شيء احسن من لا شيء) لم توقف الانسان عن اخذ هذا الشيء و تطويره و تنويره ليصبح كل شيء!!! في هذه المقالة طرح الدكتور سؤالًا اثار فضولي ( اين نحن العرب من سؤال التنوير ؟ اين نحن من عصر الانوار؟) فما نشهده اليوم من مؤشرات احصائية تؤكد على مدى تقدم الامم و انطلاقها و مدى ضيق الامة العربية و انحسارها ! و قال الدكتور أيضاً في المقالة ان المجتمعات العربية تصنف من اكثر المجتمعات تخلفاً و جهلاً و في الحقيقة لم استغرب او اتفاجئ اعتقد انه واضح من خلال مانشاهده اليوم من احداث و نقص الابداع في الوطن العربي . في النهاية اتمنى ان يعمل الوطن العربي على مصطلح التنوير اكثر لكي لا تأكله نار الجهل .
ميثه ناصر العازمي 23 يونيو، 2021 - 5:29 م
التنويرإًذا،كماترمزأسطورةأفلاطون،هوحالةذهنيةوّقادة،يدكفيهاالإنسان جدران الأوهام، ويدمر عبرها أركان الوصاية على العقل بوصفه الجوهر الإنساني في الإنسان. إنها وفقاً لمنظور òكانطå الوضعية التي يخرج فيها الإنسان من دائرة الخرافات 12  كلمات مضيئة في التنوير أ.د. علي أسعد وطفة والأوهام، ليحطم كل أشكال العطالة الذهنية والجمود ومقاليد الوصاية على العقل. وفي هذا كله تأكيد لسيادة العقل وسلطانه حيث لا يكون سلطان فوق سلطانه؛ لذا غالبا ما يقترن مفهوم العقل بمفهوم النور أو التنوير في الحضور والغياب، يقابله هذا الاقتران الكبير والجوهري بين الجهل والظلام. وضمن توجهات هذه المعادلة التنويرية، يكون حضور العقل حضوراً للتنوير وغيابه حضوراً للجهل والظلام. ومن الواضح تاريخياً في هذا السياق، أن حضور العقل والعقلانية كان في أصل كل حضارة وتقدم، حيث كان العقل، وما ينتجه من حكمة وعلم وبرهان، هو أداة الإنسان لفهم الكون والاستفادة الرشيدة من الطبيعة؛ بما يحقق الغايات الإنسانية النبيلة. فالعقلانية هي التي منحت الإنسان القدرة على التحرر من غوائل الطبيعة والانتصار على كل أشكال الضعف والقصور لبناء حضارة
دلال ناصر العدواني 29 يونيو، 2021 - 3:27 م
يعطيك العافيه دكتوري الفاضل برغم إرث التنوير اللافت الذى عاشه العالم العربي فإن هذا الإرث الماضوى صار عبئا ثقيلا مع الوقت بالنسبة للمجتمعات العربية التى تعانى أزمات بنيوية على كافة المستويات تسببت فى استعصاء أى مشروع نهضوى أو توجه نحو التنوير والتقدم مما أبقاها فى فجوة كبيرة بين الماضى والحاضر فلا هى قادرة على إعادة قراءة هذا التراث التنويرى وإحيائه بما يتناسب مع مستحدثات العصر ولا هى قادرة على استلهام الأمل منه وتطوير فكر تنويرى جديد تتكئ عليه فى حاضرها لتستعين به على مواجهة مستقبلها
رزان احمد الجويسري 1 يوليو، 2021 - 8:56 م
و انا اعتقد ايضا ان رفاهية الفضول والمعرفة لها ثمن وقد تسيطر على ردة فعلك واستجابتك وتطلب منك قرار اصلاح لانك تعرف ان الذي امامك شيء خاطىء ويحتاج الى الاصلاح وانت بيدك جزء من الحل بسبب معرفتك بيدك رفاهية الاصلاح .
منى بدر العازمي 2 أغسطس، 2021 - 5:36 م
يعطيك الف عافيه دكتور علي على هذا الكلام الرائع و المفيد ، اعظم نعم الله العقل وميزت الأنسان عن سائر الكائنات الحية، استطاع الأنسان بها النهوض بالحضارات وإثبات هويتة ووضع بصمته في هذا الوجود، خير ما يضعه الانسان من معارف ومعلومات بعقله مما يوصله إلى قمم النجاح والتقدم و تخطي العقبات والمشاكل، استطاع الفلاسفة مثلاً إثراء مهارات وآفاق العقل مما جعلهم أكثر عمقاً في دراستهم لموضوع ما.. شاكرة لك دكتور على هذا المقال الأكثر من رائع .
هيا مشاري النويعم 24 أغسطس، 2021 - 2:53 م
شكرا د.علي على المقاله الرائعة , المعرفه ليست حلاوة العلم وكشف الغموض فقط ارى ان المعرفه هي روح (تعطيك) كنوز من الادوات للاصلاح في الحياه والمعرفة و (تاخذ ) شيء في المقابل وهو انشغال البال وعدم الراحة لمعرفة الجوانب المظلمة لشيء سخيف في نظر الاخر مثل : تاثير الرسائل الضمنية في الاغاني او مخاطر العاب العنف , والمعرفة (تحتاج ) المساعدة لتنجو من الضياع ولتفريق العلم الاصلي من الزائف pseudo science. عن طريق احياء العلوم المنسيه تحت الغبار وماادراك مابين السطور, وارى ان العلم له حدود اذ لم تتفاعل معها واعطيتها حقها والمعرفه مثل ماقلت هي روح قوية تستطيع الكشف عن نيتك لان الذي يبحث بالعلم لغرض فاسد سينهي بطريق مسدود والذي يبحث لغرض اصلاحي وجيد سيجد الطريق لذلك , رفاهية الفضول والمعرفة لها ثمن وقد تسيطر على ردة فعلك واستجابتك وتطلب منك قرار اصلاح لانك تعرف ان الذي امامك شيء خاطىء ويحتاج الى الاصلاح وانت بيدك جزء من الحل بسبب معرفتك بيدك رفاهية الاصلاح, ونستطيع رؤية هذا النموذج المثالي لسيطرة المعرفة على الناس في حماس الثورات الشبابية في اواخر ستينيات القرن الماضي بسبب ذروة ضربة الوعي بالفساد الحكومي لطغيانها على فيتنام مما مهد الطريق لولادة ايدولوجية hippies , المعرفه ليست جميله فقط فهي روح اقوى منك وهو بئر مظلم لحد ما وغير مريح لكن نهايتة تكشف عوالم مثل (كهف افلاطون) وادراكك للرؤية الشاملة تثبت لك بان لك غرض في هذا العالم الدنيوي ويجب عليك تلبية النداء وهذا مايميز انسان عن غيره. واسال الله الكريم بان يعطينا قوة تحمل وتقبل الحقيقة
رغد بندر العازمي 1 سبتمبر، 2021 - 6:26 ص
يعطيك الف عافيه دكتور علي على هذا الكلام الرائع و المفيد ، اعظم نعم الله العقل وميزت الأنسان عن سائر الكائنات الحية، استطاع الأنسان بها النهوض بالحضارات وإثبات هويتة ووضع بصمته في هذا الوجود، خير ما يضعه الانسان من معارف ومعلومات بعقله مما يوصله إلى قمم النجاح والتقدم و تخطي العقبات والمشاكل، استطاع الفلاسفة مثلاً إثراء مهارات وآفاق العقل مما جعلهم أكثر عمقاً في دراستهم لموضوع ما.. شاكرة لك دكتور على هذا المقال الأكثر من رائع .
ريم العجمي 6 سبتمبر، 2021 - 3:47 م
المعرفه ليست حلاوة العلم وكشف الغموض فقط ارى ان المعرفه هي روح (تعطيك) كنوز من الادوات للاصلاح في الحياه والمعرفة و (تاخذ ) شيء في المقابل وهو انشغال البال وعدم الراحة لمعرفة الجوانب المظلمة لشيء سخيف في نظر الاخر مثل : تاثير الرسائل الضمنية في الاغاني او مخاطر العاب العنف , والمعرفة (تحتاج ) المساعدة لتنجو من الضياع ولتفريق العلم الاصلي من الزائف pseudo science. عن طريق احياء العلوم المنسيه تحت الغبار وماادراك مابين السطور
شيماء جاسم علي الشريع 9 سبتمبر، 2021 - 2:09 ص
يعطيك العافيه دكتور والحمدالله ان الله ميز الانسان بعقله عن باقي الكائنات الحية وعصر التنوير والمعروف باسم عصر المنطق هو حركه فكرية وفلسفية هيمنت على عالم الافكار في القارة الاوروبية خلال القرن الثامن عشر واعمال العقل الانساني هو طوق نجاة الانسان والنموذج الحقيقي على مدة اسفادة الانسان وتقدمه والتنوير اشتمل على مجموعة من الافكار التي تتركز على سيادة العقل والادلة على الحواس بوصفها مصدرا اساسيا للمعرفة وعلى المثل كالحرية والتسامح والاخاء والحكومة الدستورية وفصل الكنيسة عن الدولة ويجب على التنويرين حماية الانسان وتعليمه ان يصبح ناضج وقادر على الاعتماد على نفسه وان يستخدم عقله للتحرر من المعتقدات الغريزية في الحقائق المعطاة سواء تلك الفطرية التي تشكلت في ميدان المعرفة او تلك المستوحاة من الاديان
اضافة تعليق

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قراءة المزيد