المنشورات ذات الصلة

التربية الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: مكاشفات نقدية معاصرة

التربية والتنمية المستدامة : تحديات الوجود والمصير

ثقافة التعصب عند النخب: دراسة في اتجاهات الشباب

2 تعليقات

سلمى محمد مبارك العازمي 16 فبراير، 2021 - 11:25 م
الحُبّ في الفلسفة هو عبارة عن كلمة غير مرتبطة بشيء حقيقي أو محسوس، ويمكن القول إنّه شيء لا يمكن إدراكه بالعقل أو شرحه بالمنطق، وإنّ الحُبّ هو ما يجعل الإنسان يظهر بشخصيته الحقيقيّة. قد بدأت فلسفة الحُبّ عند الإغريق، حيث كانوا يرون أنّ الحُبّ هو من الدعامات الأساسية للفلسفة، وشرعوا في بناء النظريات المُتعددة التي طوّورت الحُبّ من مفهومه المادي إلى مفهومه الروحي في أعلى سِماته، مروراً بكون الحُبّ صفةً أساسيّةً وجينيّةً تظهر آثارها في سلوك الكائنات الحية، أمّا في التقاليد الغربية فقد ظهر الفيلسوف أفلاطون الذي نادى بكون الحُبّ سلسلةً من المشاعر والأحاسيس التي تسيطر عليها الرغبة الحيوانيّة، وقد عبّر أفلاطون عن الشخص الباحث عن الحُبّ بأنه نصفٌ يبحث عن نصفه الآخر، كما رأى أنّ الحُبّ ما هو إلّا وسيلة للخلاص؛ فهو الطريق نحو التحرر الفكري والعاطفي الذي يقود الإنسان إلى حُريّته وطبيعة الحُبّ عند الفلاسفة إنّ أيّ مناقشة فلسفيّة حول الحُبّ تبدأ بالحديث عن طبيعته؛ فقد رأى بعض الفلاسفة أن الحُبّ لا يمكن التعبير عنه منطقياً أو إدراكه بالعقل، أمّا النُّقاد لهذه النظرية فرأوا أن الحُبّ يمكن التعبير عنه، فهو إخراج الإنسان لمشاعره التي تتحدى العقل. لم يتمّ الاعتراف بمصطلح الحبّ أساساً في بعض اللغات، مثل: لغة البابوا، لكن كانت له عدّة مفاهيم ومصطلحات في لغات عديدة؛ ففي اللغة الإنجليزية يُعبّر عن الحُبّ بكلمة (love)
سلمى محمد مبارك العازمي 16 فبراير، 2021 - 11:27 م
للحُبّ في نظر الأدباء والفلاسفة العرب وجهات وآراء عديدة، وله مؤلفات خاصة متعددة، فقد عبّر الجاحظ عن الحُبّ في كتابه النساء، وفي كتاب رسالة القيان بأنّه ذلك الشعور العقلاني البعيد عن اللهو، وقد طالب الناس أن يقاوموه، أمّا ابن حزم الأندلسي فقد رأى في كتاب طوق الحمامة في الألفة أن الحُبّ يبدأ بالهزل وينتهي بالجدّ، وهو شيء لا تُدرَك معانيه ولا يوصَف إلّا بالمعاناة، كما يقول إنّ جميع أنواع الحُبّ القائمة على المنفعة الحسيّة تزول بسرعة، وتنتهي بانتهاء عِللها باستثناء العشق المتأصّل والمتوغل في النفس، فلا ينتهي إلّا بالموت. ورأى أبو بكر الرازي أنّ الإنسان يُبتلى بالعشق، لذلك نادى بضرورة الابتعاد عنه؛ حيث وجد أنّ العشق يقع لمن هو قليل الحظ ومن يفضل الرغبات الحسية على الروحية، وقد كان رأي ابن سينا مماثلاً لرأي أبي بكر الرازي في أن الحبّ عِلّة ومرض، وقد تطرّق في كتابه القانون إلى العلامات التي تظهر على من يحبّ، مثل: تشتت الذهن واختلاطه، وفساد مخيّلته، بالإضافة إلى الهذيان والحماقة، كما قارن بين العشق وحالة الاكتئاب عند فراق المحبوب وهجرانه؛ ففي الاكتئاب تتغيّر الحالة النفسية للفرد من الفرح إلى الحزن، ومن الضحك إلى البكاء، أمّا رأي ابن عربي في الحبّ فقد عبّر عنه في كتابه الفتوحات المكية، فقال إنّ من علامات الحبّ عدم مقدرة المُحبّ على النوم، وإنّ العشق يكون لذاته، أي أنّ الغاية هي العشق وما بعده أيّة غاية، وقد ضرب أمثلةً في العشق، منها: عشق قيس بن الملوح لليلى؛ حيث كان يكرّر اسمها ويناديها، وإن لبّت النداء طلب منها الابتعاد، فهو منشغل بنداءات الحُبّ.ويضيف ابن عربي أنّ الحبّ درجاتٍ، يبدأ بالهوى الذي يعبّر عن الميل العاطفي الذي ينشأ من نظرة عابرة، أمّا الدرجة الثانية فهي الحُبّ الذي يُعبّر عنه بالميل العاطفي مثيل الهوى إلّا أنّه يقوم على الإخلاص، ويختار الإنسان فيه محبوباً واحداً لا يتجاوزه إلى غيره، وأخيراً تأتي ثالث درجات الحبّ وهي العشق الذي يعني المحبّة بإسراف، فتستولي المشاعر الجيّاشة على صاحبها وتسيطر عليه، لدرجة أنّه لا يشعر بأحد إلّا بمحبوبه الذي يُغنيه عن الكون بأكمله.
اضافة تعليق

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قراءة المزيد