بالأمس أرسل لي الصديق العزيز الأستاذ الدكتور “علي أسعد وطفة”- (أستاذ علم الاجتماع التربوي بكلية التربية – جامعة الكويت) رسالة بعنوان “المفكرون العرب بين جيلين”، حيث يقول في نص هذه الرسالة بأن :” جامعاتنا العربية قد شهدت مرحلتين : مرحلة ازدهار أفرزت مفكرين كباراً في الخمسينات والستينات والسبعينات – ولكن هذه الصورة كما يبدو تراجعت لاحقاً منذ ثمانينات القرن الماضي، وبدأت تأخذ طابعاً متأزماً في بنيتها ووظيفتها – وبدأنا نشهد أجيالاً من المفكرين الأكاديميين الذين يعانون من ضعف كبير في تكوينهم المعرفي والثقافي في مختلف البلدان العربية. مثلاً في سوريا في السبعينات عرفنا جيلاً؛ مثل “صادق العظم”، و”عبد الكريم اليافي”، و”طيب تيزيني” ، “وقسطنطين زريق”، و”نايف بلوز” ، و”عبد الله عبد الدايم” ، و”نعيم الرفاعي” ، و”فاخر عاقل” ، و”سامي الدروبي” وغيرهم كثير… وفي هذه المرحلة لا نشهد أسماء كبيرة وكثيرة كما كان الأمر سابقا في ظل الغياب الملحوظ للحريات الأكاديمية .
وهنا يسالني الدكتور “علي وطفة” هذا السؤال: هل يوجد جيل من المفكرين الكبار في الستينات والسبعينات في هذه الجامعات، بالمقارنة مع الوضع الحالي وتراجع مثل هذه الأسماء الكبيرة ؟ وما هو السبب في غياب جيل الكبار وضعف الأجيال اللاحقة علميا وأكاديميا؟.
وهنا أقول للدكتور “علي وطفه” أتصور سيدي أن بداية الإجابة ترتبط بمدى التغير الجذري الذي يمارس به المفكر دوره في الحياة الفكرية في عصره، ومدى الأثر العميق الذي يحدثه فى مجرى الحياة الفكرية التي ينتسب إليها، من حيث قدرته على خلخلة الثوابت الجامدة وزعزعت الأفكار السائدة، وتأسيس نوع من الانقطاع الابستمولوجى بين المعارف القديمة من جانب، والمعارف الجديدة من جانب آخر، مستهلاًُ الجديد الجذري الذي يطرح سؤال المستقبل بقوة على الفكر، نفياً لتقاليد الأتباع وتأسيساً لقيم الابتداع.
وتتجسد فى حضور هذا النوع من المفكرين نقاط التحول الحاسمة في تاريخ الفكر الإنساني، حيث ” لا توجد استمرارية فى منهجية المفكر، بقدر ما توجد قطائع واستحداثات لا تنتهى”.. هذا النوع من المفكرين يهب على مجتمعه بما يشبه العاصفة الجائحة التي تتغلل فى كل الأركان، فلا تبقى شيئاً على حاله الذى كان عليه، حتى فى دائرة القوى والتيارات المناقضة والمناوئة للتحول والتغير. فحدة العاصفة التجديدية التى تندفع بها رؤية هذا المفكر لا تقل عن الاتساع الممتد لتجلياتها، والأثر العميق لمتولياتها، والتغلغل الناتج لنوافذها؛ خصوصاً إذا كانت اللحظة التاريخية مهيأة للتغير الجذري, دافعة إليه ومتجسدة فى الرؤية الشاملة للمفكر، ومتحققة بها فى الوقت نفسه.
عندئذ يكون الأثر التجديدي لإنجاز هذا المفكر شبيها بالزلزال، الذي يحدث تأثيراً جذرياَ فى صميم بنية الفكر والعلم السائدين، وتكون حدة الاستجابات المتعارضة لهذا الإنجاز التجديدي في تتابعه المتصل أو تصاعده المستمر، متوازية مع عمق الأثر الذى يتركه في مجالات فكرية كثيرة، تصل بين دوائر عديدة تشمل المجتمع بأسره.
وبقدر عمق الأثر الذي يحدثه هذا الإنجاز من حيث جذريته ونفاذ تأثيره إلى صميم الأنساق، والأنظمة، والعلاقات في بنية الفكر ، يظل هذا المفكر حياً في الذاكرة العامة، باقياً كالعنصر المستفز للوعي، مثيراً للأسئلة التي لا يتوقف ما يتولد عنها من أسئلة على امتداد العقود، والتي لا تكف عن وضع هذا المفكر موضع المسألة بالقدر الذي لا تكف به عن إعادة قراءة إنجازاته وتأويلها، أو تفسيرها بما يتيح نوعاً جديداً من الأجوبة الفكرية التى لم تخطر ببال أحد.
وقد كان ” طيب تيزيني ” و” “وقسطنطين زريق”، و”نايف بلوز” ، و”عبد الله عبد الدايم” ، و”نعيم الرفاعي” ، و”فاخر عاقل” ، و”سامي الدروبي” ، على سبيل المثال لا الحصر من هؤلاء المفكرين ذوى الحضور العاصف الذي أقاموا الدنيا، ولم يقعدوها مرات ومرات في مضمار الفكر.. فكانت أطروحاتهم، ورؤاهم الفلسفية، أكثر جذرية وحدية من أطروحات الجيل اللاحق، كما ظلت أفكارهم أعمق تأثيراً، وأكثر قدرة على الإثارة من أفكار جيل الكبار .
أنا لا أنكر أن الجيل اللاحق ( والذي أسميه هنا في هذ المقال جيل الصغار) كان متمرداً على القديم الجامد الذي يفرض منطق الأتباع، بدليل أن الأبحاث العلمية لـ (جيل الصغار)، تؤكد أن الباحثين فيه كانوا يبحثون فى مشكلات، وقضايا فكرية، أظهرت نتائج جيدة آنذاك في هذا العصر الذي نعيشه.. وليس من الضروري أن أقوم بإعادة تعديد بقية إنجازات هذا الجيل فى العلوم، والفنون، والأدب، والتكنولوجيا، كما أنني لست فى حاجة أيضاً إلى تأكيد تعدد أدوار مفكريه فى بحوثهم الأخري، فكل ذلك تأكيداً للأثر الجذري الذي يصلهم بأبناء جيلهم الحالي.
ومع ذلك فإن تقييم عبقرية “جيل الصغار”، أصعب بكثير من تقييم عبقرية “جيل الكبار” ؛ ولعل مرد ذلك يرجع إلى أن أغلب كتب وأبحاث الجيل اللاحق، لم تكن مبتكرة وأغلبها تعتمد علي الكتب المترجمة والنقول من الآخر.
أنا لا أشك ولو للحظة أن حب “جيل الصغار” للعلم والثقافة وحماسته لهما، لا يحتاجان إلى جدل، فمن المؤكد أن أنشطة هذا الجيل تدل على أنه جيل يحمل إلي حد ما فكر لا بأس به ، ولكن هل من الممكن أن ننسب إليه ابتكاراً علمياً، وفلسفياً، وأدبياً ، باستثناء تلك التى تحتوى عليه بعض بحوثهم ضمناً. فلكي ينسب للمرء ابداع لا يكفى أن يقوم به، بل يجب عليه أن يفسره، وأن يثبت بوضوح شديد أنه على استعداد لذلك، ويجب أن يكون مستعدا للدفاع عنه؛ بل إن الاكتشاف لا يتم ولا يكتمل إلا إذا تم تنفيذه وأصبح واقعة حقيقية.
أما أن فكرة تراود عقل المفكر، فهي كبذرة النبات لا تكون كافية، إلا إذا أخرجت لنا ثماراً .. ولقد كانت أفكار جيل الصغار ؛ مثل البذور التى عجزت عن النضج والإنبات، وظلت رؤاه الابداعية مدفونة فى بحوثه الفكرية والعلمية؛ وعلي فرض أن الجيل اللاحق يملك بالفعل أفكاراً مبتكرة، فإنه يظل فى ذلك بعيداً عن احتلال مرتبة هامة جداً فى تاريخ فكرنا العربي المعاصر.
والأهم فى تقديري هو مواجهة السؤال الذي فرضه علينا (الدكتور علي وطفه) فى البداية، ولا بد أن يفرضه في النهاية؛ أعنى السؤال الذي يرتبط بالسبب الرئيس في غياب جيل الكبار وضعف الأجيال اللاحقة علميا وأكاديميا؟.
أحسب أن الإجابة (سعادة الدكتور علي وطفه) ، أصبحت الآن واضحة من حيث ارتباطها بدرجة الثورة الجذرية التى لم تصل إليها أعمال “جيل الصغار” بالقياس إلى جيل الكبار الذي وصَفَه الأديب الكبير “عباس محمود العقاد” بأنه ” جيل الفلاسفة الأدباء ؛ فهو جيل متجسد في مفكِّرٌ يصوغ فكره أدبًا، وأديبٌ يجعل من أدبه فلسفة”.
أنا لا أنكر أن كتابات “جيل الصغار” فيه من الايجابيات ما يذكر له بالقطع (سعادة الدكتور وطفه) ، ولكننا إذا وضعناها تحت مجهر الابستمولوجيا المعاصرة؛ وخاصة ابستمولوجيا ” جاستون باشلار” القائمة على فكرة القطيعة الابستمولوجية، نجد أنها لا تستطيع أن تخلف لنا الأثر الجذري الذي تركته أعمال جيل الكبار ، ولذلك ظلت بحوث “جيل الصغار” بعيدة عن خلق قطيعة ابستمولوجية؛ كتلك التي أحدثها جيل الكبار، والذي نجح في تقديم أعسر الأفكار على الهضم العقلي للقارئ العربي في عبارات أدبيَّة مشرقة، وفكَّ أصعب مسائل الفلسفة، وجعلها في متناول قارئ الصحيفة اليوميَّة، واستطاع جيل الكبار بكتاباته، أن يُخرج الفلسفة من بطون الكتب، وأروقة المعاهد، والجامعات، لتؤدِّي دورها في الحياة.
أنظر معي عزيزي الدكتور علي وطفه إلي أستاذنا الدكتور “زكي نجيب محمود” ( وأنت تعرفه جيدا) ، وذلك في كتابه العبقري “رؤية إسلامية”، والذي يقول فيه تلك العبارة: “يَكون القَولُ تَشاؤُمًا لَو أنَّنا زَعمْنا أنَّ طاقةَ الإبْداعِ فِينا قَدِ اقتُلعَت مِن نُفوسِنا اقتِلاعًا، لكنَّ حَقِيقةَ الأَمرِ فِينا، هِي أنَّ تِلكَ الطَّاقةَ في كُمُونٍ يُشْبهُ كُمُونَ الحَياةِ فِي حَبةِ القَمْح وفي نَواةِ التَّمْر، حتَّى إذا ما شاءَ لها فالِقُ الحَبِّ وَالنَّوَى أنْ تَنزاحَ عَن مَحابِسِها أقْفالُها تَوقدَتِ الشُّعلةُ مِن جَدِيد، وأوَّلُ خُطوةٍ على الطَّريقِ هِي أنْ تُنفَخَ فِينا إِرادةُ أنْ نَحْيا، ثُمَّ يُضافُ إلى ذَلِك إِرادةُ أنْ تَكُونَ حَياتُنا حَياةَ السَّادةِ لا حَياةَ العَبِيد: سِيادَةً فِي العِلْم، سِيادَةً فِي الفِكْر، سِيادَةً فِي الأَدبِ والفَن، سِيادَةً بالإِباءِ وبالكِبريَاء”… فأين “جيل الصغار” من هذا الكلام مع احترامي الشديد له فيما كتبه.
ومن جهة أخري، فإنني لا أنكر أن “جيل الصغار” ، قد أخذ من كل تجارب السابقين عليه بطرف في مضمار التفلسف، واهتم بالرجوع إلى نصوص كبار الفلاسفة الأوربيين والأمريكيين اهتماماً خاصاً، ولكنه ظل في المنطقة الهادئة من الفكر والإبداع، تلك المنطقة التي لا تعرف الحدية في رفض القديم، أو الجذرية في التجديد الفلسفي، فكان نموذجا للوسطية الفلسفية التي لا تثير العواصف ولا تهيج البراكين ولا تتحول إلى زلزال، وإنما تمضى في يسر إلى هدفها الذي يكمل مهمة غيرها .
لقد كانت بحوث وكتابات جيل الصغار مع الأسف الشديد (ولا أخجل أن أقول ذلك) كنجمة فى تاريخ فكرنا العربي المعاصر لمعت فجأة واختفت؛ وذلك لأنها لم تحول مجرى التفكير الفلسفي السائد والمنقول إلي تفكير ابداعي يحمل رؤية خاصة تتوائم مع مستجدات واقعنا الفكري . ومن ثم لم تُحدث تلك النقلة الكيفية فى أدوات البحث الفلسفي، وإن استخدم “جيل الصغار” قضايا ومشكلات فلسفية تناسب حركة الحياة الفكرية فى واقعنا المعاصر .
ولذلك أرجو ألا أكون جائراً حين أقول في نهاية هذا المقال بأن “جيل الصغار” لم يكن جيلاً مبدعاً، بمعنى أنه أتى بنظرية فلسفية فى عصره، ولكن الانصاف يقتضى على الأقل أن نفرد له مكانة هامة فى تاريخ الفكر العربي المعاصر، وذلك لكونه في اعتقادي يمثل “العدسة الفلسفية” المجمعة التى عملت على استقطاب تيارات فكرية فلسفية عديدة من أوربا كانت متأججة في عصره وكان من فرط تأثره بما يدور حوله أن تمكن هذا الجيل من تقديم كتاباته فلسفية (مترجمة ومؤلفة) للقارئ العربي على أوضح ما تكون عليه صوره لجملة المذاهب والنشاطات الفكرية التى برز فكرنا العربي المعاصر من بين ثناياها.
هذا هو تفسير الابستمولوجى لأسباب غياب الابداع على بحوث جيل الصغار، وهو أنه لم يتخلص كلية من فكر الفلاسفة الذين ترجم لهم، وبالتالي لم يحققوا التغير الجذري كما حققه جيل الكبار. وبالتالي لم تبرح بحوثه الفلسفية أرض فكرنا العربي الحديث لتحدث قطيعة، أو ثورة، تنتج عنه أمر جديداً كل الجدة.
إن تعطش “جيل الصغار” الشديد لمعرفة كل أشكال الفكر الفلسفي في شكل ترجمات رائعة، قدمها للمثقف العربي، ولبلوغ سر الكمال بالترجمة الفلسفية، كان من شأنه القضاء على أعماله المؤلفة كلها تقريباً بأن تبقى ناقصة دون أن تتم، وتأخذ طابع التروي، لأن هذا الجيل كان يرى أن النقل دون بحث أو دراسة، والعمل دون معرفة، إنما هي عملية أشبه ما تكون بعمل صاري السفينة غير جديرة بالفلسفة، لأن كل شئ يجب أن يكون قد قِيس بقياس العبقرية، ودُرس دراسة مستفيضة. ولا يجب البدء في عمل أى شئ لم يبحثه العقل الجمعي والتأثيرات الفلسفية؛ وإن انتزاع كل قيمة من القيم من الإلهام الفلسفي الواعي يجب أن يكون هدف المفكر، وبهذا الشرط تمتزج الدقة بالحرية والحقيقة مع الجمال.
والسؤال الآن والمهم في نظري : ما الذي أدي إلي غياب الإبداع في جيل الصغار؟
اعتقد أن هذا ربما يعود إلي ظاهرة التصحر الفكري، والثقافي، والعلمي، والأدبي ، فالتصحر كما نعرفه ( في أغلب المقالات والبحوث العلمية) هو مرض من الامراض التي تصيب الاراضي الزراعية، فيصبح هناك تدهور في خصوبة التربة المنتجة وانخفاض في انتاجيتها وحينها لا بد من اعادة تجريفها ومعالجتها بشكل سليم حتى تعود الخصوبة اليها وتعود لتنتج ؛ إننا الآن نعاني من تصحر فكري بين كثير من الباحثين المعاصرين، وربما يعود ذلك إلي أسباب اقتصادية ، وسياسية ، ودينية ، وفلسفية ، واجتماعية وهلم جرا.. وهذا أمر يطول شرحه.
من الناحية الفكرية وكما قال ( د. جاسم الفهيد في مقاله : التصحر الفكري) أنه :… في الأيام الخوالي ( أي جيل الكبار) كان الأساتذة يتواصلون فيما بينهم على ضرورة الاعداد العلمي الجيد قبل المحاضرة، لئلا يفاجئهم أحد الطلاب بسؤال ذكي يضع مكانتهم في نفوس الطلاب على المحك، وكانت قاعة المحاضرة لا تخلو عادة من نقاش حيوي يبدد أجواء الركود وسحب الخمود، ويكشف عن تفاعل ايجابي مثمر مع القضية موضوع الدرس، لا سيما إن كانت تتصل بالشؤون السياسية والفكرية، فكنت تستقرئ الانتماء الفكري للمتحاورين عبر دفاعهم عن وجهات النظر التي يعتنقها التيار الذي ينتمون اليه، هكذا عشنا أجواء الجامعة قبل نحو عقدين من الزمان، أما الآن فلا تكاد تجد شيئاً من ذلك بحسب تجربتي الشخصية في التدريس لأربع سنين، فالطالب لم يعد يكترث بالمشاركة في نقاش جدي أو اثارة اعتراض على ما يلقن من افكار وما يطرح على منضدة الدرس من آراء، لأن الأمر برمته لا يعنيه!! فثمة سيل عرم من الملهيات والمشغلات التي تستأثر باهتمامه وتستحوذ على عقله وهواه، ولم تعد القضايا الفكرية والثقافية مثار فضوله، ومن ثم فليس يعنيه أن يتخذ منها موقفا مؤيداً ، أو معارضاً كما كان الأمر في الجيل السابق أي (جيل الكبار).
وهنا أناشد “جيل الصغار” بضرورة الاستصلاح الفكري لظاهرة التخلف البحثي والدعوة إلى إنشاء مؤسسات ترعاه وتتخصص في الاهتمام به.. ومواجهة التخلف البحثي الذي نعيشه في الوطن العربي تعتمد في دعوتها على الحس الجماعي بالمسؤولية كأهم نقطة يمكن التركيز عليها؛ فعدا إنشاء المؤسسات المتخصصة لا بد من الرعاية الشاملة والجماعية للمبدعين والباحثين الشباب لأنهم فقط القادرون على تحديث ذلك المنتج الموروث وتلقيحه بتجديد يضمن له المنافسة وحيازة الترخيص.. إن الفكرة في هذه المعادلة تعني في جوهرها استخلاص البذور التي نغرسها في الأرض، ثم نوليها الرعاية والاهتمام، حتى تصبح تلك الأفكار أشجاراً عظيمة، لكن هويتها الجديدة تعود لنا، ومع الاهتمام المتزايد والرعاية القصوى اختصاراً للوقت فإنها ستثمر سريعاً أيضاً، لأن الاستثمار في هذه المجالات طويل الأجل، كالاستثمار في التعليم.. وهذا ما يجب أن يكون، وهو أيضاً ما تعتمد عليه أي عملية استصلاح فكرية، فالاستصلاح هو أخذ البذور التي نحتاج إليها من التراث الفكري والتراكمات المعرفية بعد التمحيص والغربلة، وتحديثها، أي منحها هوية جديدة وخصوصية جديدة، وذلك حسب ما قالته الأستاذة مناهل ثابت في مقال لها بعنوان : الاستصلاح الفكري لمواجهة التصحّر المعرفي .. جريدة البيان..
9 تعليقات
ان تقييم عبقرية جيل الصغار اصعب من تقييم جيل الكبار لأن اغلب اجات الجيل اللامق تعتمد على الكتب المترحمه والمنقول ولكن لاشك ان جيل الصغار يحمل فكر لايأس به ولكن لانستطيع ان نضعه تحت مجهر الابستمولوجيا المعاصرة فجيل الكبار استطاع بكتا باته ان يخرج الفلسفه من بطون الكتب لتؤدي دورها في الحياه. فجيل الصغار لم يكن جيلا مبدعا فقد اخذ من تجارب السابقين الفلاسفه واهتم بالرجوع الى نصوص كبار الفلاسفه فبحوثهم لم تحول مجرى التفكير الفلسفي السائد الى تفكير ابداعي ىلكنه يمثل العدسة الفلسفيه التي عملت على استقطاب تيارات فكريه فلسفيه متعدده على عكس جيل الكبار حيث كان الاساتذه يتواصلون فيما بينهم لضرورة الاعداد العلمي الجيد حتى لا يفاجئهم الطلاب بأسئلة وكان هناك تفاعل حيوي ونقاش وليس مثل الأن أجواء بها ركود وليس هناك تفاعل مثمر
لبناء المجتمع ونهضتها يجب أن يتوافق بين الأجياللإيجاد التوازنات الإجتماعية وللحفاظ على المكتسبات فعلى الكبار وأن يثقوا في قدرات الشباب وتمكينهم من اكتساب التجارب السابقة.
الأجيال السابقه تملك الخبرة الضرورية للاستمرار والأجيال الحالية منخرطة في روح العصر وتقلباتة فالسابقة بيدها الحكمة والحالية يملكون الطاقة والتحدي والمعارف والتقنيات والمعلومة المعاصرة
الصراع بينهمطبيعي وضروري
لابد من خلق نوع من التوازن بين تطوير الشباب والاستعانة بأهل الخبرة لأن كليهما مطلوب للإدارة ولتطوير الأداء وإنجاز المهام، ولابد من الاهتمام بالسيرة المهنية للفرد المعين والمراحل التي مر بها حتى يصل إلى درجة خبير أو مستشار، لافتاً إلى أن الموظفين الجدد يحتاجون إلى الخبرة للاستفادة منها والمستشار أو الخبير لا يمكن أن يأخذ هذا اللقب قبل مرور ما لا يقل عن 30 أو 35 سنة قضاها في مجال تخصصه ،
جيل الأمل هو الجيل الماضي والجيل الحالي، هو جيل من عاصر الانجازات السابقة وجيل يريد أن يرتقى ويحقق ما حققه الجيل السابق بل وأكثر من ذلك، وهذا لاشك يحتاج لتعاون بين الطرفين تعاوناً إيجابياً وتحمل الجميع للمسؤولية… وربما يتساءل البعض كيف يلتقي جيل بفكر قديم مع جيل بفكر جديد؟ وهذا ربما يحصل بأمور منها:
1- الحوار: الحوار وليس غير الحوار هو ما يقرب بين وجهات النظر، والحوار يجب أن يكون مستندا على تفهم كل جيل للآخر.
2- الإخلاص: لا يختلف اثنان على إن كل محب للمؤسسة ومبادئ الإدارة يريد أن تكون المجموعة التي تعمل في الإدارة تتمتع بالإخلاص والشفافية وتكون بعيدة عن الشخصنة.
3- الجدية: يجب أن يكون كل شيء مطروح وبجدية وبعيدا عن الاستهزاء والسخرية وما نقصده النقد الايجابي لكل مرحلة.
في دراسة أجرتها وكالة ناسا لعلوم الفضاء، وجدوا أن نسبة الإبداع عند الأطفال بعمر خمس سنوات، تبلغ ٩٨٪، لكنها تقل إلى ٣٠٪ إذا بلغوا سن العاشرة، واكتشفوا أن نسبة الإبداع تظل تقل وتنقص كلما تقدمنا في العمر. كم تتوقعون نسبة الإبداع التي وجدوها عند من هم في الحادية والثلاثين من العمر؟ نسبة مفاجئة للغاية!
إذا أردنا ان نحافظ على الابداع لدى اطفالنا ف علينا ان نعودهم على تقبل الفشل ونقلل من وقت امام الشاشات وننم لديهم التفكير المستقل ونكثر من العبارات التحفيزيه ونحفزهم على خوض التحديات
اشكرك دكتوري العزيز على طرح هذا الموضوع الرائع ، استمتعت في قرائته ، من رأي الشخصي انه في كل جيل من اجيالنا له طرق تتبع في الدراسه للاطفال ، ففي الجيل السابق لاجدادنا ، كانت الدراسه محددوه وغير متطوره ، وجيلنا هذا جيل متطور ومقدم منهجياً وتعليماً ، بغض النظر انه كان هذا الجيل المتطور اساسه جيل اجدادنا !! فنحن الان نسعى لبناء جيل للمستقبل ، جيلاً ذكياً وعبقرياً ، ان جيل الأمل هو الجيل الماضي والجيل الحالي، هو جيل من عاصر الانجازات السابقة وجيل يريد أن يرتقى ويحقق ما حققه الجيل السابق بل وأكثر من ذلك ، إذا أردنا ان نحافظ على الابداع لدى اطفالنا ف علينا ان نعودهم على تقبل الفشل ونقلل من وقت امام الشاشات وننم لديهم التفكير المستقل ونكثر من العبارات التحفيزيه ونحفزهم على خوض التحديات .
رائع جداً ما تم ذكره في هذه المقالة .. لبناء المجتمع ونهضتها يجب أن يتوافق بين الأجياللإيجاد التوازنات الإجتماعية وللحفاظ على المكتسبات فعلى الكبار وأن يثقوا في قدرات الشباب وتمكينهم من اكتساب التجارب السابقة ، فنحن الان نسعى لبناء جيل للمستقبل ، جيلاً ذكياً وعبقرياً ، ان جيل الأمل هو الجيل الماضي والجيل الحالي، هو جيل من عاصر الانجازات السابقة وجيل يريد أن يرتقى ويحقق ما حققه الجيل السابق بل وأكثر من ذلك ، إذا أردنا ان نحافظ على الابداع لدى اطفالنا ف علينا ان نعودهم على تقبل الفشل ونقلل من وقت امام الشاشات وننم لديهم التفكير المستقل ونكثر من العبارات التحفيزيه ونحفزهم على خوض التحديات .
شكرا جزيلا دكتوري الفاضل على طرحك لهذا المقال بالواقع هناك اختلاف بطريقه التعليم بين الاجيال لا اريد ان اتطرق الا ماهي الوسائل العليميه السابقه ولكن تطورت بالتاكيد، ولكن الان اصبح جيل واعي لكل شي للصغير قبل الكبير والسبب يعود الى وسائل التواصل الاجتماعي بسبب طرحهم لاي موضوع من غير تخصيص للفئات العمريه، ،هناك جانب يعاني الاغلب الاطفال وهو الفشل في مجتمعنا الفشل عباره عن خيبه وعاله على المجتمع ولكن لم يدركوا بان الفشل هي اول عتبات النجاح، وعلى كل رب او ربه اسره بان تزرع هذه الفكره في ابنائها لكي لا يكون مرأه مايراه المجتمع ولم يعرفوا ماهي ابداعات الشخص وافكاره، وكان في زمن اجدادنا من بدخل الى امور البحاره او التجاره هو من يكون الاكثر اهميه، لم نسى احدى العلماء المشهورين طرد من مدرسته و يقال بسبب فشله ليس هناك شخص فاشل كل شخص يميزه شي عظيم وهذا العالم اصبح درسا يدرس في المدارس لا نحكم على الشخص من جانب واحد وهو الدراسه وكل سخص ان بزرع في نفسه الثقه بذاته.
لبناء المجتمع ونهضتها يجب أن يتوافق بين الأجياللإيجاد التوازنات الإجتماعية وللحفاظ على المكتسبات فعلى الكبار وأن يثقوا في قدرات الشباب وتمكينهم من اكتساب التجارب السابقة.
الأجيال السابقه تملك الخبرة الضرورية للاستمرار والأجيال الحالية منخرطة في روح العصر وتقلباتة فالسابقة بيدها الحكمة والحالية يملكون الطاقة والتحدي والمعارف والتقنيات والمعلومة المعاصرة
الصراع بينهم طبيعي وضروري
نعم لايوجد جيل من المفكرين الكبار من الستينات والسبعينات في الجامعات ، ولا كن موجودين في منازلهم بعد ان تم الاستغناء عنهم بحجت انه لم تعد فيهم طاقه وانهم استنفذوا كل مالديهم من قدرات ومهارات في التعليم وانهم يفتقروا الى المهارات والاساليب الحديثه ،
ولهذه الاسباب المروك لها يتم احالتهم الى التقاعد والستغناء عنهم ، ويضنوا انهم استغنوا عن عناصر اصبحت خامله ولاكنهم لايعلمون انهم استغنوا عن خبرات طويله ومكتسبه طوال مراحل تعليميه طويله ،يستحال ان يتم الستغناء عنها ، وكان من الضروري ان يكونوا محطة يرجع ،ويرتكز عليها من بعدهم من ذوي القدرات والنشاط ، من هم في بداية مسيرتهم التعليميه ، ليبدؤا من حيث وقف من قبلهم ، ولاكنهم يدؤ من نفس النقطة التي بداءها من قبلهم ولاكن بصورة او بلون اخر لكسر الملل او مايسمى بالحاله الروتينيهة، وهذا هوا سبب غياب جيل الكبار وضعف الاجيال