الأطفال المتوحشون ما بين الأسطورة والواقع؛ حقائق تاريخية ومعطيات تربوية

علي أسعد وطفة
1.6K مشاهدات

ينطوي مسرح الحياة الإنسانية على مشاهد تتجاوز حدود التصور بغرابتها، وتفوق إمكانيات الخيال بمفارقاتها. ومع ذلك فإن هذه المفارقات تندرج في حدود الواقعي الممكن، وتأخذ مساحتها الحقيقية في دائرة الأحداث التاريخية. ولا ريب في ذلك فأساطير الواقع تتجاوز حدود الأساطير التي نسجها الخيال، ولطالما حوّل الإنسان شطحات خياله إلى واقع ووقائع تشهدها الحياة الإنسانية، وتعيشها عبر إنجازات علمية تفوق حدود الوهم وومضات الخيال.

وفي هذه الدائرة من مشاهد المفارقات الصعبة يقع موضوع الأطفال المتوحشين، وهم هؤلاء الأطفال الذين رمتهم أقدارهم إلى الحياة في البراري والغابات، فوجدوا أنفسهم في أحضان الحيوانات البرية والوحوش الكاسرة التي أغدقت عليهم من الحب والرعاية ما كان يمنحهم القدرة على الحياة والأمل في مواجهة مواجهة أقدارهم .

لقد وجد الأطفال الضائعون في الحيوانات البرية ما عوضهم عن حنان الأم ورعاية الأسرة، وتلقوا على أيدي هذه الكائنات كل التدريبات والمهارات الضرورية لاستمرارية الحياة. ولكن ما يدهش في هذا العالم الوحشي أن هؤلاء الأطفال قد فقدوا خصوصيتهم الإنسانية، وأصبحوا مع الوحوش، التي عُنيت بهم، من طبيعة واحدة سواء بسواء. وعندما اقتضى قدر الله لهم أن يعودوا إلى حظيرة المجتمع الإنساني فقدوا كل إمكانيات التكيّف وشدّهم الحنين إلى حياتهم البرية فبذلوا كل ما في الإمكان للهروب والعودة إلى سيرتهم الأولى.

في هذه المقالة سنبحث في حقيقة الأطفال المتوحشين وسنسرد أهم الأحداث التي دوّنت حول حياتهم وتجاربهم. وسنقدم إجابات علمية حول أسئلة وجودية محيّرة يطرحها الناس الذين يترددون في تصديق ما يصعب تصديقه. ومن هذه الأسئلة الكبرى يطالعنا السؤال المركزي حول مصداقية وجود مثل هؤلاء الأطفال في واقع الأمر، وحول مصداقية الأدلة التي تبرهن على هذه الحقيقية. في هذه المقالة سنستعرض حالات أطفال متوحشين تقريبا عثر عليهم في كثير من أرجاء العالم منذ بداية من القرن الرابع عشر حتى القرن العشرين، حيث سجلت آخر حالة في عام 1963، وقد بلغت هذه الحالات أكثر من خمسين حالة.

ومع أهمية الوثائق والمعطيات التي نجدها حول أطفال التوحش فإنه يمكن التركيز على حالات أربعة لأطفال خضعوا بشكل علمي منظم للدراسة والبحث العلمي هي: حالات آمالا وكامالا وقاسبار وفيكتور، وقد شكلت هذه الحالات الأربعة منطلق التوجهات العلمية التي اعُتمدت لدحض الأطروحة التي ترى في حقائق الأطفال المتوحشين مجرد أوهام سيكولوجية نسجتها مخيّلات هؤلاء الذين يبحثون عن عوامل الإدهاش والإثارة فيقدمون الواقع في صيغة أسطورية مبالغ في أحداثها.

في حقيقة التوحش الإنساني:

تفيض الأساطير والحكايات القديمة بصور لكائنات إنسانية متوحشة وتنطوي هذه الأساطير على تلميحات وتصريحات لعلاقات وشيجة بين الأطفال وبين كائنات ووحوش مفترسة مرعبة. ففي القصص التي رواها المؤرخ العظيم هيرودوت Herodotes يحدثنا عن كائنات إنسانية متوحشة عاشت وتربّت في رعاية حيوانات برّية متوحشة. لقد عاش تيرو Thyro وتربّى بين العجول والأبقار، وكان زوس Zeus قد رضع من ثدي العنزة امالثي Amalthée وتربّى في أحضانها، وكان ريمولوس Remus ورومولوس Romulus قد عاشا وربيا كل منهما في أحضان أمهات ذئاب.

ونجد مثل هذه القصص في الأدب الفارسي الذي يموج بحكايات خرافية عن أطفال عاشوا وتربّوا في أحضان الدببة والذئاب. وهذا ما نجده أيضا في الأساطير اليابانية عن القردة الحاضنة للإنسان. كما نجد مثل هذه القصص في الأسطورة الهولندية لعروس البحر التي قذفت بها الأمواج على شاطئ ادام Edam في القرن الخامس عشر. وهذا كله يعبر عن هواجس إنسانية وخيالات مغرقة في القدم حول طبيعة العلاقة الممكنة بين الإنسان والكائنات البريّة. وإذا كانت الأسطورة تشحذ إمكانيات الخيال فتأتي الصورة في أكثر تجليات الجمال إبداعا وسحرا، فإن الواقع أحيانا قد يفوق ما يكتنزه الخيال من جمال ومن قدرة على الإدهاش. وهذا ما نجده في الاكتشافات الواقعية لطبيعة العلاقة بين الأطفال المتوحشين والحيوانات البرية.

لقد استحوذت حالة الأطفال المتوحشين اهتمام كثير من المفكرين والفلاسفة والعلماء في مختلف الميادين فبدؤوا بحثهم المتواصل في جوانب هذه القضية وفي تضاريسها. وهنا نجد جهودا مميزة تعود إلى برنار كونور Bernard Connor بوصفه مؤرخا، وبوفون Buffen بوصفه عالم طبيعة، وكوندياك Condiac بوصفه فيلسوفا، حيث أولى هؤلاء المفكرون قضية الأطفال الذين قذفت بهم الأقدار إلى الحياة في الغابات والكهوف والمغاور اهتماما كبيرا.

وفي هذا الميدان تكاثفت الشواهد التاريخية على وجود أطفال متوحشين عاشوا في البراري واستمروا في الحياة في دائرة شروط غير إنسانية. لقد عثر على الطفل الملقب بـ هيس L’enfant de Hesse عام 1344، ويروى أن الذئاب كانت قد هيأت له حفرة فرشتها بأوراق الأشجار كما كانت تحيط به أثناء الليل لوقايته من البرد. هذا الطفل كما هو واضح عاش بعيدا عن الوسط الإنساني في عناية الذئاب وحمايتها، وكان هذا الطفل يسير على أربع أقدام على طريقة الذئاب إلى درجة أنه أصبح من الضروري ربط جسمه بقطع من الخشب قصد إلزامه بالوقوف على قدميه مع الحفاظ على توازنه.

وحالة هيس تتشابه كثيرا مع حالة الطفل الذي عثر عليه في غابات منطقة ليتوانيا Lithuanie الذي كان يعيش مع الدببة. ولم يكن حسب قول دي كندياك يبدي أية علامة تدل على أن يمتلك أية إمكانيات عقلية بشرية، إذ كان يمشي على رجليه ويديه، ولم يكن يتكلم أية لغة، والأصوات التي كان يصدرها تختلف كليا عن أصوات الإنسان.

ومن أكثر القصص غرابة وأهمية أيضا في هذا المجال قصة الطفل الدب الذي لقب بـ جوفينوس أورسينوس ليتوانوس Juvenis Ursinus Lithuanus الذي اكتشفه الصيادون في منطقة ليتوانيا Lithuania عام 1661. وعندما ألقي القبض عليه كان هذا الطفل يدافع عن نفسه بالزمجرة والخدش والعض، وكان يقبل بشراهة على أكل الكرنب choux والعشب واللحم النيئ، وقد مزق الثياب التي حاول الصيادون أن يلبسوه إياها يوم القبض عليه، ولم يستطع حسبما يرويه فالمون دي بونار Valmont de Bonnare في معجمه عن التاريخ الطبيعي، إظهار أية علامة تدل على تكيف حقيقي.

ومن هذه الغرائب قصة الطفل الأيرلندي الخروف جوفينوس أوفنوس هربنوس Juvenus Ovinus Herbernus الذي قبض عليه 1672، هذا الطفل كان يجد متعة مماثلة في تناول العشب والتبن، كما أنه لم يكن يتأثر ببرد الليل. لقد كان هذا المتوحش الايرلندي، كما يصفه الطبيب نيكولا تولب Nicolas Tulp، مسطح الجبين، مستطيل القفا، عريض الحلقوم ثخين اللسان، غائر البطن”.

وفي عام 1719 عثر على طفلة كرانمبرج Kranemburg بولاية ترانزيسلانا Puella Transislana وهي في الشهر السادس عشر من عمرها وسط الغابات المجاورة لـ زفول Zwolle في مقاطعة اوفيرسيل Overyssel بهولندا، وكانت الطفلة ترتدي كساء من القش وقد أظهرت لاحقا اهتماما بعملية التواصل مع الغير رغم شراهتها في تناول الأعشاب والأوراق، ولم تستطع هذه الطفلة تعلّم الكلام ولكنها تعلمت غزل الصوف ومارسته حتى وفاتها.

وفي عام 1724 عثر على المتوحش بيتر هاميلن Peter Hameln سنة 1724، وقد شاهده الملاحون، قبيل القبض سائرا في الاتجاه المعاكس لتيار الوادي، وكان هائما يحمل على جسمه بقايا قميص، ويتغذى بالنباتات وقشور الأشجار. وعند ألقي القبض عليه حاول بعضهم حمله على تناول الخبز، غير أنه امتنع عن ذلك مفضلا تناول لحاء عصا صغيرة من الخشب الأخضر. وكان هذا الطفل المتشرد المدهش يكره الحجز، وتمكن، عدة مرات، من الهرب، وقد اقتيد إلى جورج الأول في بلاط إنكلترا. أن بيتر Peter هذا الذي قدر له أن يعيش 68 سنة في المجتمع الإنساني كان يبدو حساسا، بشكل خاص، للإيقاعات الموسيقية، كما تعلم شيئا فشيئا أن يتحمل الملابس، وأبدى قدرة على ممارسة شيء من التقليد ولكنه لم يتعلم الكلام أبدا.

ومن بدائع الاكتشاف في هذا الميدان العثور على فتاة ريفية برية في إحدى ليالي سبتمبر في بولونيا في منطقة شالون سورمارن Chalon-sur-marne. وشوهدت الفتاة وهي قابعة فوق شجرة تفاح، حيث وثبت عند الاقتراب منها وتمكنت من الفرار، ثم جرت محاصرتها في غابة مجاورة وبعد عملية مطاردة تم القبض عليها عندما نزلت من فوق الشجرة لتشرب من سطل ماء على غرار ما تفعله الخيل. وقد كانت ترتدي خرقا وجلود حيوانات، أظافرها كالمخالب سوداء اللون وبيدها هراوة. أن هذه الفتاة التي سميت فيما بعد الآنسة لوبلان Leblanc كانت تحسن السباحة والعدو، وتتغذى بالطيور والضفادع وتتلذذ بشرب دم الأرانب كلما أمكنها ذلك، ولطالما اعترفت بأنها كانت تجد صعوبة في مقاومة ميلها المرضي إلى شرب الدم.

تعلمت لوبلان لاحقا الكلام عند راهبات منطقة شالون سورمارن Chalon-sur-marne وهو المكان الذي أودعت فيه، حيث جاءت ملكة بولونيا لرؤيتها، كما جاء أيضا دوق أورليان Duc d’Orleans أثر نقلها إلى مقر الكاثوليكيات الجديدات. وأخيرا رغبت لوبلان في أن تصبح راهبة في دير بمنطقة شايو Chaillot ولم يمنعها من ذلك إلا حالتها الصحية التي كانت متردية إلى حد كبير.

وفي الهند تتواتر قصص الأطفال المتوحشين ففي عام 1843 تمّ العثور على طفل بري في منطقة هوزنبور Husanpur في يد الرجا Rajah سنة 1843. وتم العثور أيضا على طفلين متوحشين في منطقة سلطانبور Sultampur عام 1848، حيث توفي ” المتوحش” الأول سنة 1856، أما الثاني فقد فرّ إلى الغاب ولم يعثر له على أثر. وقد أظهرت غالبية هؤلاء المتوحشين الذين كانوا يمشون على أربع، حتى عند إرجاعهم من جديد إلى المجتمع الإنساني، وكانوا لا يستطيعون تحمل أي لباس، كما أبدوا ميلا لأكل اللحم النيئ دون سواه.

وفي حين كان بعضهم يلعق الماء، كان البعض الأخر يشارك الكلاب أكلها للجثث. وبعضهم استطاع أن يتعلم حيث تعلم أحدهم أن يتناول الخبز، وتعلم آخر أن يرعى الأنعام، وتعلم متوحش آخر- كان يهوى التدخين – كيف يشعل غليونا بنفسه.

وفي أوروبا أيضا اكتشفت حالتان في منطقة أوفرديك Overdyke تتعلق أولاهما بطفل خنزير يدعى كليمانس Clemens، كان يبدي ميلا خاصاً لتناول الخضراوات حيث تم أبعاده لمدة طويلة عن حقول الخس المثيرة. أما الحالة الثانية فتخص طفلا ذئبا، كان شديد البراعة في تسلق الأشجار وتقليد زقزقات العصافير واقتناص بيضها وفراخها من أعشاشها إبقاء على حياته، وقد اعتاد ذلك إلى درجة أن أي أحد لم يفلح في حمله على أن يقلع عنها.

وترجعنا حالة هذا الطفل الذئب إلى قصة الطفل الهندي الذئب أيضا الذي أظهر لمكتشفيه، عندما أمسكوه سنة 1872 قرب منطقة مينبوري Munepuri، أنه قادر على شحذ أسنانه بواسطة العظام، وهو استعداد يبدو أنه مكتسب لديه، كما كان يرفض أن يلامس جسمه أي لباس يستر عورته.

وفي نفس الفترة عثر في الهند على أربعة حالات لأشخاص ذئاب آخرين: أولاها حالة فتاة منطقة جالبايثوري Jalpaisuri التي اكتشفها أحد المبشرين عام 1892، وثانيها حالة طفل باتزينبور Batzinpur الذي عثر عليه السميندر شينغ Seminder Shing سنة 1893 بالقرب من داليسنقاري Dalsingari وكان شديد الميل إلى أكل الضفادع. وتتمثل الحالة الثالثة في طفل جديد اكتشف سنة 1895 بمنطقة سلطان بور Sultanpur وقيل عنه أنه أصبح شرطيا فيما بعد. أم الحالة الأخيرة فتتمثل في طفل منطقة شاجاهمبور Shajahampur المكتشف سنة 1898 والذي بقي في ظلماته رغم احتكاكه بالبشر طيلة أربعة عشر سنة. وقد تم الإعلام عن هذه الحالات بعد ظهور طفلة جوستيدال Justedal وقبل ذيوع خبر الطفل القرد Babouin بأفريقيا الجنوبية، الذي يزعم أن فرق الشرطة الخيالة هي التي عثرت عليه.

وفي عام 1920 أيضا تم اكتشاف أول طفل فهد في الهند. كما اكتشف سنة 1927 الطفل الذئب لمنطقة مايوانا Maiwana، ثم الطفل الذئب لمنطقة جانسي Jhansi، وأخيرا اكتشف طفل فهد آخر في منطقة كاشار Cachar. أما طفل منطقة جانسي فقد أنقذه ضابط بريطاني من منطقة قواليور Gwalior كما تطوع طبيب ضابط بالجيش، الدكتور أنطيا Antia لتربيته حيث تمكن على الأقل من جعله قادرا على أن يقف على رجليه. وأما طفل كاشاري كما يروي ذلك زينك Zingg – الذي تعرف هو الأخر على القصة نقلا عن سكان كاشاري فقد اختطفته فهدة على مرأى من أمه، وهي في الحقل تحصد الأرز، وكانت هذه الفهدة قد قتل صغارها قبل أيام فلم تتوقف منذ ذلك الحين عن الطواف حول قرية ديهونجي Dihungi. وقد عثر على هذا الطفل بعد مضي ثلاث سنوات وهو شبه أعمى، تصلب جلده في مستوى الركبتين واليدين، كما كان شديد اللهفة إلى تناول اللحم النيئ واقتناص الدواجن وكان يعض ويزمجر كلما تمّ الاقتراب منه. وأثر التعرف عليه استرجعته أسرته حيث تمكن، فيما بعد من الوقوف على رجليه. وقد اكتشف هوتن Houton طفل ذئب جديد عام 1939. وظهر طفل غزال بصحراء سوريا 1946.

آمالا وكامالا: أطفال الذئاب

في أكتوبر 1920، وبينما كان سينج في رحلة تبشيريه أخبره أحد الفلاحين في قرية قوداموري بوجود أناس مدهشون داخل الغابة. ومن أجل معاينة هذا الأمر قدم سينج إلى المكان المزعوم متخفيا عند الغروب ومن مرصده استطاع أن يلمح ثلاثة ذئاب وجروين وكائنتين إنسانيين ” غريبي الخلقة “، يمشيان على أربع، وهما يندفعان من حجر إلى آخر مع الذئاب. وقد تبين أن هذين الكائنين كانتا طفلتين متوحشتين، وكانت إحداهما اصغر من الثانية بدرجة كبيرة.وكانتا عند خروجهما من المغارة يتصرفن كالذئاب تماما. حيث تقومان بإخراج راسيهما بحذر شديد أولا ثم تنطلقان وثبا إلى الخارج بسرعة مذهلة. ولما حاول أحد مرافقي سينج إطلاق النار عليهما منعه سينج حيث لاحظ سينج أن مرافقيه قد اصيبوا بحالة ذعر شديد وهذا ما دفعه إلى تشكيل فريق جديد من المتطوعين أكثر جرأة وثباتا. وعندما عاد سينج إلى المكان من جديد بنتاريخ 17 أكتوبر بصحبة فريقه الجديد شاهد اثنين من الذئاب الذكور المسنة تفرّ بعيدا عن المكان، أما الذئبة فقد بقيت تدافع عن مدخل الجحر عن جرويها وعن الطفلتين البشريتين آمالا وكامالا حتى قتلت تحت وابل من السهام. وبعد موت الذئبة شاهد سينج داخل الجحر ذئبان وطفلان وقد التصق كل منهما بالآخر، وعندما أحسوا بوجود سينج وجماعته تقوس الذئبان في موقف دفاعي، في حين كانتا الطفلتان أكثر تهديدا وأكثر عدوانية وبعد القبض عليهما عهد بهما إلى أحد القرويين للعناية بهما. وعلى أثر ذهاب سينج، أصيب هؤلاء القرويون بالخوف والهلع ففروا من القرية. ولما عاد سينج وجد الفتاتين في حبسهما مهملتين مهددتين بالموت جوعا وعطشاً. وبعد إكراههما على شرب الحليب ومعالجتهما لبضع أيام حُملتا على عربة يجرها ثور إلى مأوى الأيتام بميدنابور الذي يديره سينج.

لقد أطلق على الطفلة الصغرى ” آمالا ” وكان عمرها سنة ونصف، وأطلق على الطفلة الكبرى ” كامالا ” وعمرها ثمانية سنوات ونصف، وهي طفلة عريضة المنكبين، طويلة اليدين، مستقيمة الظهر. وقد تصلبت عندهما بشرة الكفين والمرفقين والركبتين وأسفل القدمين، وكان لساناهما يتدليان بين شفتين قرمزيتين غليظتين ومهدبتين، وكانتا تلهثان كالذئاب تماما وتفتحان فكيهما بطريقة تثير الخوف أحيانا. كانت الطفلتان تبديان مخاوف مرضية من الضوء وتعجزان عن الرؤيا في النهار، بينما كانتا تحسنان المشاهدة في الليل، وكانتا تقضيان يومهما في الظل تستلقيان ساكنتين إزاء حائط، وفي الليل كنت تعويان بحزن وبصورة متكررة، وكانت دائما تعبران عن رغبتها بالفرار. كانت فترة نوم الطفلتين قصيرة لا تتجاوز أربع ساعات لكل أربع وعشرين ساعة، وفي التنقل من مكان لآخر كانتا تعتمدان المرفقين والرضفتين عند قطع المسافات القصيرة ببطء وباستعمال اليدين والقدمين عند التحول إلى أماكن ابعد وعند العدو سريعا .

كانتا تلعقان وتتناولان الغذاء منحنيتين بوجهيهما إلى الأمام كالذئاب تماما، وكان ميلهما إلى أكل اللحوم لا يقاوم حيث كانت تطاردان الدجاج وتنبشان عن الجيف أو الأحشاء. وكانت توليان كثيرا من الاهتمام إلى صغار الكلاب والقطط. غير مباليتين بالأطفال، عدوانيتين إزاء السيدة سينج مقوستي الظهر في حالة استنفار عندما يقع الاقتراب منهما، معبرتين عن عدائهما وحذرهما بحركة رأسية سريعة نحو الأمام والى الوراء. وقد ماتت أمالا يوم 21 سبتمبر 1921 نتيجة إصابتها بالتهاب في الكلى وما سيدعو إلى الاستغراب أيضا أن كامالا ستموت أيضا هي الأخرى بالداء نفسه بعد ثمانية سنوات أي في عام 1929.

وقد وصف السيد سينج والطبيب صار باد يكاري أحوال التطور النفسي لكاملا على مدى السنوات الثمانية التي قضتها بملجأ الأيتام في ميدنابور. وبعد أقامة كامالا في الملجأ مدة عشرة اشهر تعلمت أن تمد يدها طلبا للغذاء، و بعد مضي ست عشر شهر استقامت على ركبتيها واستطاعت أن تمشي بعض الخطوات على نحو إنساني , ومن ثم استطاعت أن تقف على قدميها لأول مرة معتمدة على ذاتها دونما حاجة إلى سند، كما أنها أصبحت بعد خمسة سنوات قادرة على المشي – رغم أن أسلوبها في الجري بقى ذئبيا –ومن سنة إلى أخرى أصبح سلوكا كامالا اكثر مرونة وتنوعا وانسجاما.

ومع الزمن بدأت السلوكيات الذئبية تختفي تدريجيا لصالح سلوكيات اجتماعية وثقافية محددة مثل استخدام الكأس في الشرب، واصطياد الغربان التي كانت تلتهم الحبوب المخصصة للدواجن، وعادات الاغتسال والاستحمام كما كانت تجمع البيض من المدجنة، وتقوم بالعديد من الخدمات البسيطة .

وبدأت طباع كامالا تشهد تحولات نوعية مع تواتر الزمن. لقد تأثرت كثيرا بموت آمالا لقد بكت لأول مرة وامتنعت طيلة يومين عن تناول أي شراب أو غذاء، كما مكثت ستة أيام هامدة في ركن ثم ظلت فيما بعد تبحث بشكل واضح ولمدة عشرة أيام عن رفيقتها تتلمس أدنى رائحة قد تكون خلفتها.

وفي العام الثالث من إقامتها في الملجأ أصبحت تتقبل قطع البسكويت التي تقدمها لها السيدة سينج، وتقترب منها عندما تقوم هذه بتوزيع الحليب، وكانت زوجة سينج تستخدم التسميد لتليين بشرة كامالا المتحجرة ومن أجل ترويض مفاصلها وذلك على غرار ما كان يفعله ايتار بصورة عفوية. وفي أحد الأيام أمسكت ” كامالا ” بيد مربيتها ملتمسة منها أن تقوم بتدليكها. وفي نفس الشهر اقتربت من جديين وجلست حذوها ثم ضمتها إليها وكلمتها كلاما غامضا. وبعد ثلاث سنوات أصبحت تخاف الظلمة وتحاول الاقتراب من الآخرين ليلا. كما أنها بدأت تقلق وتخاف عندما تبتعد عنها السيدة “سينج” فتظهر في وضعية تدعو إلى الشفقة، وكانت تقفز فرحا عند عودتها وتسرع للقائها. وفي السنة الخامسة من إقامتها في الملجأ أصبح حسها الذوقي اكثر رهافة، وكذا الشأن بالنسبة لحياتها الانفعالية والوجدانية بوجه عام. وفي السنة السابعة بدأت تأنف أكل الجيف أو الاقتراب منها، وبدأت تتحاشى الكلاب وتبكي عندما يذهب بقية الأطفال إلى السوق دونما اصطحابها ويضيق صبرها أثناء الانتظار الطويل لأخذ دورها في المعلب على الأرجوحة، كما بدأت تتأثر لعبارات الثناء وتظهر أنفة وحياء برفضها الخروج من المبيت قبل ارتداء فستانها.

لقد تنامت قدرات كامالا العقلية ببطء وتحررت هذه القدرات من غموضها. وفي البداية استطاعت كامالا أن تنطق كلمتين الأولى هي ” ما ” بمعنى ” أمي ” مشيرة بذلك إلى السيدة ” سينج والثانية هي كلمة “وبهو ” للتعبير عن الجوع والعطش. وبعد عامين تعلمت أن تقول نعم ولا وتعلمت أن تهزّ رأسها وهي تقول نعم. وفي السنة الثالثة تعلمت أن تطلق على الأرز كلمة ” بها ” وتطلبه بالاسم نفسه. كما أصبحت ولأول مرة تقوم بفعل إداري قائلة ” أريد”. وقد تمكنت ” كامالا في نهاية السنة الثالثة من إقامتها أن تتعرف على أدواتها الشخصية صحنها وكأسها من القيام بشبه محادثة، وقد وصلت مفرداتها إلى ثلاثين كلمة، وبدأت تفهم جيدا التعليمات الشفهية وتلجأ إلى الإشارات عندما تعوزها الكلمات. وفي أواخر حياتها أي في نوفمبر 1929 استطاعت بالاعتماد على زادها اللغوي الذي بلغ خمسين مفردة أن تخاطب الأطباء الذين كانوا يعالجونها حيث كانت تعرف أسماءهم جيدا. وخلال هذه التجربة يمكن القول أنه لا يوجد شيء يدل على أنها كانت غبية بالوراثة. إن سوء حالتها الصحية والعقلية لم يكن إلا نتيجة لغياب الرعاية العائلية المفترضة تماما في المرحلة الأولى من حياتها. كما أن ” سيفادون ” كان يذكر عند تعرضه لـ ” قصة كامالا ” بأنه يمكن الفصل بين المسائل العضوية والمسائل النفسية ” مستنتجا من ذلك أن ” الإنسان يتميز عن الحيوان بأنه يولد قبل الأوان. فشخصيته تتكون بعد الولادة داخل سلسلة من الأرحام الثقافية التي لا تقل أهمية بالنسبة لنموه عن رحم الأم، فالعلاقات والانفعالات التي تتكون بينه وبين أمه خلال السنتين الأوليين هي التي تمنحه مختلف خصائصه وسماته النفسية كما أن تعلم اللغة في الوقت المناسب هو الذي يحدد كامل حياته العقلية. تأسيسا على ذلك يمكن القول: إن طفلا ما عاديا عند الولادة يمكن أن يصبح غبيا بالفعل إذا ما كانت ظروف تربيته غير ملائمة. أن هذا المفهوم جوهري ذلك أن الشخصية لا تتطور إلا بقدر ما يقدمه المحيط كقيمة تربوية، من إسهامات ثقافية مواتية وفي الوقت المناسب.

فيكتور طفل الإيفرون البري:

تعد ربما قصة فيكتور، طفل الإيفيرون البري، من أكثر قصص الأطفال المتوحشين أهمية وإثارة في دنيا التوحش. عثر على هذا الطفل في منطقة تارن Tarnفي غابات ” لاكون ” Lacaune عام في عام 1797 وكان عمره آنذاك تسعة سنوات تقريبا وبعد أن قبض عليه للمرة الأولى تمكّن من الفرار وعاد إلى الغابة ليبقى فيها حرا مدة خمسة عشر شهرا. وفي منتصف شهر يوليو/تموز من 1798 أمسك به صيادون مرة ثانية بعد أن شاهدوه فوق شجرة، ثم أودعوه عند أرملة بأقرب قرية إليهم حيث تطوعت هذه المرأة لحراسته والعناية به. ثم تمكن من الفرار ثانية بعد حبسه مدة أسبوع، حيث قضى اشهر الشتاء الطويلة وهذا ما يشهد به تقرير مفوض الحكومة دي فيرو في يوم 9 يناير/ كانون الثاني من عام 1800. ثم ألقي القبض عليه من جديد داخل حديقة شخص يدعى فيدال Vidal وبعد ذلك أودع بملجأ سانت افريك ثم أصبح موضوعا لأول دراسة يقوم بها عالم الطبيعيات بوناتير Bonnaterre حيث كان طول فيكتور متر وستة وثلاثون سنتيمترا، وكان يعاني من نتوء في ركبته اليمنى، ينجذب إلى اللهب والنار، ولم يستطع أن يتعرف على صورته في المرآة حيث كان يبحث خلفها عن الشخص الذي يفترض أنه يقف وراءها، وكان ينام بشكل منتظم مع شروق الشمس وغروبها، ولم تنقطع محاولاته لاستعادة حريته

تلقفت الصحافة الفرنسية هذا الحدث، وحظي باهتمام الحكومة وأمر بنقل الطفل إلى باريس لدراسة حالته، وقدم بينال اشهر الأطباء النفسانيين في ذلك الوقت تقريرا يذهب فيه إلى أن هذا المتوحش لم يفقد قدراته العقلية بسبب عيشه في الغابة وهذا يعني أن تخلفه العقلي هو تخلف وراثي بالدرجة الأولى .

وأثار الطفل اهتمام الطبيب الفرنسي إيتار Itard مدير مركز الصم والبكم بسان جاك الذي كان مولعا بقراءة كتابات جون لوك وكوندياك. وعلى خلاف ما يراه بينال اعتقد إيتار بأن التخلف العقلي الذي يعاني منه فيكتور، يعود إلى طبيعة الحياة التي عاشها في الغابة وهو ليس فطريا بأي حال من الأحوال. وهذا يعني أن منشأ التخلف العقلي والذهني الملاحظ عند فيكتور هو تخلف ثقافي تربوي وليس من طبيعة بيولوجية. وقد عهد إلى الطبيب إيتار بدراسة الطفل وتقديم تقاريره العلمية حول وضعيته.

أبدى فيكتور مظاهر عصبية جدا عندما وصل إلى سان جاك في باريس، وكان يغطي عينية بيديه الاثنتين وكان يسعى دائما إلى الهرب. وكان يعاني من حالة هيجان حركي. وكان الثلج يثيره فيتمرغ فيه ويشعر بعد ذلك بالراحة. وكان يشعر بالراحة عندما يتأمل سطح الماء الهادئ في الحوض، وكان أيضا يشعر بالسعادة لرؤية القمر الساطع ليلا فبتأمله بإعجاب وهدوء. ولم يبد فيكتور اهتماما بألعاب الأطفال حيث كان يلقي بالألعاب التي تعطى له في النار. ومن السمات التي عرف بها أنه انعدام حساسيته الجلدية حيث كان يأخذ الجمر بيده في أغلب الأحيان رغم نعومه بشرته. ومع أن فيكتور لم يُعر صوت طلقات المسدس التي تدوي وراءه أي اهتمام كان يلتفت باهتمام لصوت جوزة تكسر. كان فيكتور يشمئز من النوم في الفراش وكان يشعر بالسرور عندما يهطل المطر البارد على جسمه .

كان فيكتور نباتيا يتغذى بثمار البلوط والعساقل وكان ينفر بشدة من الحلويات والتوابل والكحول والخمر ومن مختلف علامات الحضارة وكان حبه للطبيعة بما فيها لا يوصف فهو يندفع نحو الماء النقي والزوابع والعواصف التي تبشر بقدوم المطر.

كان فيكتور مشتت الانتباه متوترا دائما لا يستطيع التركيز ولا يستقر على حال. وكان في المستوى البصري لا يميز بين الشيء الحقيقي وصورته، وكان لا يعطي اهتماما للأصوات التي يصدرها الناس من موسيقا وانفجارات في حين أنه كان ينتبه إلى صوت تقشير حبات الجوز والقسطل. وفي مستوى الشم كان يستمتع بتنشق كل ما يحيط به من أغصان وأوراق وأحجار وأتربة. وفي مستوى المهارات لم يكن فيكتور قادرا على فتح الأبواب، وكان يفتقر كليا إلى اللغة وحنجرته لا تصدر إلا صوتا بنبرة واحدة لا تقاسيم فيها.

وقد أخذ إيتار على عاتقه أن يدرب الطفل ويعلمه ويرتقي به. وفي إطار مذكرتين أعدهما إيتار(أحدهما بتاريخ 1801 والأخرى بتاريخ 1806) يصف إيتار التطورات التي شهدتها حالة فيكتور. لقد بدا فيكتور يفقد مظاهر التوحش مع بداية السنة الأولى من تعلمه كما يذكر في التقرير الأول. وخلال السنوات الستة اللاحقة استطاع فيكتور أن يلبس ثيابه بنفسه وأن يتجنب توسيخ أمتعته ومكان نومه، كما أصبح قادرا على أن يعد المائدة ويمد صحنه طلبا للطعام ويذهب لجلب الماء من أجل الشرب إذا ما كنت الجرة فارغة. وكان يصرف الزوار المزعجين دالا إياهم على طريق الخروج، ويطلب من الفضوليين الطيبين أن يحملوه على عربة يدوية صغيرة، ويحمل مشطا إلى الطبيب عندما يشوش هذا الأخير شعره عمدا ويهيئ كل صباح لوازم الزينة لمربيته. فأصبح يميز بين الحار والبارد تحت تأثير الحمامات الساخنة، كما بدأ يشعر بالراحة. ثم كان يتلذذ بتناول البطاطا المسلوقة جيداً.

وبدأ فيكتور يبدي مظاهر الفرح عند انسياب الماء على يديه، أو عندما يطفو صحن في حوض، وعندما يتراقص ضوء على السقف أو الجدران، وتظهر عليه الرغبة في الفرار من جديد كلما شاهد مناظر ريفية بالقرب منه وذلك رغم الصداقة التي يكنها لمربيته ولإيتارد كان يبدي امتعاضا من الدروس الطويلة التي يلقنه إياها إيتار. وكانت الاهتمامات العقلية لديه محدودة. وشهدت حالته نموا في مستوى الانتباه فأصبحت عيناه تتابع حركات الأشياء وما يحدث في دائرة محيطه، وأصبح يهتم للكلمات والأصوات التي يصدرها البشر، وكانت الأحرف الصوتية هي التي تثير اهتمامه ولا سيما الحرف “و” (o) الذي كان يحمله على الالتفات. وقد تمكن شيئاً فشيئا من نطق جميع الأحرف الصوتية أو أحرف العلة، باستثناء الحرف”U”، كما تمكن من لفظ ثلاثة أحرف صامته ومنها الحرف “ل” وهو الحرف الأول في كلمته الأولى “الحليب” أي Lait في الفرنسية وهي الكلمة التي نطقها فيكتور عند مشاهدته للطعام. واستمر إيتار في تعليم تلميذة اللغة عن طريق الألعاب والأشكال الهندسية.

وفي التقرير الثاني الذي أعده إيتار عام 1806 يؤكد حدوث تطورات جديدة. فعلى الرغم من مرور ستة سنوات بقي نشاط فيكتور الذهني واللغوي محدودا. ويسجل إيتارد أن فيكتور من صنع حامل أقلام وسيكون ذلك بمثابة اختراع قياسا إلى مستواه العقلي. ومع ذلك كان يقضي أغلب أوقاته في أداء أعمال مملة وروتينية مثل قطع الخشب باستعمال منشار حيث كان يشعر بسرور كبير عند انشطار قطعة الخشب وسقوط جزء منها على الأرض. وكان يجد لذة كبيرة عندما كان يقوم بخدمة الآخرين ولا سيما تهيئة مائدة الطعام.

في يوم وفاة زوج مربيته وأثناء إعداد المائدة وضع فيكتور كما اعتاد صحن المتوفى على الطاولة في المكان المحدد له فأجهشت مربيته بالبكاء، وعندها شعر فيكتور بالخطأ فرفع الصحن وهو يشعر بالحزن، ولم يكرر فيكتور وضع الصحن في المرات اللاحقة.

يصف إيتار بطريقة مؤثرة التجربة الطويلة لعملية تربية فيكتور ودمجه في الحياة الاجتماعية وينبه إلى أهم التغيرات التي طرأت على جوانب الحياة الوجدانية عند فيكتور. وفي دائرة هذا الوصف يلحد إيتار أن فيكتور وبعد ثلاثة سنين من إقامته في المركز كان يميل إلى الهروب ويسعى للإقامة في الغابة بين الأشجار.

كان إيتار يجد صعوبة في منعه عن العدو وانطلاق كلما أراد أن يصطحبه إلى تناول العشاء. وكان أشد ما يؤلمه حرمانه من الفسحة التي يتمتع بها. كان فيكتور يحاول الهرب وقد نجح في ذلك ولكنه كان يشعر بالندم ويعود إلى مربيه وكان يشعر عند رؤية مربيته بالخجل الممزوج بالفرح. لقد كان مهتما بإرضاء من هم حوله. كما كان حريصا أيضا على أن يفهم ويعرف. وشهدت حالته الوجدانية تطورا ملحوظا حيث كان يضحك عندما يهنئه إيتار ويشعر بالحزن عندما يلومه ويعنفه. وكان يتأثر بالعقاب المعنوي والرمزي أكثر من تأثره بالعقاب المادي، وكان يظهر أسفه وإذعانه عندما يكون عقاب مشروعا بنظره. وعلى خلاف ذلك يبدي تمردا عندما يشعر بالظلم.

وتدريجيا بدأت وظائف فيكتور العقلية تشهد تطورا ملحوظا تحت تأثير المنهجية التربوية التي اعتمدها إيتار في تربيته. وتجب الإشارة هنا أن إيتار كان لا يتردد أحيانا في اللجوء إلى الشدة والعنف في تربية فيكتور. ففي إحدى المرات لاحظ إيتار أن فيكتور يصاب بهلع شديد عند انحنائه من فوق مرتفع فأخذه بين يديه وجعله يتدلى في الفضاء عبر نافذة في الطابق الرابع، وعندها شعر فيكتور بالخوف الشديد فاصفر وجهه وبكى للمرة الأولى في حياته.

كان إيتار في عمله التربوي متأثرا بكوندياك وكان يولي تربية الحواس أهمية كبيرة. ولذلك فإنه استطاع أن يساعد في تنمية أحاسيس تلميذه الذي تعلم التمييز بأطراف أصابعه بين البارد والساخن وبين أشياء مختلفة مثل البلوط والجوز والحجارة، كما تعلم أيضا التمييز بين رنين الجرس والقرع على الطبول، كما تعلم التمييز بين الصوت الذي يحدث عند النقر على الخشب أو الحديد وأخيراً بين الحروف المنطوقة. لقد أصبح فيكتور لاحقا قادرا على قراءة بعض الكلمات المكتوبة واستعمالها في أداء بعض الأعمال.

ومن الطرافة بمكان أن فيكتور كان يعاني من إشكالية شمول المفاهيم. فكلمة ” الكتاب ” لم تكن تعنى له في البداية سوى كتاب سيده المفضل، بمعنى أنها كانت تدل على شيء واحد ملموس. ولكن هذا التعميم أخذ مداه لاحقا فأصبحت كلمة كتاب – وعلى غرار ما يحدث للأطفال الصغار جداً – تشير إلى أشياء كثيرة متجانسة فكان يسمى الصحيفة والكراس والسجل كتابا، وعلى الرغم من هذه الصعوبات استطاع عبر جهود كبيرة وتمارين مستمرة أن يحقق نوعا من التوازن بين الكلمات ومدلولاتها واستطاع في النهاية استعمال ملائم للكلمات وفقا لمعطيات تشابهها واختلافها.

ومع أهمية الجهود الكبرى التي بذلها إيتار بقي فيكتور أبكما إلى حد كبير ومع ذلك استمر إيتار بتعليمه الكتابة تدريجيا حيث كان يطالبه بمتابعة الأشكال المتعرجة للكلمات باستعمال قلم عصا. وبعد التدريب استطاع فيكتور أن يتجاوز حالة التخلف الذهني فأصبح يدرك معنى الكلمات ويعيد كتابتها ذهنيا دون أن يستعين في ذلك بمثل معين أو بعملية النقل. وبدأ في نهاية المطاف يستعمل الكتابة للتعبير عن رغباته وأمانيه ومشكلاته.

وعندما بلغ فيكتور الثامنة عشرة من عمره في 1806 أودعه إيتار في رعاية سيدة فرنسية في باريس حيث ترتب على فيكتور أن يعيش في داخل بناية فرعيه تابعة لمركز الصم والبكم وعاش فيكتور حتى في العقد الرابع من عمرة أي سنة 1828

لقد أثارت قصة فيكتور جدلا علميا واسع النطاق بين المفكرين والعلماء والباحثين حول الطبيعة الإنسانية. لقد برهن إيتارد في تربيته لفيكتور سقوط الأفكار والنظريات التي تقول بأن الإنسان هو جوهر مغلق مطلق قائم بذاته. وكانت هذه الفكرة سائدة في القرن التاسع عشر ومفادها: أن الإنسان يولد وهو مجهز طبيعيا لمجابهة الحياة والتكيف مع متطلباتها.

وقد أثارت قصة حققه إيتارد أيضا ردود فعل هائلة في المستوى العلمي فكان اسكيرول Esquirol وهو معاصر لايتار يحمل أفكارا زائفة عن الطبيعة الإنسانية حيث كان يرى أن طفل الأيفيرون لا يعدو أن يكون سوى طفل غبي متشرد مهجور من أبوين غير عاديين. وتتابعت السخافات العلمية التي تبناها كل من ديلازيوف Delasiaveوبورنفيل Bourneville حيث كتب الأول يقول ” إن متوحش إيتار ” كان ما يجب أن يكونه بحسب طبيعته ” وقد حظي هذا الرأي بتأييد واسع من قبل بورنفيل. ومع ذلك ولاحقا حظيت تجربة إيتار باهتمامهما واعترفا عند فحص مشروع إيتار التربوي المخصص لفيكتور بأنه كان يمكنه أن يعطي نتائج أفضل لو توفرت له شروط تربوية أخرى مثل المنافسة بين الأطفال والحياة الجمعية. وفي هذا الخصوص يعترف بورونفيل بأن أحد الأسباب التي جعلت نتائج إتيار محدودة تربويا تتمثل في وضعية تلميذه الذي كان متقدماً في السن. ويشير بورنفيل وهو محق في ذلك إلى أن العادات القديمة المتعلقة بحرية البراري تعد من العوائق التي تحول دون النتائج المرحة للعملية التربوية. وهذا يعني أنه في حالة فيكتور كان الأمر يتجاوز حدود معالجة التخلف الذهني إلى إلغاء تأثير العادات المكتسبة أثناء حياة التوحش.

كانت الانتقادات التي وجهت إلى إيتار تضايقه وتحاصره ولكنها لم تستطع أن تثنيه عن جهوده وعن قناعاته الفكرية. وبدوره كان ايتار يتحدث باحتقار عن هؤلاء الذين أهملوا الاهتمام بالطفل عام 1806 وهم الذين أصدروا أحكاما نهائية حول إمكانية تربية فيكتور. ومن مآثر إيتار في تجربته هذه أنه كان يرفض أن يسجن نفسه في دائرة التصورات اليديولووجية المغلقة. وكان في كل مناسبة يذكر بأهمية النتائج التي حققها ولا سيما النمو الحسي الذي تحقق لفيكتور أثناء تربيته وكان أيضا يذكّر بما حققه فيكتور في مستوى نمائه المعرفي وممارسته السليمة للوظائف العقلية الكبرى حيث استطاع أن يصل إلى درجة الوعي بحقيقة الرمز والدلالة والإشارة، ويبين لنا في المستوى الأخلاقي كيف تشكلت إرادته الطيبة ونمت بصيرته الأخلاقية بما تتضمن عليه من مشاعر الخجل والندم والعرفان .

لقد سجلت تجربة وأعمال إيتارد في تربية فيكتور نفسها كواحدة من أعظم التجارب وأكثرها أهمية في تاريخ الفكر التربوي القديم والمعاصر. وقد قدر لهذه التجربة أن تحدث تحولات عميقة في بينة التصورات والمفاهيم العلمية حول التربية والطبيعة الإنسانية.

أطفال شوهتم العزلة:

تشهد الحياة الاجتماعية وجود حالات لأطفال فرض عليهم العيش في عزلة تامة عن محيطهم الاجتماعي عن طريفق السجن والحبس والإهمال. ويمكننا أن نشير هنا إلى حالة الطفل ايفز شينو Yves Cheneau الذي عثر عليه في عام 1963 بمدينة سان – بريفان Saint-Brevin بمنطقة اللوار- الأطلسية Loire-Atlantique، مهجورا في مخبأ سجنته فيه أم شريرة طيلة ثمانية عشر شهرا. وقد روى منقذه أنه بعد خروجه من الملجأ بقي مدة طويلة حتى يتعود على مشاهدة النور من جديد وكانت حالته مأساوية إلى حد أنه لم يستطع التمييز بين الأشياء التي تحيط به. وقد وصف الصحفي الفرنسي المعروف ديديي لورو Didier Leroux حالة هذا الطفل – الذي شاهده بمستشفى نانت- قائلا: “لقد كانت عيناه الكبيرتان تنظران ببلاهة ودهشة وبلادة إلى الكائنات والأشياء فهو لا يتكلم ولم وقد فقد القدرة على الكلام إلى الأبد .

حالة آنا:

وتعد حالة الطفلة آنا Anna من الحالات التراجيدية لوضعية العزلة. فآنا هي بنت غير شرعية ولدت في 6 مارس/ آذار 1932، وتمّ العثور عليها فبراير /شباط 1938، حبيسة في الطابق الثاني للمنزل الذي تعيش فيه، وكان عمرها حين العثور عليها خمسة سنوات وتسعة أشهر. حظي آنا في بداية عهدها لرعاية حاضنة بدار للتربية الجماعية حيث اعتبرها آنذاك جميع المهتمين بها، طفلة جميلة وعادية. وعندما عجزت الأم عن تسديد نفقات إقامتها أخرجتها قبل تبلغ نهاية السنة الأولى من عمرها، وحبستها في غرفة دون عناية طبية محرومة من التغذية الكافية ونور الشمس. واستمرت حالة الحبس هذه أربع سنوات حيث بقيت الطفلة ممدة بلا حراك فوق سرير حقير. وبالنتيجة فإن هذه الوضعية التراجيدية وعلى مدى سنوات أربع أوجدت في آنا الأعراض نفسها التي غالبا ما نجدها لدى الأطفال المتوحشين. فقد كانت عاجزة عن الانتصاب على رجليها – لشدة نحولها – كما كانت عاجزة عن إرسال أي صوت وغير مبالية باللعب التي تقدم إليها، تعتريها حالة من الذهول المرضي، وتظهر عندها اضطرابات حسية عديدة – مما أدى إلى الاعتقاد بأنها صماء وعمياء وبكماء  كما كانت لا تضحك ولا تبكي أبدا. ومنذ الفترات الأولى من استئناف تربيتها بعد العثور عليها من جديد لوحظ أنها كانت تبدى تفضيلا لبعض الأغذية والألوان، كما أنها بدأت تشارك مربيتها في اللعب وجها لوجه. ولم يظهر الفحص الفيزيولوجي لـ Anna أي قصور عند آنا. وسرعان ما بدأت تضحك ضحكا مدويا ثم انتصبت على قدميها مع المساندة. وفي نهاية سنة من هذه التربية الجديدة أصبحت قادرة على النزول على الدرج- عن طريق الجلوس على كل درجة بصورة متوالية – واستعمال يديها عند تناول الطعام والشرب بواسطة كأس، وتناول الطعام بواسطة ملعقة، كما أصبحت قادرة على أن تخطو بضع خطوات. وبعد مضي ستة عشر شهرا تعودت على العناية بنظافتها، وتجاوبت مع التوجيهات الشفوية لمربيتها. ومع أنه يصعب أبدا تعويض ما ضاع من الزمن في تربيتها غير أنها أثبتت حضور ذكاء وقدرة على الاستمرار في الحياة .

ومن الحالات المشابهة لحالة ِآنا يمكن الإشارة إلى حالة إديث ريلي Edith Riley التي سجنت طيلة عدة سنوات في أحد المستودعات، وكان تأثير العزلة التي تعرضت لها أقل حدة من حالة آنا، وبالمقارنة مع آنا يتضح أنها أقل ذكاء وهي في الثانية عشرة من عمرها. وبعد مضي أربعة وعشرين شهرا على تربيتها من جديد ارتقت إلى درجة الذكاء المتوسط.

ففي حالة آنا كما في حالة إديث لم يكن التخلف الذهني الأولي الفطري، مدعاة للرفض والسجن كما يذهب شتراوس. فحالات القصور النفسي والتخلف العقلي لدى الأطفال ” المتوحشين” ليست إلا نتيجة لعيشهم خارج المجتمع ولا شيء أكثر من ذلك. وعلى هذا الأساس يدحض الرأي القائل بأن التخلف العقلي الفطري للأطفال سبب في أصل إهمالهم. وينهض الرأي المخالف والمعاكس لهذا الرأي وهو أن الأبعاد والإهمال يوجد في أصل التخلف العقلي. وهذا ما يراه أرنولد جيزيل حيث يؤكد بأن القدرة على البقاء في ظروف خطيرة هي حجة على أن الحالة سوية. فحسب رأيه يجب أن نقبل أن غبيا أو أحمقا لا يلبث أن يموت في ظروف أيام قليلة إذا ما وجد بعيدا عن محيط إنسانيأن بصيرة الأطفال المتوحشين – وهي نوع من القدرة العقلية الخاصة والاستعداد الذهني – ساعدتهم على الاستفادة من تجاربهم السابقة كما ساعدتهم في المحافظة على وجود هم وحياتهم. إذ لم بكن من الممكن لفيكتور أن يستمر في الوجود من غير جهاز عصبي مخي سليم يمكن فيكتور من التنقل في الغابة طيلة سنوات عديدة دون مساعدة. وهنا يبين جيزيل Gesell أن كمالا فقد أبدت – مثل فيكتور – رغبة في التعلم وبذلت مجهودا من أجل الوصول إلى وضعية الراشد.

وهنا يمكن التمييز مبدئيا بين التأخر العقلي الناجم عن العضوية الداخلية وبين التأخر العقلي الذي تقرره عوامل تربوية، وهذا الأخير لا يقل عن الأول من حيث خطورته واستمرارية تأثيراته، غير أنه أكثر قابلية للعلاج النفسي. فالتعلم اللاحق لا يمكن أن يعوض المراحل الحرجة السابقة ولا يمكن اختراق الزمن التربوي، وهذا يعني أن التشريط الاجتماعي والتربوي لا يعطي ثماره ونتائجه إلى في حينه وفي الفترات الحرجة للتعلم، فهناك عمر للكلام محدد يتعلم فيه الطفل الكلام، وهناك عمر للمشي، كما أن هناك عمرا للقراءة أو تعلم الجبر أو اللاتينية وعندما يمرّ الطفل في هذه الفترات الحرجة دون أن يتعلم ما يناسبها فإنه يصعب عليه التعلم في مراحل لاحقة.

ومن المفارقة بمكان أن ما يتعلمه الإنسان في مرحلة ما قد يصبح معوّقا لعمليات تعلم من طبيعة أخرى. وهذا ما يؤكده جيزيل، حيث يرى، فيما يتعلق بالأطفال الذئاب، أنه كان يتوجب على هؤلاء الأطفال نسيان ما كانوا قد تعلموه في البراري الموحشة، ومحو آثار السلوك الذي تعلموه الذي تجذّر في أعماقهم لكي يستطيعوا متابعة التعلم وفقا لنمط جديد من الحياة والثقافة.

قاسبار

في الساعة الخامسة من يوم 26 مايو/ أيار عام 1828 شاهد أحد المواطنين في مدينة نورمبرج Nuemberg في ساحة أونشليت Unchlitt، وهو جالس أما منزله شابا مثيرا للدهشة وهو يترنح ويتعثر في مشيته تائها تماماً. كان هذا الشاب يرتدي ثيابا غريبة ملفتة للنظر حيث يضع على رأسه قبعة من الجلد ويرتدي سترة باهتة اللون وقميصا سميكا وسروالا رمادي اللون صنع من قماش خشن. وكان هذا الشاب يحمل في جيبه منديل صغير رسمت عليه الأحرف الأولى من اسمه ويحمل أيضا رقة تتضمن صلوات كاثوليكية، وكتيبات ومسبحة وكيسا من غبار الذهب. وكان كان يحمل في يده رسالة موجهة إلى ” رئيس فرقة الخيالة الرابعة من الفيلق السادس لمدينة نورمبيرج. وكانت الرسالة تقول بالحرف الواحد ما يلي: “إن هذا الولد يرغب في أن يكون في خدمة الملك، لقد أودعته أمه عندي فلم أتركه يخرج أبدا وقد علمته القراءة والكتابة ثم اصطحبته ليلا إلى نورمبرج. وكان الشاب يحمل ورقة أخرى كتبتها كما يبدو أمه تقول فيها: ” هذا الطفل معمد واسمه قاسبار. لقد ولد في 30 أبريل 1812 ولذا يرجى اصطحابه نورمبيرج عند بلوغه السابعة عشر من عمره، حيث كان أبوه – المتوفى فارسا – إنني بنت مسكينة مغلوبة على أمرها”.

وبعد وصول قاسبار إلى المدينة أودعه العسكريون في الإسطبل حيث نام على التبن المكدس فيه. وقد كان من الصعب إيقاظه في الساعة الثامنة مساء لاقتياده إلى مقر الشرطة. وفي مقر الشرطة كتب قاسبار اسمه بريشة: قاسبار هاوزر.

كان قاسبار وهو رجل كامل يتصرف تصرف طفل لا يزيد عمره العقلي عن ثلاثة سنوات. كان يجهل كل شيء عن استعمال يديه باستثناء مسك الأشياء باستعمال الإبهام والخنصر، وكان ينام مع غروب الشمس ويستيقظ عند الفجر، يقضي كامل اليوم جالسا على الأرض ممدد الساقين وكان أثناء ذلك يلعب مع الأطفال. وعندما يمشي كان يترنح على ساقين مرتعشتين ويسير وكـأنه تائه تماما.

وكان قاسبار يظهر تقززا حقيقياً من اللحم ويرفض تناوله، ويرفض تناول الجعة التي كانت تسبب له تصبب العرق والصداع والحمى والآلام. كان قلما يبكي يصيح، وكان يخاف من كل شيء ومن لا شيء. وكان يسر لصحبة الخيول البيضاء ويرهب الخيول السوداء. وكان يتسلى بكتابة الحروف الهجائية والعدّ حتى العشرة وملء صفحات بتوقيعه. فهو عديم اللغة تقريبا، بحيث لا يتلفظ إلا بمزيج صوتي معقد، وبجملة حفظها في لهجة محلية في اللغة الألمانية أريد أن أكون محاربا مثلما كان أبـــي.

وقد كتب عنه فويرباخ ووصفه بأنه كان أشبه بسكان أحد الكواكب وأنه وصل إلى الكرة الأرضية بطريقة بفقع معجزة. في 18 يوليو / تموز 1828 غادر قاسبار مكان حجزه عند الشرطة إلى منزل الأستاذ دومير Daumer الذي أخذ كان يعامله بعطف وحنان. كان قاسبار قصير في سمنة، ذو عينين زرقتهما فاتحة وبشرة ناعمة وبيضاء، ويدين رشيقتين. وكان يحمل في وجهه آثار بعض الجروح الحديثة وأخرى أكثر عمقا في الساعد الأيمن. كان قاسبار يشرب كميات وفيرة من الماء. وقضى أسابيع الأول يتعلم على يد دومير كيف يصعد الدرج وكيف يتناول. وبعد فترة من الزمن أصبح قاسبار قادراً على أن يرفع بيديه ما ثقله 12 كلغ. وداخل البرج الذي يقيم فيه كان قاسبار يقدم طعامه إلى خيول منحوتة من الخشب أو الجبس وكان يزينها بأكاليل يصنعها من الورق ثم يعيدها إلى نفس الصندوق في المساء بنظام وترتيب إلى درجة الهوس المفرط. وبدأ تدريجيا تحت توجيه دومير يتخلى عن اللعب ويتجه إلى الرسم، وشوهد وهو يحاول استنساخ صور منطبعة على الحجارة مئات المرات، مما جعله يتدرج نحو النقل الأمين لها. كما أحس بنشوة هائلة عند ركوب الخيل. وتدريحيا أصبحت خطواته ثابتة أكثر فأكثر وفي نفس الوقت تأكدت عواطفه، واكتشف عند دومير لذة النوم على فراش مريح، رغم أنه كان يخاف الجديد الذي يسبب له أحيانا شللا تشنجيا، كما بقي محتفظاً بأنواع غريبة من الخوف المرضي الفوبيا. مثل الخوف المرضي من بعض الألوان، من الأسود دائماً ومن الأخضر أيضا – وكذلك الأمر بالنسبة للون الأصفر باستثناء الذهبي اللماع في القطع النقدية. كما كان يتقزز من جميع الروائح عدا رائحة الخبز والانيسون والكمون. وكان يشكو من الشعور بالإهمال رغم اتصافه بالانقياد المطلق. كما كان يميل إلى ارتداء لباس البنات الذي هو أجمل في نظره. وبعد فترة زمنية أبدى موافقته على فكرة الزواج وتواجده مع رفيقة يوكل إليها دور ربة البيت دون أن يكون عنده إزاءها أي شعور بالحب فحسب. دومير لم تكن لقاسبار، في البدء، إمكانية التقدير الصحيح للمسافات، كما كان يفتقر إلى القدرة على التقويم الحقيقي للمنظور انه لم يكن يتحمل ضوء الشمس، في حين أنه كان يبصر بسهولة أثناء الليل أن جهله لحقيقة انعكاس الصورة في المرآة، يجعله، في حالة تواجده أمامها، يحاول أن يكتشف إذا ما كان هناك فعلا شخص وراءها وكان يخلط في كلامه بين الحلم والواقع .

ورغم سمعه المرهف فإن دقات الساعة ورنين جرسها لم تثر انتباهه طيلة أيام. أنه يقف قريبا من الطبل عند مشاهدته لاستعراض عسكري، يثيره الجمهور، يرى أنه على العكس من ذلك يبقي مشدوها بالموسيقي التي يستمع إليها وهو يشاهد من نافذته حركات ودوران الخيول الخشبية .

لقد كان من الضروري أن تقدم له تربية عقلية من الأساس أو بالأحرى، أن تعاد من جديد. فقد تعلم قاسبار الكلام منذ إن استقر عند دومير بدأ بالأفعال المصدرية والوحدات المعنوية لا بالكلمات كما كان يتحدث عن نفسه باستعمال ضمير الغائب، ولم يكتسب على استعمال ” الأنا ” إلا ببطء شديد، ولم يكن يدرك صيغ النداء ولا صيغ الربط ولا صيغ الأمر. أما لغته فقد كانت تتخللها كلمات متعددة المعاني بشكل غريب – فكلمة بيرق جبل على سبيل المثال، تدل عنده على كل ما هو مرتفع. يسود هذه اللغة التقطع انعدام الترابط النحوي داخلها ولانتظامها حسب قانون التجاور لا غير، وسيتبدل كل شيء خلال ثلاث سنوات، ذلك أن قاسبار اصبح يتلقي كل صباح في المدينة درسا في الحساب من الساعة الحادية عشرة إلى الساعة الثانية عشرة .

كما اصبح يفرض عليه تعلم اللغة اللاتينية في المعهد. وفي سنة 1831، قضي بضعة أسابيع عند فوير باخ الذي كان يأسف للطابع الصوري للتعليم الذي كان يتلقاه شخص في مثل هذه الوضيعة الفردية. وعلى كل فإن نشوة التعلم لم تدم طويلا، بالنسبة لهذا الشاب، ذلك لان قاسبار كان عديم الإرادة بشكل واضح، كما انه كان عديم الحيوية والمزاح.

من هو قاسبار؟ من أين أتى؟ ذلكم هو السؤال المرير الذي يطرح نفسه. فذاكرة قاسبار تكاد تكون خالية من أية ذكريات إنه إنسان تبددت فيه كل معالم الماضي. إنه يشعر وكأنه ” جاء إلى العالم فجأة واكتشف الناس على حين غرة في في نورمبرج. وقبل وصوله إلى هذه المدينة كان يشعر بأنه كان في حفرة سحيقة أو في قفص مهجور يعيش على الماء وفتات الخبز. في مخبأه هذا كان لديه حصانان من الخشب. في كل يوم يأتي مربيه ويعلمه رسم بعض الأشكال والحروف والأرقام. هذا الكائن المربي يطلق عليه قاسبار اسم الآن وهو رجل مجهول غامض لا يعرفه أحد في المدينة. ومن الأرجح أنه قد تعرض للقتل لأسباب تتعلق بقاسبار نفسه.

أما قاسبار فكان أيضا هو عرضة للاعتداء لأسباب مجهولة، لقد وجد في أحد الأيام مجروحا ومصابا إلى حدّ الموت وهو يردد مرارا كلمة واحدة الرجل وقد بقي في حالة غيبوبة وهذيان مدة ثمان وأربعين ساعة بسبب جرح كبير في جبينه م يشف منه إلا بعد مضي اثنين وعشرين يوما. وفي عام 1833 تعرض قاسبار للاعتداء مرة ثانية في حديقة انسباخ. ومات بعد يومين متأثرا بجراحه نتيجة إصابته بطعنة خنجر، وقد أقيم، فيما بعد، بالمكان الذي سقط فيه، نصب من الحجارة نقشت عليه العبارة التالية: ” هنا قتيل مجهول من طرف مجهول “.

نتائج عامة حول خصائص وسمات الأطفال المتوحشين:

أن الحاجة هي الأصل المشترك لكل وجود بيولوجي بالنسبة لكل الأنواع، هذه الحاجة التي يجعلها سارتر منطلق المغامرة الإنسانية والتي بدونها ينعدم كل تحرك تاريخي، هذا ما نص عليه في كتابه نقد العقل الجدلي. أن الشيء الذي يكون متواريا في ظروف الوفرة يبرز بشدة في عالم الندرة القصوى، حيث يصبح الإنسان مجرد فم وبطن فلا نستغرب أن نرى كيف أن “الإنسان المتوحش” يبدى بعد مرور فترة العداء، التي يكون فيها حذرا، اهتماما خاصا بالأشخاص الذين يسهرون على تغذيته.

ومهما يكن فقد سجل جميع المؤلفين، في شيء من الاستغراب، اللامبالاة الجنسية لدى الإنسان المتوحش، حيث أظهر أغلب هؤلاء المتوحشين تقززا أمام الإغراءات الجنسية، كما أبدى ” قسبار المسكين” برودة جنسية قصوى. اما بيتر Peter فقد أدرك سن الشيخوخة دون أن تظهر عنده رغبة جنسية واضحة. ولم يبد كل من فيكتور والمراهقة كمالا والطفل كرونستادت Kronstadt بعد ثلاث سنوات من الحياة الاجتماعية، إلا بعض الدوافع الجنسية المبهمة. ولا فائدة من الإشارة إلى أن الشعور بالحياء لدى بعضهم قد ظهر تدريجيا بشكل متناسب مع درجة تكيفهم. وهكذا كان الأمر بالنسبة لقاسبار هوزر، الذي لم يكن يشعر بالحرج عندما يخلع ثيابه قبيل الاستحمام، والذي تميز، فيما بعد بخجل وتعفف شديدين، وهذا ما لوحظ أيضا عند ايزابيلا هذه الصغيرة البرايزلية لـ سبيكس Spix ومارتيوس Martius التي أشار إلى حالتها انسلم فون فورباخ Anoelm Von Feurbach حيث عاشت عارية مدة سنوات طويلة ثم أصبح من الضروري، فيما بعد اقناعها وهي في حالة اضطراب وبشيء من التهديد، بالتعري ثانية حتى يتمكن رسام مونيخي من رسمها.

ومن الملاحظات الهامة التي تسجل نفسها في هذا المجال الصعوبات البصرية الكبيرة التي يجدها هؤلاء المتوحشين الذين اعتادوا الحياة في الظل عندما يوضعون في ضوء النهار. من ذلك مثلا ما حدث لـ قسبار الذي كان يخاف ويرتعد من مشهد طبيعي في عزّ الصيف. وقد اعترف فيما بعد أنه كان يخاف من الحضور المبهر للأشياء وتلونها وتشابكها، وعلى النقيض من هذا تماما، فقد كان قاسبار يتجول، بكل ثبات، في أحلك الليالي، كما كان يتسلى بمشاهدة مرافقيه وهم يتحسسون طريقهم.

وفي مقابل هذا، كان قاسبار، مثل فيكتور طفل الإيفرون، يجد صعوبة في تمييز المسطح عن الناتئ، والرسوم على الورق عن المنحوتات في الصخور. وباختصار فقد كان يجد صعوبة في التمييز بين صور الأجسام والأجسام في ذاتها. أن هذه المشاهدة الليلية السهلة كانت مميزة بالخصوص لبعض أطفال مثل أمالا وكامالا.

لقد كانت حدّة البصر تتضافر مع قدرات حسية سمعية ممتازة، كما تتضافر أيضا مع قدرات حسية شمية دقيقة، الأمر الذي نجده عنده جان دولييج Jean de Liege وهو الذي يقال عنه أنه كان يتعرف على حرسه عن بعد عن طريق الشم، كما نجد هذا الأمر لدى الأغلبية الكبرى من متوحشي الغابات الذين كانوا يتحسسون كل الأشياء بواسطة حاسة الشم شأنهم في هذا شأن الكلبيات Canides والسنوريات Felides.

ولابد من التسليم بأن البشر ليسوا بشرا خارج الوسط الاجتماعي، ذلك أن خصوصيات البشر التي تتعلق بالابتسام والضحك لا مكان لها على وجوه الأطفال البريين. فبعض الانفعالات البدائية مثل اللهفة والحزن والغضب كانت وحدها تهز بعض هؤلاء المتوحشين، وكانوا يجدون سعادة كبيرة في تواصلهم مع الحيوانات، وهذا ما أبداه بكليمنس Clemens عند تعلقه بالفيلة، وهذا ما لوحظ عند قاسبار الذي لا يكترث لأي شيء آخر عند ملاطفته للخيول.

وقد برهنت هذه التجارب أن الاستعدادات الإنسانية الكامنة لا تتحقق في حالة انعدام الإثارة التي يحدثها المحيط تمام كما هو الحال بالنسبة للنبات والأشجار عند غياب التراب والماء والنور. وقد أتاحت هذه الاكتشافات للأطفال المتوحشين إبراز تأثيرات المجتمع في الفرد. وقد برهنت هذه التجارب الطبيعية عن حجج واضحة ودامغة، على أن ” التربية والثقافة هي التي تجعل منا بشرا.

المعطيات التربوية والنفسية لقضية الأطفال المتوحشين .

لقد أفرزت قضية الأطفال المتوحشين نتائج مذهلة في المستويات التربوية والسيكولوجية. ولا توجد مبالغة في القول بأن الاكتشافات التي تحققت في هذا المستوى قد أحدثت ثورة حقيقية في منظومات الأفكار النفسية والتربوية حول الطبيعة الإنسانية. وتحت تأثير هذه التجارب بدأت الفكرة التي تقول بوجود طبيعة إنسانية محددة ومغلقة تفقد أهميتها العلمية تدريجيا في مجال التربية وعلم النفس وذلك في ظل الاكتشافات العلمية التي تتعلق بالأطفال المتوحشين. وينمو اليوم اتجاه مخالف يشدد على أن الإنسان يمتلك تاريخا منفتحا وليس طبيعة محددة وجامدة. وهذا يعني أن الخصائص الإنسانية تتشكل في الإنسان بموجب الظروف الثقافية والاجتماعية التي تحيط به. وهذا يقتضي أن الطبيعة الإنسانية حالة تتصف بطابع المرونة وأنها تأخذ اتجاهات هلامية غير محددة، وبالتالي فإن تبلورها في صورة ما وفي وضعية محددة مرهون بمجموعة التجارب والخبرات التي يمر بها الإنسان عبر دائرتي الزمان والمكان. وباختصار الإنسان ليس بذي طبيعة ثابتة بل هو ذات تاريخية مرهونة بعوامل وجودها. ونجد صدى هذه الرؤية في المدرسة السلوكية التي تنفي مع واطسن Watson ونافيل Naville وراثة الخاصيات الذهنية والقدرات العقيلة. فالإنسان يكون عند ولادته – كما يرى والون -Wallon أضعف الكائنات الحية جميعها وهنا يكمن شرط تطوره اللاحق. وهذا ما يؤكده لاكاش Lagache بقوله: ” إن الفكرة القائلة بوجود غرائز تنمو لذاتها، لا تطابق أي واقع إنساني“. لقد فقدت فكرة الغريزة ذاتها أهميتها الكبيرة التي تمتعت بها في مجال علم النفس بصورة عامة. فالتعلم بتقنياته وفعالياته الهائلة يبرهن على أهمية الوسط ودور المحيط في تنمية الطبيعة الكائنة في الإنسان في اتجاهات مختلفة ومتباينة

إذا كان سلوك الحيوان يعود في مختلف تجلياته إلى طبيعة متأصلة فيه، فإن سلوك الإنسان وعلى خلاف ذلك يبرهن عن وضعية مختلفة حيث يتحدد السلوك الإنساني بخلفيات الظروف والخبرات والوسط الاجتماعي الذي يحيط بالإنسان. لقد بينت التجارب التاريخية للحياة الإنسانية بأن الأطفال الذين يعيشون لأسباب ما خارج الوسط الاجتماعي في الغابات والبراري يفقدون خصائصهم الإنسانية وهذا يعني غياب تأثير الطبيعة الإنسانية المفترضة التي تجعل الإنسان إنسانا على حد تعبير كانت Kant. وهذا ما تؤكده ماريان سميث: فالطفل لا يمكنه أن يكون ” إنسانا” إذا ما حرم من الحياة الاجتماعية كما أنه يسقط في غياهب توحش لا تنظمه أية غريزة.

إن الأطفال الذين حرموا من الحياة في الوسط الاجتماعي وهم الأطفال الذين نسميهم “متوحشين” عاشوا وضعية وحشية محزنة فقدوا معها مختلف السمات والخصائص الإنسانية التي يتميز بها الإنسان عن الحيوان. وهذا يعني أن السلوك الإنساني لا يدين إلى الوراثة النوعية التي نجدها عند الحيوان. أن منظومة الحاجات والوظائف البيولوجية التي تفرض نفسها في النمط الجيني Genotype للإنسان عند الولادة، تجعل الإنسان شبيها بأي كائن حي آخر غير إنساني، وتتيح له إمكانيات مفتوحة لا حدود لها في أن يكون على منوال ما تفرضه الظروف دون أن يتحد جوهره كفرد من النوع البشري أو الإنساني، وهذا يعني أن الإنسان يمكنه أن يكون في دائرة تطوره مشابها لأي كائن غير إنساني أو مختلفا عنه. وهنا يمكن القول أن جوهر الإنسان يكمن في أنه لا يمتلك طبيعة محددة ونهائية .

وإذا كان الإنسان لا يمتلك في ذاته على جوهر محدد فإن غياب هذا الجوهر وغياب هذه التحديدات الخاصة به تعطيه إمكانيات هائلة لا حدود لها وهذا يعني أن الإنسان في أصله جوهر قابل للتشكل في أية صيغة يفرضها وسطه، وهنا تكمن أسرار عظمته وقوته. فالإنسان بهذا المعنى لا يخضع لنظام جيني مغلق ولا يرتهن بطبيعة مغلقة جامدة إنه كيان منفتح قابل للتكيف وفق معايير الوجود المنفتح الخلاق .

ومن هذه الزاوية نجد تعدد النماذج الاجتماعية والثقافية تحت تأثير المحيط الثقافي والاجتماعي الذي يوجد فيه الناس. فالإنسان في الأصل كينونة مرنة شفافة بل هي أشبه ما تكون ببخار شفاف يتكاثف ويتحدد تحت تأثير وسط اجتماعي وثقافي محدد. فالإنسان في أصله أي في مستوى استعداداته الأولى لا يتجاوز حدود كثافة سحابة صغيرة قابلة للتكاثف. وباختصار، يمكننا أن نعزي تراجع الفكرة القائلة بوجود طبيعة إنسانية مطلقة نهائية أو مغلقة، إلى ظروف تاريخية ومتغيرات ثقافية واجتماعية جديدة ومتجددة. ويعود تراجع هذه الفكرة أيضا إلى اكتشافات علمية هامة في ميدان التربية وعلم النفس والأنتروبولوجيا والعلوم الاجتماعية بصورة عامة.

ويلاحظ في هذا السياق أن الطبيعة الإنسانية تأخذ طابع إشكالية سيكولوجية ونفسية بالدرجة الأولى. وإذا كانت الوراثة البيولوجية ظاهرة واضحة وضوح الشمس، فإنه لا شيء أكثر قابلية للطعن من القول بالوراثة السيكولوجية أو النفسية. فالسمات والخصائص النفسية والوجدانية لا يمكنها أن تنتقل عن طريق الخلايا التناسيّلة أو الجينيّة. فالصفات الفيزيولوجية والخصائص الفيزيائية للإنسان تصدر عن بنيته الجينيّة والوراثية Heredity، أما السمات والخصائص الثقافية والوجدانية والسيكولوجية فإنها تتحدد بيئيا عبر الوسط الاجتماعي والثقافي بما ينطوي عليه هذا الوسط من خبرات وتجارب ومعطيات. وهذا يعني أن السمات والخصائص النفسية تأتي عن طريق الإرث الثقافي Heritage. وبين الوراثة والإرث توجد وشائج علاقة تتصف بطابع العمق والشمول فكل منهما يتحدد بالآخر ويحدده: فقامة الطفل ووزنه، على سبيل المثال، يتوقفان على الاستعدادات الوراثية، إلا إنهما يتوقفان أيضا على الظروف الحياتية والثقافية التي يوفرها مستوى الحضارة ونمطها. فيكفي أن يحصل نقص في التغذية والإنارة والحرارة – بل والعطف أيضا – حتى يضطرب النموذج المثالي للنمو بشكل خطير، وتصبح صعوبات الفصل بين ما هو طبيعي وما هو ثقافي في المجال النفسي مجرد استحالات خالصة. فالحياة البيولوجية تتحدد بشروط فيزيائية خارجية تسمح لها بالوجود وبالمحافظات على البقاء، كما أن للحياة النفسية لدى الإنسان شروط اجتماعية تسمح لها بالانبجاس والدوام. وعلى خلاف ما نجده في المستوى الإنساني فإن سلوك الحيوان يتحدد بالغرائز والميول البيولوجية والجسدية وهذا ما يتضاءل تدريجيا كلما انتقلنا في سلم الحيوانات من أدناها إلى أرقاها أي من الإنسان إلى الحيوان. وهذا يعني في نهاية المطاف أن مفهوم الوراثة النفسية بالنسبة للإنسان لا يمكنه أنه يكون أبدا على صورة الانتقال الجيني للأفكار والأحاسيس والرغبات التي تبقى رهينة لفعاليات الوسط ومعطياته بالدرجة الأولى .

 

جدول بحالات التوحش وفقا لتاريخ الاكتشاف وعمر الأطفال المكتشفين
1.               تعين الحالــــة تاريخ الاكتشاف العمر عند الاكتشاف المدخلات الأولى لبعض الحالات المسجلة
2.               – الطفل الذئب لمنطقة ” هاس” 1344 7 سنوات كاميراريوس 1602 روسو 1754
3.               – الطفل الذئب لمنطقة واتيرافي 1344 12 سنة فرن شريبر 1755
4.               – الطفل الذئب الأول لمنطقة لوتياني 1661 12 سنة ليني 1858
5.               – الطفل الخروف لايرلندا 1672 16 سنة تولب 1672
6.               – الطفل العجل لمنطقة بامبارق حوالي 1680 16 سنة كاميراريوس 1602
7.               – الطفل الذئب لمنطقة بلوتياني 1694 10 سنة كونديباك 1746

 

روسو 1754

8.               – الطفل الثالث لمنطقة لوتياني   12 سنة كونور 1690
9.               – طفلة كرانا نبوغ “بهولندا” 1717 18 سنة ليني 1788
10.            – طفلا البيريني

 

1719   روسو 1754

 

ليني 1758

11.            متوحش ” بيتر لمنطقة هانوفر” 1724 13 سنة روسو 1754

 

ليني 1758

12.            – طفلة منطقة ” سوني بشامبانيا” 1731 10 سنوات لويس راسين 1747

 

لاكوندامين 1755

ليني 1788

13.            – جون منطقة الياج   21 سنة ديقبي 1644

 

ليني 1758

14.            – طومكو منطقة زيبس المجر 1767   فاقنار 1794
15.            – الطفلة الدبة لمنطقة كاربفن 1767 18 سنة بوناتير 1800
16.            – فيكتور الطفل المتوحش لمنطقة الافيرون 1799 11 سنة ايتار 1801
17.            – قاسبارهاوزر لمنطقة نورمبارق 1828 17 سنة فون فويرباخ 1832
18.            – الطفلة  الخنزيرة لمنطقة سالزبورق 22 سنة هورن 1831
19.            – طفل منطقة هوزنبور 1843   سليمان 1858
20.            – الطفل الأول لمنطقة سلطانابوق 1843   سليمان 1858
21.            – الطفل الثاني لسلطان بور 1843   سليمان 1858
22.            – طفل شابورا 1849   سليمان 1858
23.            – الطفل الأول للكنو     سليمان 1858
24.            – طفل بانكييور     سليمان 1858
25.            – طفل القبطان ايقرتون     سليمان 1858
26.            – كليمانس الطفل  الخنزير لاوفردايك     ايلور 1863
27.            – الطفل  الذئب لاوفردايك     تايلور 1863
28.            – ديناسا نيشار لساكندرا 1872 6 سنوات بال 1880
29.            – الطفل الثاني لساكمدار 1874 10 سنوات بال 1880
30.            – طفل شاجاهنبور – حوالي 1875 6 سنوات بال 1880
31.            – طفل لوكنو الثاني 1876   بال 1880
32.            – طفلة جالبيا يقوي 1875 8 سنوات مجلة جمعية الانتروبولوجية
33.            – طفل باتزيبور 1893 14 سنة فريزر 1929
34.            – الطفل الذئب لكروستد   23 سنة روبر 1885
35.            – دجاجة الثلوج لجوستيدال   12سنة لورو 1895
36.            – طفل سلطان بور 1895 4 سنوات روس 1895
37.            – لوكا الطفل القردح لأفريقيا الجنوبية 1904   فولي 1940
38.            – الطفل  الفهد الهندي 1920   دوميزون 1953
39.            – آمالا ميدنابور 1920 2 سنوات سكوايرز 1927
40.            – كمالا ميدنابور 1920 8 سنوات سكوايرز 1927
41.            – الطفل  الفهد الأول     ستيوارت بيكر 1920
42.            – طفل مايونا     الرائد افريل 1927
43.            – الطفل جهانسي 1933   زينك 1940
44.            – طفل  ذئب هندي     هوتن 1939
45.            – طفل كازامانس في الثلاثينات   16سنة دوميزون
46.             أسيسيادي ليبيريا في الثلاثينات     دوميزون 1953
47.             الطفل  الفهد الثاني   8 سنوات  زينك 1940
48.            أنا بنسلفانيا 1938 6 سنوات دافيس 1940
49.            ايديت أوهايو 1940   ماكسفيلد 1940
50.            الطفل  الغزال من سوريا 1946 12 سنة دوميزون 1953
51.            رامو طفل نيودلهي 1954 12 سنة وكالة فرانس بريبس 1954
52.            – الطفل- الغزال لموريطانيا 22-9-1960   أوجر  افريل 1963
53.             الطفل  القرن لطهران 1961 14 سنة وكالة فرانس بريس 28 سبتمبر 1961.

 

خاتمة ورؤية نقدية :

كثير من القصص التي أوردناها عن الأطفال المتوحشين الذين عثر عليهم في أصقاع الدنيا تتجاوز حدود التصديق. وكثيرة هي التساؤلات الحائرة التي تطرح نفسها في هذا السياق. فهل يجب علينا أن نصدق هذه الروايات التي يصعب تصديقها؟ أم أنه يجب علينا أن نأخذها على محمل الجد؟ فالمصداقية في هذا السياق تطرح نفسها والموقف النقدي من هذه القضية يأخذ طابعا منهجيا مشروعا. إذ أنه قد يكون من التعسف قبول كل شيء كما يكون أيضا رفض كل شيء يقع في دائرة الاعتباط والتعسف أيضا.

ومن أجل الخوض في عمق رؤية نقدية لإشكالية المصداقية يتوجب علينا أن نستعرض بعض الآراء والمواقف التي يتخذها بعض المفكرين والباحثين إزاء هذه القضية. فهناك في دائرة الموقف من هذه القضية بعض المشككين والرافضين وهناك أيضا كثير من هؤلاء الذين يأخذون هذه القضية برؤية واقعية يتقبلون وبمصداقية لا تقبل الجدل.

بعض المفكرين يرى أن الأحداث المروية حول أطفال التوحش غير واقعية إطلاقا. وهم يتساءلون باستغراب عن الكيفية التي يمكن فيها لطفل وليد أن يكون قادرا على الاستمرار في الوجود دون عون إنساني، فالمسألة تبدو لهم خارج إمكانية التصديق. وهناك بعض المفكرين الذين يرفضون الحد الأول أي إمكانية الاستمرار دون عون إنساني ولكنهم من جهة ثانية يعترفون بأنه يمكن لبعض الأطفال الذين فقدوا ذويهم في مرحلة ما من أعمارهم العيش منعزلين وأن يحافظوا على وجودهم واستمرارهم بزادهم الثقافي البسيط الذي اكتسبوه في أحضان ذويهم وثقافتهم الأولى.

فالأطفال الرضع الذين فقدوا ذويهم لأسباب مجهولة أمثال أمالا Amala قد تلقوا مساعدة كاملة من الحيوانات. أما الأفراد الذين تاهوا وفقدوا ذويهم خلال السنوات الأولى من أعمارهم فقد تعرضوا لأمرين: يتمثل أحدهما في توقف نمو ملكاتهم العقلية والذهنية، أما الثاني فيتمثل في نسيان جميع ما تعلموه شأنهم في هذا شأن ذلك البحار الذي ترك داخل جزيرة مهجورة، ففقد القدرة على الكلام. وإذا كان بعض الأطفال المتوحشين الذين تبنتّهم الحيوانات، قد تمكنوا فعلا من البقاء أثناء طفولتهم المبكرة، فإنه ليس مستبعدا أن يكون بعض الأطفال الذين تربوا في أحضان أسرهم لمدة كافية أكثر قدرة على الاستمرار في الوجود والحياة أثناء عزلتهم. ومهما يكن فإنه لا يمكن استبعاد الحالات التي جعلت الطفل يفقد عندئذ كل ما اكتسبه ويتراجع في سلوكه إلى مستويات دنيا.

وهذا الأمر لا يخرج عن دائرة التفسير العلمي الذي بموجبه يكون اكتساب العادات- حركية كانت أم ذهنية – مرهونا بعمليات التكرار والممارسة حتى يتم اكتساب هذه العادات بصورة نهائية. وتقرر هذه القاعدة العلمية أيضا ذلك أن كل مكتسب يتلاشى ويتبخر إذا لم ترسخه التجربة المتجددة. وترى ماريان سميث أن الجرح الذي يصيب وجدان كل طفل يتيه فجأة ويجد نفسه خارج دائرة المجتمع يمكن أن يعتمد في تفسير انهيار الذهن ودماره. بعض الباحثين يقف من حكايات التوحش موقفا انتقائيا حيث يعتقدون أن كثيرا من الحالات مشكوك بصحتها وبالمقابل هناك كثير من الحالات التي لا يمكن للمرء أن يفقد ثقته فيها لأسباب تتعلق بالتوثيق الذي حظيت به والقناعات التي تفرضها. وفي هذا الاتجاه يصنف موقف جيزيل الذي يشك في أن تكون هذه الروايات مقنعة دوما، ويوجه شكه هذا إلى الحالات التي تغيب فيها الأعراض المرضية للأطفال: بعض الروايات لا تشير إلى حالة التفكك والأعراض الخاصة بالذهان والهذيان.

لقد وقع الاعتراض الكبير على الفكرة القائلة بإمكانية بقاء الأطفال لمدة طويلة بمعزل عن المجتمع الإنساني دون أن يموتوا جوعا أو بردا. ولذلك يفترض دينيس أن هؤلاء الأطفال لم يبقوا في عزلتهم إلا فترة قصيرة جدا.

وفي معرض مناقشة مصداقية حالات التوحش نجد اليوم أن الناس يميلون عادة إلى التشكيك في ما هو قديم وبعيد عنا، في حين أن الإعلام المعاصر يبسط أمامنا يوميا، دون أن نفاجأ، وقائع تفوق الخيال وتتجاوز حدود التصور. فكيف يمكننا أن نوجه كل هذا الارتياب والشك في مصداقية حالات التوحش هذه التي شوهدت ووثقت ونقبل بمصداقية بعض الخوارق الطبيعية التي غالبا ما تكون أشد غرابة وجنونا؟ ففي الصحف والتلفزيون ووسائل الإعلام تطالعنا أخبار وأحداث تفوق حدود التصديق ولكننا نقبلها ونصدقها بسهولة ومثال ذلك الخبر الذي نشرته الصحافة الباريسية يوم في ديسمبر 1962 الذي يقول بأن طفلا صغيرا سقط من الطابق العاشر لعمارة أي من ارتفاع 25 خمسة وعشرين مترا ولم يصب إلا بكسر بسيط في الذراع .

إن سقوط مثل هذا الطفل ونجاته على نحو إعجازي لا يضع الطبيعة الإنسانية موضع تساؤل أو تأمل أو إعادة نظر. ومع ذلك فنحن نكاد لا نصدق المعطيات العلمية الذي تفرضه ثلاثين أو أربعين حالة من حالات توحش الأطفال الذين عاشوا عزلة مطلقة. ومع ذلك يمكن القول بأن تكذيب حدوث هذه الحالات أمر مبالغ فيه. فالحياة الوحشية هي إحدى نماذج الحياة الممكنة والواقعية والمحتملة جدا. ومن هنا يمكن القول بأن الرفض الكلي لجميع هذه الحالات أمر يفارق المنطق ويجانب الحقيقية إلى حدّ كبير .

وعندما نأخذ الافتراض الذي يقول بأن هؤلاء الأطفال المتوحشين عاشوا مهجورين لفترة قصيرة من الزمن فكيف نفسر تيّبس الجلد وثخانته عند المرفقين والركبتين لدى طفلتي ميدنابور؟ وكيف نعلل الميل الشديد إلى تناول اللحم النيئ والأحشاء عند كل الأطفال الذئاب الذين تم اكتشافهم؟ وكيف نفهم ميل النباتيين منهم إلى تناول النباتات دون غيرها ولا سيما عند الطفل الذي اهتم به إيتار؟ وهذا الافتراض يصطدم أيضا بشهادات عديدة منها على سبيل المثال شهادات السكان الذين لمحوا الطفل الإفيروني، عاريا في الغابة ومنطلقا فيها، وذلك قبل أن يمسك به لمدة طويلة من الزمن.

ومما لا شك فيه أنه من حقنا ومن واجبنا أن نتساءل حول مصداقية الأوصاف التي نقلتها إلينا الكتابات المتعلقة بالأطفال المتوحشين وخاصة إذا كانت صادرة عن أشخاص غير معروفين في المستوى العلمي والأكاديمي. إن كثيرا من الحالات التي وصفت لا تستوفي مقتضيات الحالات الممكنة والحقيقية وكثير من الحكايات لا يصمد أمام الاختبار الموضوعي.

ولكن ومهما يكن الأمر فإن هناك حالات حقيقية من حالات التوحش لا تقبل الشك والطعن وهي حالات ولا يشك فيها إلا بقدر ما يشك في حقائق علم التاريخ الأخرى. ومن دواعي هذه المصداقية الجهود التي بذلها علماء ومفكرون عرفوا في ميادين اختصاصاتهم وفي ميادين الإبداع العلمي والفكري. وهنا يشار إلى المفكر الفرنسي المعروف جان إيتارJean Itard، الذي شغل منصب رئيس الأطباء في مأوى الصم الكائن في سان جاك، وفون فويرباخ، رئيس محكمة الاستئناف بأنسباخ Asbach، و ج. أ. ل سينغ A. L. Singh I. A. L. مدير مأوى اليتامى في ميدنابور، وهم بوصفهم علماء ورجال دين وقضاء انصرفوا إلى البحث عن حقيقة التوحش لأسباب قد تكون مختلفة ولكنها تمثل في نهاية الأمر فروضا متجانسة. وهم عبر دراساتهم للتوحش يقدمون أوصافا عن الإنسان المتوحش تتميز بطابع الدقة والتجانس إلى درجة يختفي معها كل غموض. ون المهم الإشارة في هذا السياق أن أحدا من هؤلاء المفكرين الثلاثة لم يقرأ للآخر: فـ سينغ لم يقرأ لا لـ جان ايتار ولا لـ انسيلم فون فوير باخ الذي كان هو بدوره يجهل، على الأرجح، كتابات العالم الفرنسي إيتار. وهؤلاء الثلاثة لم يكونوا على اطلاع بمؤلفات ليني، إلا أنهم وجدوا جميعا اكتشفوا الخصائص والسمات التي حددها ليني للتوحش في كتابه المعروف للنظام الطبيعي Systema natural.

والنتائج التي يصل إليها أغلب الباحثين في مجال التوحش يؤكدون الصعوبات التي يعانيها المتوحش عند محاولة الانتصاب على قدميه. وهنا تشكل حالة فيكتور طفل الإيفرون الذي تروى لنا أوصافه، في كل مرة بطرق قابلة لشتى التأويلات، من ذلك أنه كان يميل دائما إلى ” الخب أو الركض” حيث يصفه نوقايرول Nougairolle مدير مأوى سانت افريك Saint- Afrique وهو في حالة هروب بأنه كان يجري على أربع عندما يشعر أن هناك من يوشك أن يقبض عليه أثناء مطاردته في يوم من الأيام وسط أحد الحقول.

ومن التناقضات التي تسجلها هذه الحالات أن فيكتور “طفل الإيفيرون” لم يستطع أن يتكلم وبقي أبكما وعلى خلاف ذلك استطاعت كامالا أن تتكلم وأن تزيد في مفرداتها مع الزمن.

ويشير هؤلاء الكتاب جميعا إلى ضعف الغريزة الجنسية لدى المتوحشين وإلى تميز حواسهم بخصائص مرتبطة منطقيا بمغامراتهم الفردية. فبوناتير Bonnawerre وفون فويرباخ Van Feurbach يجمع بينهما الاستغراب من ان فيكتور وقاسبار يعجز كل منهما عن التعرف على صورته في المرآة. وأمام هذه المجموعة من الأدلة المتشابهة التي أثبتها رجال مشهود لهم علميا ومعرفيا رغم انعدام ما يربط بينهم في دائرتي الزمان والمكان، يصبح الشك في مصداقية التوحش الطفولي اعتباطا لا معنى له.

لقد افترض لفي شتراوس أن أكثرية هؤلاء الأطفال كانوا غير عاديين لأسباب وراثية ومن هذا المنطلق يفترض بأن وضعيتهم غير السويّة هي التي إحدى الأسباب الأساسية لأهمالهم. ومع أهمية الأفكار التي يقدمها شتراوس فإنه حالات الأطفال المتوحشين لا تشكل قضية مركزية في أعماله حيث يتعرض بصورة سريعة لمثل هذه القضية.

يوجه ميرلوبونتي Merleau Ponty نقدا ضمنيا لرأي لفي شتراوس في التخلف العقلي عند الأطفال. ويبين أنه ليس في مقدورنا أن نستنتج فعلا وجود تأخر ذهني فطري تأسيسا على ظاهرة البُكم وغياب اللغة عند الأطفال. يقول مبرلوبونتي: ” توجد فترة حرجة في نمو الأطفال يكون فيها الطفل حساسا إزاء اللغة وقادرا على تعلم الكلام. فقد أمكن إظهار كيف أن الطفل الذي لا يوجد في وسط يمارس فيه الكلام سيعاني بالضرورة من البُكم وهو لن يتكلم أبدا بشكل مماثل لأولئك الذين اكتسبوا اللغة في الفترة المذكورة. هذا هو حال الأطفال الذين نسميهم متوحشين، وهم الذين تربوا ونشؤوا تحت رعاية الحيوانات، أو كانوا بعيدين عن الكائنات الناطقة. فهؤلاء الأطفال لم يتعلموا الكلام أصلا، وحتى إذا ما افترضنا حدوث هذا التعلم، فإن ذلك لن يكون بنفس الدرجة من الإتقان التي هي لدى الأشخاص العاديين. ذلك أنه توجد بين اكتساب اللغة وإدماج الطفل في الوسط العائلي علاقة متينة، وهذا يعني أن الأطفال الذين فصلوا فجأة ولمدة طويلة عن أمهاتهم سيعانون من ظاهرة العطالة اللغوية.

وفي الحقيقة فإن كلمة “ماما” ليست فقط هي أول ما ينطق به الطفل، بل أن اللغة كلها هي، إذا صح التعبير، أموميّة نسبة إلى الأم واكتساب اللغة عند الطفل يخضع لنمط علاقته بالأم الذي يفرض عليه أداء سلسلة من الأدوار والسلوكات والإشارات اللغوية.


مراجع الدراسة :

  • عبد الكريم المراق، توفيق الشريف، عبد الكريم العبيدي، لطفي العربي، الأطفال المتوحشون ومشكلة الطبيعة الإنسانية، المجلة التونسية للعلوم التربوية، عدد13، سنة11، يناير كانون الثاني، 1985، صص 151-158.
  • عبد الكريم المراق، توفيق الشريف، عبد الكريم العبيدي، لطفي العربي، الأطفال المتوحشون التأليفات الخرافية والعلاقات التاريخية، المجلة التونسية للعلوم التربوية، عدد16، سنة12، يناير /كانون الثاني، 1987، صص 75-110.
  • عبد الكريم المراق، توفيق الشريف، عبد الكريم العبيدي، لطفي العربي، الأطفال المتوحشون أنواع التوحش الثلاثة، المجلة التونسية للعلوم التربوية، عدد 15، سنة12،، 1986، صص 89-107.
  • H. LANE, L’Enfant sauvage de l’Aveyron , Payot, 1979
  • L. MALSON, Les Enfants sauvages , Union générale d’édition, Paris, 1964
  • P.-F. MOREAU, «De l’état de nature», in Revue philosophique , no 3, 1978
  • ITARD JEAN-MARC-GASPARD (1774-1838)
  • ITARD JEAN-MARC-GASPARD De l’éducation d’un homme sauvage. theses de doctorat en médecine Paris , 1803.

72 تعليقات

محسن ناصر الرشيدي 3 مارس، 2021 - 11:26 م

قد يثير دهشة القارئ للوهلة الأولى عنوان هذا الكتاب ( الأطفال المتوحشون) ولكن أكد العلماء أن القوة العلمية وراء ظاهرة الأطفال المتوحشين تدور حول الإرتباط بين الطبيعة والنشأة ، وأنه إذا ارادنا أن نصل إلي عمق الإنسان وهويته يجب أن نتخلص من الأشياء التي أضافها المجتمع والتربية إلي الإنسان الطبيعي الذي خلق طبيعي.

الرد
ايمان طارق الفضلي 4 أبريل، 2021 - 11:04 م

حسبما يقال فقد قيض الله سبحانه لهؤلاء الأطفال من عطف عليهم وعمد إلى تبنيهم من الذئاب والكلاب والدببة والخنازير وسواها… مما جعل منهم بشراً من ناحية وحيوانات متوحشة من ناحية أخرى ، ظهرت حول العالم بعض حالات الأطفال الذين يزعم بأنهم تربوا علي يد حيوانات في بداية القرن 21 ،وظهرت أكثر هذه القصص شهرة في شمالي الهند في عام 1920 عندما كان أحد المراسلين مسافر عبر غابة البنغال وتعرض لصدمة كبيرة حينما اكتشف طفلتين يعيشان مع قطيع من الذئاب ، وقام فريق انقاذ بإنقاذهما ، وتم إرسالهما إلي ملجأ. أكد العلماء أن القوة العلمية وراء ظاهرة الأطفال المتوحشين تدور حول الإرتباط بين الطبيعة والنشأة ، وأنه إذا ارادنا أن نصل إلي عمق الإنسان وهويته يجب أن نتخلص من الأشياء التي أضافها المجتمع والتربية إلي الإنسان الطبيعي الذي خلق طبيعي،وأضاف العلماء أن الطريقة الوحيدة لكشف ذلك تتمثل في أخذ طفل ، وحرمانه من أي إتصال بشري ، ومراقبة الطريقة التي سينمو بها ، ولكن يتخالف هذا الأمر مع القانون.

الرد
ريم حمود فهد الهاجري 6 أبريل، 2021 - 4:16 م

ظهرت حول العالم بعض حالات الأطفال الذين يزعم بأنهم تربوا على يد حيوانات في بداية القرن 21 ، ولكن أكد العلماء أن القوة العلمية وراء ظاهرة الأطفال المتوحشين تدور حول الإرتباط بين الطبيعة والنشأة ، وأنه إذا ارادنا أن نصل إلي عمق الإنسان وهويته يجب أن نتخلص من الأشياء التي أضافها المجتمع والتربية إلي الإنسان الطبيعي الذي خلق طبيعي.

الرد
دلال مطلق الشباك 7 أبريل، 2021 - 7:14 م

الطفل المتوحش هو اصطلاح يطلق على طفل الذي يعيش معزولاً عن الاتصال البشري من سن مبكرة جدا، وبعيداً عن مفهوم الأسرةودلالاتها، وما توفره من الرعاية، والمحبة, والسلوك الاجتماعي والأهم من ذلك من لغة التخاطب ( الأطفال المتوحشون) والواقع انها دراسهتحليلة فى علم الاجتماع النفسي قام بها الاخصائي الاجتماعي النفسي ” لوسيان مالسون” وكذلك العالم الفرنسى الشهير ” جان إيتار” وتتناول هذه الدراسة اثر البيئة الاجتماعية على الكائن الحس من حيث طبيعة تكوينه وتشكيله وتفاعله الذي يظهر ملموساً فى سلوكه وعاداتهوطبائعه وحتى فى طبيعة اللغة التى يتحاور بها محاوله منه التكيف والأنصهار فى مجتمعه الجديد. والمقصود هنا بالأطفال المتوحشون منساقهم قدرهم منذ نشأتهم الى العيش فى الغابات وفى الاماكن المنعزله او المغلقة تحت ظروف معيشية قاسية

الرد
ريما خالد العتيبي 14 أبريل، 2021 - 11:28 م

الطفل المتوحش هو مسمى يطلق على الاطفال المعزولين والمبتعدين عن التواصل البشري في سن مبكر جداً ، ومسمى الطفل المتوحش هو دراسه تحليليه في علم النفس الاجتماعي وتتضمن هذي الدراسه البيئه الاجتماعيه والثقافيه والماديه على البشري ، وتم انتشار هذا المسمى كثيراً في الهند ، وأكد أكد العلماء أن القوة العلمية وراء ظاهرة الأطفال المتوحشين تدور حول الإرتباط بين الطبيعة والنشأة

الرد
نوره انور الصوابر 16 أبريل، 2021 - 11:13 م

كل الشكل لك دكتور على هذه المقاله …

ينطوي مسرح الحياة الانسانيه على مشاهد تتجاوز حدود التصور بغرابتها و تفوق امكانيات الخيال بمفارقاتها و في هذه الدائرة من مشاهد المفارقات الصعبة يقع موضوع الاطفال المتوحشين و هم الذين رمتهم اقدارهم الى الغايات و البراري ، و في هذه المقاله تم طرح حقيقه الاطفال المتوحشين و اهم الاحدات التي دونت حول حياتهم و تجاربهم حيث تفيض الحكايات القديمه بصورة لكائنات انسانيه متوحشه و تنطوي هذه الاساطير على تصريحات لعلاقات وشيجة بين الاطفال و كائنات و وحوش مفترسه ، و تشهد الحياة الاجتماعيه وجود حالات لاطفال فرض عليهم العيش في عزله تامه عن محيطهم الاجتماعي و تعد حالة الطفله انا من الحالات التراجيدية لوضعية العزله و من الملاحظات التي تسجل نفسها في هذا المجال الصعوبات البصرية الكبيره التي يجدها هؤلاء المتوحشين الذين اعتادوا الحياة في الظل عندما يضعون في ضوء النهار ، و في النهاية نجد انه كثير من القصص عن الاطفال المتوحشين الذين عثر عليهم في اصقاع الدنيا التي تتجاوز حدود التصديق.

الرد
رتاج محمد الرشيدي 17 أبريل، 2021 - 2:11 ص

وضوع الأطفال المتوحشين، وهم هؤلاء الأطفال الذين رمتهم أقدارهم إلى الحياة في البراري والغابات، فوجدوا أنفسهم في أحضان الحيوانات البرية والوحوش الكاسرة التي أغدقت عليهم من الحب والرعاية ما كان يمنحهم القدرة على الحياة والأمل في مواجهة مواجهة أقدارهم .قد وجد الأطفال الضائعون في الحيوانات البرية ما عوضهم عن حنان الأم ورعاية الأسرة، وتلقوا على أيدي هذه الكائنات كل التدريبات وابحوا مع الوحوش، التي عُنيت بهم، من طبيعة واحدة سواء بسواء. وعندما اقتضى قدر الله لهم أن يعودوا إلى حظيرة المجتمع الإنساني فقدوا كل إمكانيات التكيّف وشدّهم الحنين إلى حياتهم البرية فبذلوا كل ما في الإمكان للهروب والعودة إلى سيرتهم الأولى.لمهارات الضرورية لاستمرارية الحياة. ولكن ما يدهش في هذا العالم الوحشي أن هؤلاء الأطفال قد فقدوا خصوصيتهم الإنسانية،ومع أهمية الوثائق والمعطيات التي نجدها حول أطفال التوحش فإنه يمكن التركيز على حالات أربعة لأطفال خضعوا بشكل علمي منظم للدراسة والبحث العلمي هي: حالات آمالا وكامالا وقاسبار وفيكتور، وقد شكلت هذه الحالات الأربعة منطلق التوجهات العلمية التي اعُتمدت لدحض الأطروحة التي ترى في حقائق الأطفال المتوحشين مجرد أوهام سيكولوجية نسجتها مخيّلات هؤلاء الذين يبحثون عن عوامل الإدهاش والإثارة فيقدمون الواقع في صيغة أسطورية مبالغ في أحداثها.

الرد
نورة حامد الصليلي 17 أبريل، 2021 - 10:58 م

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ..
الطفل المتوحش هو اصطلاح يطلق على طفل الذي يعيش معزولاً عن الاتصال البشري من سن مبكرة جدا، وبعيداً عن مفهوم الأسرة ودلالاتها، وما توفره من الرعاية، والمحبة, والسلوك الاجتماعي. والأهم من ذلك من لغة التخاطب. لأطفال المتوحشين تدور حول الإرتباط بين الطبيعة والنشأة ، ذلك يذكرني بطفل متوحش فرنسي وجد وهو في سن الثانية عشرة تقريبا (كان يمر في سن البلوغ، وقد افترض الأطباء عمره في ذلك الوقت). كان يتحاشى الاختلاط مع الناس لحظة العثور عليه، وقد هرب من الحضارة حوالي ثماني مرات. وفي نهاية المطاف، تولى قضيته الطبيب الشاب جان مارك غاسبار إيتار، الذي عمل مع الصبي مدة خمس سنوات وأعطاه اسم “فيكتور”. كان إيتارد مهتما بتحديد ما الذي يمكن أن يتعلمه فيكتور. وضع إجراءات لتعليم كلمات الصبي وسجل تقدمه. شق إيتارد طريقا جديدا في تعليم المتأخرين في النمو مستندا على عمله مع فيكتور.

الرد
نورة علي الحيص 22 أبريل، 2021 - 9:30 ص

يعطيك العافيه دكتور ،،
كل فترة يصدمنا العلم بمعلومات جديدة ، فالاطفال المتوحشون هم اشخاص تربوا من غير تدخل الانسان بسن مبكر في البراري و الغابات في وسط الحيوانات ، وتكيفوا معهم ليجدوا ان لا يريدون موطن غير الحياة في الغابات و البراري و يرفضوا مجتمعنا ، فعاشوا الاطفال مع الحيوانات فذكرنا بقصص الخيال من الدهشه ولكنها حقيقه ، فأعطوا صدمه اشبه بثورة للعلوم النفسيه ، فبعض المفكرين و العلماء رفضوا ان يصدقوا هذه الفكرة لكونها اشبه بالخيال و يعتقدون ان من المستحيل ان الطفل يعتمد على نفسه بسن مبكره ، و البعض صدق الدلائل ، فالعالم كل فتره يصدمنا بفكره او معلومه جديدة ، و اسأل الله يحفظنا و يحفظ الاطفال و يحميهم و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الرد
دلال منصور الرشيدي 17 مايو، 2021 - 8:58 م

تحياتي لك د. علي على هذا المقال الرائع، والذي أعاد بي لذاكرة رواية ” ملك الذباب” – “Lord of the flies” لكاتبها ويليام جولدنق- وهي بإختصار لمجموعة من الأطفال دون الثانية عشرة حدث عطل في الطائرة اللتي كانوا يستقلونها فوجدوا نفسهم فجأة في جزيرة ولا يوجد بها أشخاصا غيرهم، ليبدأ مسلسل الوحشية بينهم والميول الشريرة اللتي بداخلهم حتى يقتل أحدهما الآخر، ليتخلوا بعدها عن عالم البراءة و المجتمع المدني الذي كانوا يعيشون به.
كما استحضرت في مخيلتي وأنا اقرأ مجموعة القصص والأمثلة المطروحة عن الاطفال المتوحشين، لأستذكر تجربة للممثلة مارينا ابراموفيتش حيث وقفت لمدة ست ساعات صامتة ووضعت أمامها سكينا، وردة، مسدس، شموع وكتبت وثيقة بأنها لن تقاضي احدا في حال تسبب لها بالضرر خلال الست ساعات، بدا الأمر طبيعيا في البداية إلا ان الأمر تطور بعد ذلك لينغزها البعض بالسكين وقاموا بتمزيق ملابسها وأيضا تصويب المسدس على رأسها، ولم تكن ردة فعلها الا الدموع، لتخرج سيدة من بين الحضور وتمسح دموعها وقامت الأخريات بتغطيتها بالملابس، وبعد مرور الست ساعات أثبتت مارينا أن الإنسان بطبيعته يملك ميولا عدوانية حتى لو لم يقم أحدا بإلحاق الأذى به.
دكتوري الفاضل،
أتفق معك، بأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وعلمه البيان ليكون أفضل خلقه وخليفته في الأرض، إلا أن النزعة العدوانية قد تكون بداخل كل شخص منا، لتخرج متى أتيحت لها الفرصة والظروف الملائمه.

الرد
شهد رائد راشد العازمي 18 مايو، 2021 - 4:09 م

الطفل يصبح متوحشا هو اصطلاح يطلق على طفل الذي يعيش معزولاً عن الاتصال البشري من سن مبكرة جدا، وبعيداً عن مفهوم الأسرة ودلالاتها، وما توفره من الرعاية.

والاطفال المتوحشين هم الأطفال الذين عاشوا منذ صغرهم دون اتصال بشري ، يظهرون في الأعمال الأسطورية والخيالية ، عادةً كشخصيات بشرية تربيتها الحيوانات. غالبًا ما يكون تراثهم المزدوج مفيدًا لهم ، حيث يحميهم من التأثير المفسد للمجتمع البشري (طرزان) ، أو السماح بالتنمية والتعبير عن طبيعتهم الحيوانية (إنكيدو) ، أو إتاحة الوصول إلى الحكمة والتقاليد التي تعيش بها الحيوانات في البرية (ماوكلي.

قال جان جاك روسو (1896) إن الإنسان جيد بطبيعته بينما المجتمع هو الذي يفسده. من جانبه .

من ناحية أخرى ، وخاصة بالنسبة لأولئك “الأطفال البرية” الذين عاشوا مع الحيوانات, عادة ما يكون الذكاء الطبيعية) متطورًا بدرجة عالية. هذه هي القدرة على إدراك العلاقات بين الأنواع .

الرد
ديما ناصر العتيبي 22 مايو، 2021 - 6:36 م

مقال أقرب للخيال ولولا قراءتي له لما علمت بوجود مثل هذه القصص على أرض الواقع، حيث تناول موضوع الأطفال المتوحشين وهم أطفال رمتهم الاقدار إلى حياة البراري والغابات.
ووجد هؤلاء الأطفال أنفسهم في أحضان الحيوانات التي اهتمت بهم ومنحتهم الرعاية والحب والحنان، وتلقوا على أيدي هذه الحيوانات كل التدريبات والمهارات الضرورية لاستمرارية الحياة.
وليس من الغريب أن هؤلاء الأطفال عندما قدر لهم الرجوع للمجتمع الإنساني بذلوا كل ما في وسعهم للهروب والعودة إلى البراري بسبب فقدانهم لإمكانيات التكيف.
ووضحت المقالة حقيقة هؤلاء الأطفال وأهم الأحداث التي دونت حول حياتهم وتجاربهم، وأجابت عن أبرز الأسئلة التي يطرحها الناس حول هذا الموضوع ودعمت إجاباتها بوثائق ومعطيات علمية.

الرد
نوال سعد سالم 25 مايو، 2021 - 3:47 ص

الإرهاب التربوي:
تكلم الدكتور علي وطفه في هذا المقال عن ان السياسية التربوية في أغلب بلدان العالم تسعى إلى تجسيد المبدأ الديمقراطي في العمل التربوي، وتتبنة النظريات الحديثة في مجال التربية والتعليم. ومع ذلك مازالت مظاهر العنف تجد مكانا لها بين جدران المدرسة والمؤسسات التربوية المحتلفة. ومازالت وجنات الأطفال تتوهج تحت تأثير الصفعات، وأيديهم ترتعش تحت وطأة العصي والمساطر، ناهيك هما يتعرضون له من حملات التوبيخ والشتائم وابجديات القهر والتهديد في إطار المدرسة والمنزل وعلى دروب تحصيلهم العلمي والمعرفي فمازالات أساليب التربية التقليدية تهيمن بشكل واسع في أوساطنا الاجتماعية المختلفة ومن الإرهاب التربوي المنازعات الزوجية والخلافات بين الزوجين في إطار الاسرة والشجار الذي يحدث بين الاخوة واعتماد الإباء والامهات على أسلوب الضرب المباشر للأطفال.

الرد
ارزاق خالد العازمي 29 مايو، 2021 - 3:34 ص

بعد الإطلاع على كل النقاط التي ناقشها الدكتور على أسعد وطفة من خلال هذا المقال يمكن القول بأن هذا المقال من المقالات المتميزة ، حيث وضح لنا من خلاله تأثير العزلة على الأطفال ، حيث تشهد الحياة الاجتماعية وجود حالات لأطفال فرض عليهم العيش فى عزلة تامة عن محيطهم الاجتماعي عن طريق السجن والحبس والإهمال وهذه العزلة قد أثرت عليهم من الناحية الفكرية ومن الناحية الاجتماعية ، ومن وجهة نظري أري أن من أهم مميزات هذا المقال أن الدكتور على أسعد وطفة ذكر من خلاله عدد من الأطفال الذين عاشوا حياة العزلة ، لذلك نجده يقول فى هذا المقال ، ومع أهمية الوثائق والمعطيات التي نجدها حول أطفال التوحش فإنه يمكن التركيز على عدة حالات لأطفال خضعوا بشكل علمي منظم للدراسة والبحث العلمي هي ، حالات آمالا وكامالا وفيكتور، وقد شكلت هذه الحالات منطلق التوجهات العلمية التي اعتمدت لنقض الأطروحة التي ترى فى حقائق الأطفال المتوحشين مجرد أوهام سيكولوجية نسجها خيال هؤلاء الذين يبحثون عن عوامل الدهشة والمبالغة فيقدمون الواقع فى صيغة أسطورية مبالغ فى أحداثها ، لذلك وبناء على كل ما تقدم يمكن القول بأن البيئة التي ينشأ فيها الطفل هي التي تحدد سلوكه وتحدد طريقة تعامله مع الآخرين.

الرد
شوق ضيدان السبيعي 8 يونيو، 2021 - 12:48 م

الطفل المتوحش هو اصطلاح يطلق على طفل الذي يعيش معزولاً عن الاتصال البشري من سن مبكرة جدا، وبعيداً عن مفهوم الاسرة ودلالاتها ، وما توفره من الرعاية، والمحبة, والسلوك الاجتماعي ، والأهم من ذلك من لغة التخاطب ، غالبًا ما يكون طفل البرية أو الطفل الوحشي طفلًا منبوذًا من والديه؛ لاعتقادهم أنه يعاني تأخرًا عقليًّا أو بدنيًّا ، تحدث هذه الحالة عندما يفقد الطفل أحد والديه فيلوذ بالهرب بعيدًا، أو عندما يهرب من سوء المعاملة من قِبل والديه، فينتهي المطاف بالنسبة إلى الأغلبية العظمى منهم في الغابة، وعادة ما تكون تنشئتهم بين حيواناتها ، التاريخ الإنساني حافل بالغرائب والعجائب، وعلى رأسها تلك القصص حول أطفال البرية، ما بين طفل البرية الذي نشأ كحيوان أليف في حديقة الملك جورج الأول ملك إنجلترا، وحتى الطفل الهندي الذي تربى بين الذئاب!

الرد
عائشة جابر الونده 12 يونيو، 2021 - 8:07 م

يعطيك العافيه دكتور على المقاله المفيده
اتفق على ان كل انسان على وجه الارض به نزعة عدوانية ، وايضا هناك اسباب كثيره لانتاج الشخص العدوانية ،فالطفل منذ ولادته يكون طفل بريء ولكن اذا كان يتعرض للعنف والذي يعيش معزولا عن الاتصال البشري من سن مبكر ، وبعيد عن الاسره التي تعطف عليه وتحبه وتقوم بتدليله ،سوف ينتج منه طفل سلبي متوحش اناني عدواني ، ولا الومه لانه لم يتلقى اي حب من صغره فيكف يعطيه شخص اخر وهو فاقده بالاساس ، وايضا الاطفال الذين لا يكون عندهم اي اتصال مع البشر كل الاطفال في الرسوم المتحركه ( ماكولي فتى الادغال ) فنرى انه عنيف يهجم على الحيوانات ويقطعها بانيابه ، فهذا الشخص لم يعيش في مجتمع يعلمه الصح من الخطا فبذلك ينتج منه شخص متوحش

الرد
فاطمه عويد الصليلي 12 يونيو، 2021 - 11:53 م

الطفل المتوحش هو اصطلاح يطلق على طفل الذي يعيش معزولاً عن الاتصال البشري من سن مبكرة جدا، وبعيداً عن مفهوم الاسرة ودلالاتها ، وما توفره من الرعاية، والمحبة, والسلوك الاجتماعي ، والأهم من ذلك من لغة التخاطب، ظهرت حول العالم بعض حالات الأطفال الذين يزعم بأنهم تربوا على يد حيوانات في بداية القرن 21 ، ولكن أكد العلماء أن القوة العلمية وراء ظاهرة الأطفال المتوحشين تدور حول الإرتباط بين الطبيعة والنشأة ، وأنه إذا ارادنا أن نصل إلي عمق الإنسان وهويته يجب أن نتخلص من الأشياء التي أضافها المجتمع والتربية إلي الإنسان الطبيعي الذي خلق طبيعي

الرد
آمنة المري 13 يونيو، 2021 - 9:33 ص

ظهرت حول العالم بعض حالات الأطفال الذين يزعم بأنهم تربوا على يد حيوانات في بداية القرن 21 ، ولكن أكد العلماء أن القوة العلمية وراء ظاهرة الأطفال المتوحشين تدور حول الإرتباط بين الطبيعة والنشأة ، وأنه إذا ارادنا أن نصل إلي عمق الإنسان وهويته يجب أن نتخلص من الأشياء التي أضافها المجتمع والتربية إلي الإنسان الطبيعي الذي خلق طبيعي.

الرد
رغد جمال العتيبي 18 يونيو، 2021 - 9:09 ص

احييك دكتوري على هذا المقال الغريب ، ارى ان مثل هذه المواضيع يجب ان تناقش و تطرح بشكل اكبر لغرابتها و اهميتها ، من يستطيع التصديق ان مثل هؤلاء الاطفال موجودون فعلًا على ارض الواقع انتهى بهم المطاف بهذا الشكل ليعيشوا هذه الحياة.
عيش الاطفال بمثل هذا المحيط و نجاتهم من الموت و الافتراس امر يدعوا للتساؤل و العجب. و الأعجب من ذلك رفض الاطفال المتوحشين العيش مع البشر بعد ان حصلت لهم الفرصه لذلك.

الرد
رغد محمد العازمي 20 يونيو، 2021 - 2:56 ص

مقال غريب ومشوق ورائع اشكرك دكتوري ..
الاطفال المتوحشين هم اطفال جعلتهم الحياه يعيشون في حياه البراري والغابات ، ووجدو انفسهم في حياه الغابات في احضان الحيوانات وفي عزله تامه وهذه العزله اثرت عليهم بالفكر والمجمتع ، و الطفل المتوحش هو اصطلاح يطلق على طفل الذي يعيش معزولاً عن الاتصال البشري من سن مبكرة جدا، وبعيداً عن مفهوم الاسرة ودلالاتها ، وما توفره من الرعاية، والمحبة, والسلوك الاجتماعي ، وهم اطفال تلقوا على ايدي الكائنات ولكن المدهش والغريب انه هولاء الاطفال فقدوا خصوصيتهم الانسانيه ، وكل انسان على وجه الكره الارضيه به نزعه عدوانيه واعيد شكري لك دكتوري على هذا المقال المشوق

الرد
هاجر عيد الحربي 22 يونيو، 2021 - 10:08 م

سلمت يمناك دكتور على المقالة الأكثر من رائعة
الطفل المتوحش هو طفل نشأ بعيدًا منعزلًا عن البشر، يفتقد إلى جوهر الإتصال البشري بغيره، وغالبًا ما يحدث ذلك في سن صغير جدًا، ونتيجة لذلك يكبر الطفل دون أي احتكاك أو تعامل مع البشر، يكبر وهو لا يملك أي خبرة في التعامل أو اللغة أو السلوك الإنساني الطبيعي، غالبًا ما يكون الطفل الوحشي طفلًا منبوذًا من والديه؛ لاعتقادهم أنه يعاني تأخرًا عقليًا أو بدنيًا.
تحدث هذه الحالة عندما يفقد الطفل أحد والديه فيلوذ بالهرب بعيدًا، أو عندما يهرب من سوء المعاملة من قِبل والديه، فينتهي المطاف بالنسبة إلى الأغلبية العظمى منهم في الغابة، وعادة ما تكون تنشئتهم بين حيواناتها.

الرد
هيا الحميدي 23 يونيو، 2021 - 1:23 ص

الطفل المتوحش هو اصطلاح يطلق على الطفل المعزول عن المجتمع وليس له اي اتصال بالاخرين في سن مبكرا جدا ، وهم فئه تربوا من غير تدخل انساني ، وتكيفوا في البراري والغابات في وسط الحيوانات في كل فتره ننصدم بقصص يمر فيها العالم ، ولكن البعض لم يصدقوا هذي الظاهره قد يثر دهشه البعض من البشر.

الرد
نوف احمد العازمي 24 يونيو، 2021 - 7:38 ص

مقاله مثيره للاهتمام دكتور،،،
فمن الغريب ان نسمع بطفل متوحش غالباً لاننا نرى الاطفال بصوره بريئه لانراهم بصوره متوحشه نهائياً ، فهذا مثير للاهتمام فالطفل المتوحش هو اللذي انعزل عن الاتصال البشري غالباً ويتربى في بيئه أليمة و غير مناسبه للاطفال فهنا يولد الوحش بداخل ذالك الطفل ، مع بدايه القرن ال٢١ ظهرت بعض القصص عن اطفال ولدوا فيه بيئه حيوانيه وجعلت من الاطفال البريئين لوحوش صغيره فلا ندري مدى مصداقيه تلك القصص ولكن انا اصدق انه هناك من عاش في البراري والغابات وتحول الى وحش كما يقول البعض فانا لا ارى انه يجعل من الطفل وحش لكن لسوء حظه وقسوه الذين وضعوه بهذه البيئه هم الوحوش .

الرد
بسمه جابر العنزي 25 يونيو، 2021 - 10:56 م

كل الشكر لك دكتوري العزيز على طرح هذه المقاله ،،،

الأطفال المتوحشون هم أطفال رمتهم أقدارهم لحياة في البراري والغابات وجدوا نفسهم في حياة الحيوانات وجدوا العيشه والرعاية وأصبحوا مع الوحوش التي تعايشوا معهم في طبيعة واحدة ولاتقتصر هنا على الأطفال ذو الطبع العدواني ولكن قدر الله لهم أن يعدوا الى الفطرة والمجتمع الأنساني وفي هذه المقالة طرحت حقيقة الأطفال المتوحشين وتم سرد أهم الأحداث والحقائق التي كانت حول حياتهم وطبيعتهم وأنا شخصياً أتردد في تصديق ذلك لأنه يصعب تصديقة ..
فالتوحش الانساني بصورة الكائنات الحيوانية المتوحشة موجوده فقط في الأساطير والروايات ، وأهتم بحالة الأطفال المتوحشين أهم المفكرين والفلاسفة والعلماء مثل قصة الطفل هيس والطفله أنا وغيرهم الكثيرين فقد تأثرت فعلاً بالقراءه عنهم فالطفل نعمه عظيمه من الله عز وجل يجب ان نتقبلها سواء كان سليم ام معاق ومريض او غبياً ولانتركه يذهب للموت تحت اسم الظروف إذا انهم وجدوا بعيداً عن محيط الانسانية .

الرد
غلا نواف المطيري 26 يونيو، 2021 - 4:40 م

سلمت أناملك دكتورنا
هناك من يصدق ومن يكذب وجود هؤلاء الأطفال المتوحشون ولكن يمكن أن ننطلق من مفهوم التعود وتوضيحا لذلك
فإذا تخيلنا ان هناك طفلين مات ذويهم أحدهم ترك وسط جزيرة مع حيوانات ونمى وسطهم فهل يأخذ الطابع الإنساني ؟ وأخر ترك وسط المدينة وتبناه
أحدى الأسر ونمى على البشر فبالتالي سيأخذ الطابع الإنساني ، أمأ الفئة الأولى عاشوا وقتا طويلا مع الحيوانات فطبعت عليهم طبائعها

الرد
فرح جابر مبارك 27 يونيو، 2021 - 9:05 ص

يعطيك العافيه دكتور علي على هذه المقاله الجميله جدا والمميزه ، الناس نوعان وهما : من يصدق بوجود الأطفال المتوحشون ومن لا يصدق بوجودهم أبدا فمن هم الأطفال المتوحشون ؟ هم اطفال رمتهم أقدارهم لحياه البراري والغابات عاشوا لوحودهم من غير احتواء وحضن يحتويهم عاشوا مع الحيوانات وحملوا الطبع العدواني مع هذه الطبيعه التي عاشوا وتربوا بها علينا الاهتمام بالأطفال المتوحشين اكثر علينا ترك القضايات العادية والتمسك بقضيتهم ومن امثلتهم الطفل هيس والطفله انا فليس لهم اي ذنب بما حدث لهم وعلينا تقبلهم ومساعدتهم ومحاوله جعلهم التأقلم مع الناس فهم أطفالنا عاديون ولكن أقدارهم رمت بهم بظروف اخرى …. شكرا دكتور علي استمتعت بالقراءة جدا

الرد
منار سامي العازمي 27 يونيو، 2021 - 9:17 ص

الطفل المتوحش هو الطفل الذي رمت به الاقدار الي ان يكون بين حيوانات غير قابله للتواصل مثل اي إنسان طبيعي ، الطفل يحتاج الي تواصل بشري وليس حيواني ، اذا اصبح كبر الطفل بدون اي تواصل بشري يصبح هنا طفل متوحش ، ويمكن ان يؤثر هذا على حياته المستقبلية ، ومن الممكن ايضاً ان يجعله بطيء بالتعلم والتواصل ، لانهم عاش مع حيوانات لاتتكلم او تتواصل بشكل يفهمه البشر ، واذا كبر الطفل المتوحش يصعب عليه ان يتفاهم مع البشر و يراهم بصورة غريبة او من الممكن ان يعزل نفسه ويخاف ، لذا من المفزع ان يعيش طفل بهذا الشكل والمفزع اكثر وضع نفسي بمكان هذا الطفل المتوحش وشكراً

الرد
ريم جمعان المطيري 27 يونيو، 2021 - 1:54 م

أشكرك دكتور على المقالة المفيدة والممتعة .
يعتبر موضوع الأطفال المتوحشين من المناقشات الكبرى التي احتلت جزءا هاما من تاريخنا هو الذي يشير إلى تأثير المجتمع في مرحلة الطفولة. كان اثنان من المتحدثين الرئيسيين في هذا النقاش جان جاك روسو من ناحية وتوماس هوبز من ناحية أخرى. كانت أفكاره حول الخير والشر الإنسانية ، قضيتان ، كما سنرى لاحقًا ، مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بما يسمى “الأطفال المتوحشون”.

قال جان جاك روسو (1896) إن الإنسان جيد بطبيعته بينما المجتمع هو الذي يفسده. من جانبه ، صاغ هوبز (1588/2010) العبارة الشهيرة “الرجل ذئب للإنسان” ، وهذا يعني أن الإنسان سيء بطبيعته وأن آليات الرقابة الاجتماعية هي بالضبط ما يمنع هذا الشر من أن ينتهي تدمير

الرد
هيه 27 يونيو، 2021 - 7:22 م

كل الشكر لك دكتور على هذه المقالة
الطفل المتوحش هو اصطلاح يطلق على طفل الذي يعيش معزولا على الاتصال البشري من سن مبكرة جداً وبعيداً عن مفهوم الاسرة ودلالتها وما توفره من الرعاية والمحبة والسلوك الاجتماعي والاهم من ذلك لغة التخاطب

الرد
جنان حسين ميرزا 28 يونيو، 2021 - 10:08 ص

مقاله جميلة وضحت حقيقة الاطفال المتوحشين وهل فعلا حقيقه ولا خيال
الاطفال المتوحشين هم الذين سكنو في الغابات ف سكنو بجانب الحيوانات و اخذو من هذه الحيوانات التدريبات والمهارات الضرورية لاستمرارية الحياة فهم عاشو بعيدا عن الوسط الإنساني حتى اكتسبو من هذه الحيوانات السلوك و تعليم اسلوب حياتهم منهم فيصبح مثلهم فهؤلاء الأطفال لم يتعلموا الكلام أصلا

الرد
منى نايف عقيل 29 يونيو، 2021 - 2:34 ص

يعطيك العافية دكتور علي

“الأطفال المتوحشون” هم أشخاص عاشوا خلال فترة طفولتهم خارج المجتمع, الذي يشمل كلا الأطفال الذين تم حبسهم والأطفال الذين تم التخلي عنهم في البرية. على الرغم من أن الحالات قليلة وفي بعض الحالات تم استجواب وجود العزلة أو أنها تتوافق مع الأساطير ذات المصداقية المحدودة ، هناك أكثر من عشرين حالة تم توثيقها ودراستها بدرجة عالية أو أقل من الدقة

الرد
سهام أنور الشمري 30 يونيو، 2021 - 7:09 م

الطفل المتوحش هو اصطلاح يطلق على طفل الذي يعيش معزولاً عن الاتصال البشري من سن مبكرة جدا، وبعيداً عن مفهوم الأسرة ودلالاتها، وما توفره من الرعاية، والمحبة, والسلوك الاجتماعي.
وجد الأطفال الضائعون في الحيوانات البرية ما عوضهم عن حنان الأم ورعاية الأسرة، وتلقوا على أيدي هذه الكائنات كل التدريبات وابحوا مع الوحوش، لقد تم اعتبار فيكتور كحيوان متوحش الذي يجب تدجينه بالقوة. كما كشفت عن عدم قدرته على التواصل والقيام بأفعال و أعمال البشر، فهو لا يعرف لغتهم، ولا عوائدهم الاجتماعية الضرورية، لهذا يبدو أنه يستحيل عليه العيش وسطهم، أي أن يعيش داخل مجتمع، نستنتج أن الإنسان ليس اجتماعيا بالفطرة بل يصير اجتماعيا بفضل التنشئة الاجتماعية.
تبين أنه لكي ينمو الطفل ويستطيع العيش داخل المجتمع يجب أن يعيش في وسط اجتماعي مع الآخرين. و أن حالة فيكتور تبين أن التنشئة الإجتماعية ممكنة بعد مرحلة الطفولة المبكرة (مافوق خمس سنوات) . و أن الوسط الاجتماعي ضروري بالرغم من أنه قاس.

الرد
مريم فلاح حمود 30 يونيو، 2021 - 9:51 م

‏بعض ظروف الحياة القاسية قد تؤدي إلى تدمر حياة بعض الأفراد مثال على ذلك الأطفال الملقون في البراري والغابات الذين ليس حولهم أحد يحسن تربيتهم الا الحيوانات ‏فياخذون من سماتهم و صفاتهم معتقدين أنهم منهم ‏ومن الممكن أن يكون صعب تربيتهم و إعادة تأهيلهم بسبب ما تربوا عليه ‏وأيضا قد تجدهم يجيدون صيد الأسماك والسباحة ويمشون كالحيوانات ‏ومن الممكن أن يتكلموا كالحيوانات ايضا.

الرد
ديما الثويب 1 يوليو، 2021 - 10:36 ص

‏(الاطفال المتوحشين ما بين الاسطورة و الواقع؛ حقائق تاريخية و معطيات تربوية)

‏مقال جميل جداً استمتعت بقرائته فجميعنا نعرف جيداً قصة (طرزان) و هذه بالفعل قصة حقيقه حدثت في بغداد فقد ضاع هذه الطفل من اهله و تربىٰ على يد الحيوانات و تطبع من طبائعهم و فقد انسانيته و اصبحوا كالوحوش حتى عودتهم للمجتمع الانساني اصبحت صعبه عليهم ولا يتقبلونها، و لكن كيف؟ كيف لا يأكل الحيوان المتوحش الطفل فهو وجبة شهيه له لماذا يختار هذه الحيوان ان يربيه كـ أبن له بدلاً من اكله؟ ارى انه هذه السؤال لا جواب له سواء انه الله قدر و كتب لهذه الطفل الحياة بهذه الشكل، و هؤلاء الاطفال يصحبون متوحشين و تتكون بينهم علاقة وطيده مع الحيوانات المفترسة، و هناك حالات قد وجدت بالفعل مثل (هيس) الذي تربى مع الذئاب و جوفينوس أوفنوس هربنوس و غيرهم الكثير، ينطوي مسرح الحياة الانسانية على مشاهد تتجاوز التصور و مفاجآت كثيره فسبحان الله دائماً و ابداً.

الرد
رهف مبارك محمد العجمي 1 يوليو، 2021 - 7:09 م

أشكرك دكتور على هذه المقاله التي أخذتني بعيدا .وتعرفت من خلالها إلى قصص أغرب من الخيال دائما نظرتي وصورتي للأطفال هي البراءه ولكن هنا رأيت أطفال متوحشون .وجدوا هؤلاء أنفسهم في أحضان الطبيعه وقامت الحيوانات بتربيتهم وكانو ضحية إهمال أو مفقودين أو هروي وهذه الظروف القاسيه التي تؤدي إلى تدمر حياتهم
الذي ليس حولهم أحد يحسن تربيتهم إلا الحيوانات فيأخذون من صفاتهم وسماتهم واعتقد أن بعد هذا صعب تربيتهم من جديد وإعادة تأهيلهم للحياةبسبب ماعاشو وتربوا عليه

الرد
رزان احمد الجويسري 1 يوليو، 2021 - 9:28 م

فعلاً الاطفال ظروف قاسية التي يخضعون لها و الحياة التي يشاهدونها من العدوانيه يكتسبون طباع سيئه وهذا يأثر على شخصيتهم ف الطفل المتوحش هو الطفل الذي رمت به الاقدار الي ان يكون بين حيوانات.

الرد
الطاف صالح الرويعي 1 يوليو، 2021 - 11:49 م

شكراً لك دكتور على هذا المقال الرائع.
اتفق معك على ان كل انسان على الارض يمتلك نزعه عدوانية. الطفل المتوحش هو مصطلح يطلق على الطفل الذي يعيش معزولاً عن الاتصال البشري في سن مبكر جداً . وبعيداً عن مفهوم الاسرة ودلالاتها وماتوفره من الرعاية ، والمحبة ، والسلوك الاجتماعي. وهو لا يملك أي خبرة في التعامل أو اللغة أو السلوك الإنساني الطبيعي، غالبًا ما يكون الطفل الوحشي طفلًا منبوذًا من والديه؛ لاعتقادهم أنه يعاني تأخرًا عقليًا أو بدنيًا.

الرد
رهف مبارك العجمي 2 يوليو، 2021 - 12:06 ص

الطفل المتوحش هو اصطلاح يطلق على طفل الذي يعيش معزولاً عن الاتصال البشري من سن مبكرة جدا، وبعيداً عن مفهوم الأسرة ودلالاتها، وما توفره من الرعاية، والمحبة, والسلوك الاجتماعي والاهم من ذلك يكون محروم من لغة التخاطب ولا يعرف الكلام

الرد
ساره لافي زايد العازمي 3 أغسطس، 2021 - 12:41 ص

مقاله مثيره للاهتمام دكتور ..
الطفل المزعج يحدث الكثير من المشاكل في البيت؛ فهولا يريح النائم ولا المستيقظ، وفي المدرسة يشاغب المعلم والإدارة، وفي فناء المدرسة يضايق زملاءه، وكثيراً ما يقلق الجيران ويثير أعصاب من حوله. هنا نتوقف ونسأل الدكتورة نهى ياسين خبيرة الطفولة بمعهد الطفولة بعين شمس.

* التدليل الزائد للطفل وعدم الحزم المطلوب معه يعد من أول أسباب هذا الطفل المزعج؛، وربما كانت القسوة الزائدة والمستمرة مع كثرة الانتقاد والسخرية، ووصفه بالإزعاج وسوء الأدب دوماً يجعله يستمرئ الأمر فلا يتأثر بالعقاب.

الرد
غالية العازمي 5 أغسطس، 2021 - 5:36 م

‎السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دكتوري الفاضل ، استمتعت جدا بقراءة هذه المقاله المفيدة و المثمرة جدا ، طرح جميل
‎شدتني القصص كثيرا بدت القصص كانه قصص خياليه ان امالا و كمالا برايي كانوا يعانون من الاهمال جدا والفقر ايضا والرعايه و بنفس الحال فيكتور طفل الافيرون البري عانى من الوحده ايضا ، كل هذه الاشياء جعلتهم بحاله عقليه و نفسيه وجسديه كسيفه ويرثى لها ، فلاحظت تفاعل الناس مع فيكتور وامالا و كمالا تفاعلهم لا يقل عن الدهشه والاستغراب و الفضول وحب معرفه ما عانوه هؤلاء الاطفال المساكين، وحب الناس للفضول هو طبيعة بهم لكن لا تدخلهم بهم ومحاوله اكتشاف ما عاشوه و عانوه هؤلاء الاطفال فقط من باب الفضول لانها بقمه الوقاحه والانانيه ليسهم لهم حق او فائده منهم فيجب عرضهم على خبراء يعرفون حالتهم ويقيمونها ويعالجونهم ويوفرون لهم الرعايه الصحيحه ومع الاسف هنالك الكثير من الاباء والامهات و الاقارب و القريبين من الاطفال دجالين وكذابين يدعون ان اطفالهم متوحشون بسبب معاملتهم واسائتهم للطفل التي تجعله مريضا نفسيا او عقليا او جسديا وذلك فقط ليعود عليهم بالمنفعه الماليه او لتغذية امراضهم النفسيه التي لم يعالجوها ، فبرايي يجب قبل كل مقابله لشخص متوحش مقابله عائله هذا الشخص المتوحش وملاحظتهم اولا قبل الطفل

الرد
شهد محمد الختلان 5 أغسطس، 2021 - 11:24 م

فعلا الا طفال من يمرون بظروف خاصه من الممكن ان يكون لهم اثر وينعكس على شخصيتهم ،الأطفال المتوحشون” هم أشخاص عاشوا خلال فترة طفولتهم خارج المجتمع, الذي يشمل كلا الأطفال الذين تم حبسهم والأطفال الذين تم التخلي عنهم في البرية. على الرغم من أن الحالات قليلة وفي بعض الحالات تم استجواب وجود العزلة أو أنها تتوافق مع الأساطير ذات المصداقية المحدودة ، هناك أكثر من عشرين حالة تم توثيقها ودراستها بدرجة عالية أو أقل من الدقة ، من المحتمل أن تكون الحالة الأكثر شهرة للطفل الوحشي هي حالة فيكتور دي أفيرون. تم القبض على فيكتور (Itard ، 2012) عندما كان في سن الحادية عشر. بعد أسبوع هرب ، وبعد قضاء فصل الشتاء ، ألقي القبض عليه مرة أخرى عندما كان يختبئ في منزل مهجور. تم نقله إلى المستشفى حيث انتقل لدراسة حالته ، واحدة من أقوى النظريات حول حالة فيكتور هو أنه كان يعاني من اضطراب طيف التوحد. بالنظر إلى السلوكيات الغريبة التي أظهرها ، تخلت عنه عائلته. أيضا, الندوب المتعددة التي كان فيكتور لم تكن بسبب الحياة البرية, ولكن يتوافق مع الاعتداء الجسدي قبل عندما تم العثور عليها في الغابة.

الرد
دلال سمير الشهاب 7 أغسطس، 2021 - 8:48 م

شكراً لك دكتور علي على هذا المقال الأكثر من رائع
بالفعل ظروف الحياة الانسانية هي التي تحدد مصير و حياة الإنسان و خصيصاً الاطفال فهي التي تسيطر على مسار حياتهم الآتيه سواء كانت ظروف وحشيه او ظروف مرضية او حتى اجتماعية في اهمال الوالدين للطفل و تهميشه يترتب على ذلك آثار سلبية حيث يقوم الطفل بتصرفات ربما تحوله لشخص غريب الاطوار تسوده حياه الغموض وخصيصاً الاطفال الذين يضيعو في الغابات او البراري ولا يكون لهم اي اثر سوف نلاحظ عليهم بانهم عاشو قصص اشبه بالخيال كقصة طرزان فيصبح الطفل ذو طبع غريب اشبه بتصرفات الحيوان في جميع النواحي

الرد
اسماء شبيب العازمي 8 أغسطس، 2021 - 5:16 م

الأطفال المتوحشون” هم أشخاص عاشوا خلال فترة طفولتهم خارج المجتمع, الذي يشمل كلا الأطفال الذين تم حبسهم والأطفال الذين تم التخلي عنهم في البرية. على الرغم من أن الحالات قليلة وفي بعض الحالات تم استجواب وجود العزلة أو أنها تتوافق مع الأساطير ذات المصداقية المحدودة ، هناك أكثر من عشرين حالة تم توثيقها ودراستها بدرجة عالية أو أقل من الدقة ، لم تكن عودة هؤلاء “الأطفال المتوحشين” إلى المجتمع سهلة. بعض العوامل مثل درجة العزلة والعمر الذي كانت عليه عندما تكون خارج المجتمع ، فبعض الحالات هناك اطفال هربوا من المجتمع البشري ورجعوا الى مجتمهم الذين اعتادو عليه (مجتمع الحيوانات) ، كذلك هناك اطفال وضعوهم البشر في المصحات العقليه بسبب صعوبه استقبالهم للمعلومات.

الرد
شوق ضيدان السبيعي 9 أغسطس، 2021 - 6:05 م

تفيض الأساطير والحكايات القديمة بصور لكائنات إنسانية متوحشة وتنطوي هذه الأساطير على تلميحات وتصريحات لعلاقات وشيجة بين الأطفال وبين كائنات ووحوش مفترسة مرعبة. ففي القصص التي رواها المؤرخ العظيم هيرودوت يحدثنا عن كائنات إنسانية متوحشة عاشت وتربّت في رعاية حيوانات برّية متوحشة. لقد عاش تيرو وتربّى بين العجول والأبقار، وكان زوس Zeus قد رضع من ثدي العنزة امالثي وتربّى في أحضانها، وكان ريمولوس ورومولوس قد عاشا وربيا كل منهما في أحضان أمهات ذئاب.
ونجد مثل هذه القصص في الأدب الفارسي الذي يموج بحكايات خرافية عن أطفال عاشوا وتربّوا في أحضان الدببة والذئاب. وهذا ما نجده أيضا في الأساطير اليابانية عن القردة الحاضنة للإنسان. كما نجد مثل هذه القصص في الأسطورة الهولندية لعروس البحر التي قذفت بها الأمواج على شاطئ ادام في القرن الخامس عشر. وهذا كله يعبر عن هواجس إنسانية وخيالات مغرقة في القدم حول طبيعة العلاقة الممكنة بين الإنسان والكائنات البريّة. وإذا كانت الأسطورة تشحذ إمكانيات الخيال فتأتي الصورة في أكثر تجليات الجمال إبداعا وسحرا، فإن الواقع أحيانا قد يفوق ما يكتنزه الخيال من جمال ومن قدرة على الإدهاش. وهذا ما نجده في الاكتشافات الواقعية لطبيعة العلاقة بين الأطفال المتوحشين والحيوانات البرية.

الرد
نوره محمد المري 10 أغسطس، 2021 - 12:11 ص

اشكرك دكتور على هذا المقال الجميل
الأطفال المتوحشون” هم أشخاص عاشوا خلال فترة طفولتهم خارج المجتمع, الذي يشمل كلا الأطفال الذين تم حبسهم والأطفال الذين تم التخلي عنهم في البرية. على الرغم من أن الحالات قليلة وفي بعض الحالات تم استجواب وجود العزلة أو أنها تتوافق مع الأساطير ذات المصداقية المحدودة ، هناك أكثر من عشرين حالة تم توثيقها ودراستها بدرجة عالية أو أقل من الدقة

الرد
دانه منيف منور المطيري 11 أغسطس، 2021 - 1:59 ص

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اشكرك دكتور على هاذي المقاله …
البيئة التي يتربى فيها الطفل لها تأثير كبير وفعّال في حياته وتكوين شخصيته فالإنسان منذ طفولته يتأثر وينفعل بكل ما يحدث حوله من أعمال وممارسات، والأطفال يكتسبون أخلاقهم وسلوكياتهم من البيئة والأشخاص المحيطين بهم ، ((الطفل المتوحش))هو الذي يعيش مع الحيوانات وفي البر والغابات ، اكتشفو نفسهم في وسط الغابات مع الحيوانات المفترسه والغير مفترسه ،ولقد هؤلاء الاطفال تعلمو المهارات وتدربو مع الحيوانات ،والمدهش في ذلك مثل ما ذكرت دكتورتنا العزيز انه أن هؤلاء الأطفال قد فقدوا خصوصيتهم الإنسانية.

الرد
أسماء احمد العازمي 20 أغسطس، 2021 - 8:59 م

اشكرك دكتوري الفاضل على طرح هذا الموضوع الممتع ، عندما نقرأ كلمة ” الاطفال المتوحشون ” نشعر بشيء غريب ، فالطفل بطبيعته كائن لطيف بريء ، قال جان جاك روسو إن الإنسان جيد بطبيعته بينما المجتمع هو الذي يفسده ؟ من جانبه ، صاغ هوبز العبارة الشهيرة “الرجل ذئب للإنسان” ، وهذا يعني أن الإنسان سيء بطبيعته وأن آليات الرقابة الاجتماعية هي بالضبط ما يمنع هذا الشر من أن ينتهي تدمير البيئة الي يولد بها الطفل هي من تحدد هذا الجانب ، ووالديه أيضاً ، فعندما يكبر ببيت نظيف وعائله خالية من المشاكل سوف نجد طفل طبيعي ، اما عندما يكبر بعائله مشتته ، ليس لديها مبدأ ، هنا نجد اطفال متوحشون ، على الرغم من أن هناك العديد من حالات “الأطفال المتوحشين” الذين عاشوا مع حيوانات مثل الماعز والكلاب والغزلان والذئاب والقردة ، وما إلى ذلك ، يتم رفض العديد من هذه الحالات بسبب نقص البيانات التي تثبت صحتها.

الرد
هاجر عبدالله الحجاج 21 أغسطس، 2021 - 12:56 ص

الأطفال المتوحشون
هم أشخاص عاشوا خلال فترة طفولتهم خارج المجتمع, الذي يشمل كلا الأطفال الذين تم حبسهم والأطفال الذين تم التخلي عنهم في البرية. على الرغم من أن الحالات قليلة وفي بعض الحالات تم استجواب وجود العزلة أو أنها تتوافق مع الأساطير ذات المصداقية المحدودة ، هناك أكثر من عشرين حالة تم توثيقها ودراستها بدرجة عالية أو أقل من الدقة الطفل المتوحش اصطلاح يطلق على طفل الذي يعيش معزولاً عن الاتصال البشري من سن مبكرة جدا، وبعيداً عن مفهوم الأسرة ودلالاتها، وما توفره من الرعاية، والمحبة, والسلوك الاجتماعي والأهم من ذلك من لغة التخاطب.

الرد
شيماء صالح الكريباني 22 أغسطس، 2021 - 12:07 ص

شكرا على هذه المقالة الرائعة التي تجذب القارئ من حيث عنوانها و اللتي هي اقرب للخيالي ، فالطفل المتوحش هو اصطلاح يطلق على الطفل الذي يعيش معزولا عن البشر من بداية حياته ونشأ خارج اية جماعة اجتماعية ، فهم عاشو بعيدا عن البشر الانسان كمفهوم اوضح و عاش بالغابات و القرب من الحيوانات ، ولاكن اكد العلماء ان القوة العلمية وراء ظاهرة الاطفال المتوحشين تدور حول الارتباط بين الطبيعة و المنشأ ، ومن الاقرب للخيال و ان كانت حقيقة هي ان يقولو انه وحد اطفال يعيشون بالغابات بعيد عن ابائهم ، وفي النهاية نجد انه كثير من القصص عن الاطفال المتوحشين الذين عثر عليهم في الغابات تفوق حدود تصديق العقل البشري .

الرد
آمنه ماجد الطريبيل 22 أغسطس، 2021 - 10:51 م

يعطيك العافيه دكتور كل فترة يصدمنا العلم بمعلومات جديدة ، فالاطفال المتوحشون هم اشخاص تربوا من غير تدخل الانسان بسن مبكر في البراري و الغابات في وسط الحيوانات ، وتكيفوا معهم ليجدوا ان لا يريدون موطن غير الحياة في الغابات و البراري و يرفضوا مجتمعنا الأطفال المتوحشون” هم أشخاص عاشوا خلال فترة طفولتهم خارج المجتمع, الذي يشمل كلا الأطفال الذين تم حبسهم والأطفال الذين تم التخلي عنهم في البرية. على الرغم من أن الحالات قليلة وفي بعض الحالات تم استجواب وجود العزلة أو أنها تتوافق مع الأساطير ذات المصداقية المحدودة هناك أكثر من عشرين حالة تم توثيقها ودراستها بدرجة عالية أو أقل من الدقة الطفل المتوحش اصطلاح يطلق على طفل الذي يعيش معزولاً عن الاتصال البشري من سن مبكرة جدا، وبعيداً عن مفهوم الأسرة ودلالاتها، وما توفره من الرعاية، والمحبة, والسلوك الاجتماعي والأهم من ذلك من لغة التخاطب.

الرد
امنه ماجد الطريبيل 22 أغسطس، 2021 - 11:56 م

أكد العلماء أن القوة العلمية وراء ظاهرة الأطفال المتوحشين تدور حول الإرتباط بين الطبيعة والنشأة ، فالطفل منذ ولادته يكون طفل بريء ولكن اذا كان يتعرض للعنف والذي يعيش معزولا عن الاتصال البشري من سن مبكر ، وبعيد عن الاسره التي تعطف عليه وتحبه وتقوم بتدليله ،سوف ينتج منه طفل سلبي متوحش اناني عدواني ، ولا الومه لانه لم يتلقى اي حب من صغره فيكف يعطيه شخص اخر وهو فاقده بالاساس

الرد
رغد فواز عواد العازمي 23 أغسطس، 2021 - 1:19 م

شكراً لجهودك على هذا المقال
قال جان جاك روسو (1896) إن الإنسان جيد بطبيعته بينما المجتمع هو الذي يفسده. من جانبه ، صاغ هوبز (1588/2010) العبارة الشهيرة “الرجل ذئب للإنسان” ، وهذا يعني أن الإنسان سيء بطبيعته وأن آليات الرقابة الاجتماعية هي بالضبط ما يمنع هذا الشر من أن ينتهي تدمير.
والأطفال المتوحشون” هم أشخاص عاشوا خلال فترة طفولتهم خارج المجتمع, الذي يشمل كلا الأطفال الذين تم حبسهم والأطفال الذين تم التخلي عنهم في البرية. على الرغم من أن الحالات قليلة وفي بعض الحالات تم استجواب وجود العزلة أو أنها تتوافق مع الأساطير ذات المصداقية المحدودة ، هناك أكثر من عشرين حالة تم توثيقها ودراستها بدرجة عالية أو أقل من الدقة..

الرد
هيا مشاري النويعم 24 أغسطس، 2021 - 9:02 م

الطفل المتوحش هو اصطلاح يطلق على طفل الذي يعيش معزولاً عن الاتصال البشري من سن مبكرة جدا، وبعيداً عن مفهوم الأسرة ودلالاتها، وما توفره من الرعاية، والمحبة, والسلوك الاجتماعي.
وجد الأطفال الضائعون في الحيوانات البرية ما عوضهم عن حنان الأم ورعاية الأسرة، وتلقوا على أيدي هذه الكائنات كل التدريبات وابحوا مع الوحوش، لقد تم اعتبار فيكتور كحيوان متوحش الذي يجب تدجينه بالقوة. كما كشفت عن عدم قدرته على التواصل والقيام بأفعال و أعمال البشر، فهو لا يعرف لغتهم، ولا عوائدهم الاجتماعية الضرورية، لهذا يبدو أنه يستحيل عليه العيش وسطهم، أي أن يعيش داخل مجتمع، نستنتج أن الإنسان ليس اجتماعيا بالفطرة بل يصير اجتماعيا بفضل التنشئة الاجتماعية.
تبين أنه لكي ينمو الطفل ويستطيع العيش داخل المجتمع يجب أن يعيش في وسط اجتماعي مع الآخرين. و أن حالة فيكتور تبين أن التنشئة الإجتماعية ممكنة بعد مرحلة الطفولة المبكرة (مافوق خمس سنوات) . و أن الوسط الاجتماعي ضروري بالرغم من أنه قاس

الرد
خلود حامد شبيب العازمي 25 أغسطس، 2021 - 2:33 م

يعطيك العافيه دكتور
بعد الاطلاع على هذا المقال ,يمكن القول بأن هذا المقال من المقالات المميزه والنادره, الطفل المتوحش هو الذي يطلق على طفل الذي يعيش معزولاً عن البشر في سن مبكر، وبعيداً عن الاسرة , مما ادى الى وجود حالات لأطفال فرض عليهم العيش فى عزلة تامة عن محيطهم الاجتماعي عن طريق السجن والإهمال وهذه العزلة أثرت عليهم من الناحية الفكرية ومن الناحية الاجتماعية ,الطفل يحتاج الي تواصل بشري وليس حيواني ، اذا كبر الطفل المتوحش يصعب عليه ان يتفاهم مع البشر و يراهم بصورة غريبة او من الممكن ان يعزل نفسه ويخاف .

الرد
نور سعود العازمي 26 أغسطس، 2021 - 9:38 ص

يعطيك العافيه دكتورنا الفاضل ،،
فقد ظهرت حول العالم بعض حالات الأطفال الذين يزعم بأنهم تربوا علي يد حيوانات في بداية القرن الواحد والعشرون ،وظهرت أكثر هذه القصص شهرة في شمالي الهند في عام ١٩٢٠م
عندما كان أحد المراسلين مسافر عبر غابة البنغال وتعرض لصدمة كبيرة حينما اكتشف طفلتين يعيشان مع قطيع من الذئاب وقام فريق انقاذ بإنقاذهما .
ومن المحتمل ان تكون الحالية الاكثر شهرةً للطفل الوحشي ” فيكتور دي أفيرون ” قد تم القبض عليه عندما كلن في سن الحادية عشر سنة . بعد اسبوع هرب وبعد قضاء فصل الشتاء ، ألقي القبض عليه مره أخرى يختبئ في منزل مهجور ، تم نقله الى المستشفى حيث تم دراسك حالته.
واحده من اقوى النظريات حيث كان يعاني فيكتور من اضطراب طيف التوحد . بالنظر الى سلوكياته الغريبة التي اظهرها .

الرد
Jamila yosef Alazmii 28 أغسطس، 2021 - 5:30 م

كل الشكر على هذه المقاله
الطفل المتوحش هو اصطلاح يطلق على طفل الذي يعيش معزولاً عن الاتصال البشري من سن مبكرة جدا، وبعيداً عن مفهوم الأسرة ودلالاتها، وما توفره من الرعاية، والمحبة, والسلوك الاجتماعي. والأهم من ذلك من لغة التخاطب. لأطفال المتوحشين تدور حول الإرتباط بين الطبيعة والنشأة، من وجهه نظري ارى بان الحياه هي من تجعله متوحش لان الطفل منذ ولادته يكون بريئ، إذا ارادنا أن نصل إلي عمق الإنسان وهويته يجب أن نتخلص من الأشياء التي أضافها المجتمع والتربية إلي الإنسان الطبيعي الذي خلق طبيعي

الرد
فاطمة عبدالله محمد الرشيدي 28 أغسطس، 2021 - 10:40 م

واحدة من المناقشات الكبرى التي احتلت جزءا هاما من تاريخنا هو الذي يشير إلى تأثير المجتمع في مرحلة الطفولة. كان اثنان من المتحدثين الرئيسيين في هذا النقاش جان جاك روسو من ناحية وتوماس هوبز من ناحية أخرى. كانت أفكاره حول الخير والشر الإنسانية ، قال جان جاك روسو (1896) إن الإنسان جيد بطبيعته بينما المجتمع هو الذي يفسده. من جانبه ، صاغ هوبز (1588/2010) العبارة الشهيرة “الرجل ذئب للإنسان” ، وهذا يعني أن الإنسان سيء بطبيعته وأن آليات الرقابة الاجتماعية هي بالضبط ما يمنع هذا الشر من أن ينتهي تدمير.

لكن, كيف تعرف من كان على حق? على الرغم من أنه من المستحيل فصل طفل عن المجتمع لإثبات ذلك ، لأسباب أخلاقية وأخلاقية ، هناك أطفال نشأوا معزولين عن المجتمع بسبب ظروف مختلفة. وقد سميت هذه الحالات “الأطفال البرية” “أنا لا أحب نفسي” ، قال أحدهم ليشرح ميله إلى المجتمع. “إن معدة المجتمع أكثر صلابة مني ، إنها تحملني”.
-فريدريش نيتشه “الأطفال المتوحشون” هم أشخاص عاشوا خلال فترة طفولتهم خارج المجتمع, الذي يشمل كلا الأطفال الذين تم حبسهم والأطفال الذين تم التخلي عنهم في البرية. على الرغم من أن الحالات قليلة وفي بعض الحالات تم استجواب وجود العزلة أو أنها تتوافق مع الأساطير ذات المصداقية المحدودة ، هناك أكثر من عشرين حالة تم توثيقها ودراستها بدرجة عالية أو أقل من الدقة.

الرد
نجلاء حسن علي مفرح 29 أغسطس، 2021 - 7:49 ص

الأطفال المتوحشون” هم أشخاص عاشوا خلال فترة طفولتهم خارج المجتمع, الذي يشمل كلا الأطفال الذين تم حبسهم والأطفال الذين تم التخلي عنهم في البرية. على الرغم من أن الحالات قليلة وفي بعض الحالات تم استجواب وجود العزلة أو أنها تتوافق مع الأساطير ذات المصداقية المحدودة ، هناك أكثر من عشرين حالة تم توثيقها ودراستها بدرجة عالية أو أقل من الدقة
من المحتمل أن تكون الحالة الأكثر شهرة للطفل الوحشي هي حالة فيكتور دي أفيرون. تم القبض على فيكتور (Itard ، 2012) عندما كان في سن الحادية عشر. بعد أسبوع هرب ، وبعد قضاء فصل الشتاء ، ألقي القبض عليه مرة أخرى عندما كان يختبئ في منزل مهجور. تم نقله إلى المستشفى حيث انتقل لدراسة حالته.

الرد
اسماء عبدالله هادي العجمي 2 سبتمبر، 2021 - 6:31 ص

شكرا عالمقال الشيق ،،،

الطفل المتوحش هو اصطلاح يطلق على طفل الذي يعيش معزولاً عن الاتصال البشري من سن مبكرة جدا، وبعيداً عن مفهوم الأسرة ودلالاتها، وما توفره من الرعاية، والمحبة, والسلوك الاجتماعي. والأهم من ذلك من لغة التخاطب. لأطفال المتوحشين تدور حول الإرتباط بين الطبيعة والنشأة ، ذلك يذكرني بطفل متوحش فرنسي وجد وهو في سن الثانية عشرة تقريبا (كان يمر في سن البلوغ، وقد افترض الأطباء عمره في ذلك الوقت). كان يتحاشى الاختلاط مع الناس لحظة العثور عليه، وقد هرب من الحضارة حوالي ثماني مرات. وفي نهاية المطاف، تولى قضيته الطبيب الشاب جان مارك غاسبار إيتار، الذي عمل مع الصبي مدة خمس سنوات وأعطاه اسم “فيكتور”. كان إيتارد مهتما بتحديد ما الذي يمكن أن يتعلمه فيكتور. وضع إجراءات لتعليم كلمات الصبي وسجل تقدمه. شق إيتارد طريقا جديدا في تعليم المتأخرين في النمو مستندا على عمله مع فيكتور.

الرد
هديل يوسف العازمي 5 سبتمبر، 2021 - 3:12 ص

تلعب ظروف الحياة في مصير وحياة الشخص وبالاخص الاطفال، والطفل المتوحش هو اصطلاح يطلق على الطفل الذي يعيش معزولاً عن الاتصال البشري من سن مبكرة جدا، وبعيداً عن مفهوم الاسرة ودلالاتها، وما توفره من الرعاية والمحبة والسلوك الاجتماعي، والأهم من ذلك من لغة التخاطب،و هؤلاء الاطفال تعلمو المهارات وتدربو مع الحيوانات،والعزلة أثرت عليهم من الناحية الفكرية ومن الناحية الاجتماعية ،الطفل يحتاج الي تواصل بشري وليس حيواني.

الرد
غدير يوسف العازمي 5 سبتمبر، 2021 - 3:17 ص

الطفل المتوحش هو طفل نشأ بعيداً منعزلاً عن البشر ، يفتقد الى جوهر الاتصال البشري بغيره ، وغالباً مايحدث ذلك في سن صغيرة مابين سنتين الى تسعة سنوات ، ونتيجة لذلك يكبر الطفل دون اي احتكاك او تعامل مع البشر ، يكبر وهو لا يملك اي خبرة في التعامل او اللغة او السلوك الانساني الطبيعي ، وغالباً مايكون طفل البرية او الطفل الوحشي طفلاً منبوذاً من والديه لاعتقادهم انه يعني تأخراً عقلياً او بدنياً ، واكد العلماء ان القوة العلمية وراء ظاهرة الاطفال المتوحشين تدور حول الارتباط بين الطبيعة والنشأة ،
اتفق معك بأن الله سبحانه وتعالى خلق الانسان وعلمه البيان ليكون افضل خلقه وخليقته في الارض ، الا ان النزعة العدوانية قد تكون بداخل كل شخص منا ، لتخرج متى اتيحت لها الفرصة والظروف الملائمة.

الرد
عايشة محمد ناصر الهاجري 5 سبتمبر، 2021 - 3:25 ص

شكرا دكتور على هذا المقال الاكثر من رائع استمتعت جداً على قرائته واستفدت منه كثيرا وسمعت اشياء لم اعلم بها من قبل ، «الأطفال المتوحشون» مصطلح علمي حديث محوره الأطفال الذين رمت بهم أقدارهم وهم لا يزالون رضعاً في الغابات والأدغال وما شابه ذلك. ونتيجة لذلك وحسبما يقال فقد قيض الله سبحانه لهؤلاء الأطفال من عطف عليهم وعمد إلى تبنيهم من الذئاب والكلاب والدببة والخنازير وسواها… مما جعل منهم بشراً من ناحية وحيوانات متوحشة من ناحية أخرى.

الرد
شيماء جاسم علي الشريع 7 سبتمبر، 2021 - 3:09 م

يعطيك العافيه دكتور وفعلاً الطفل المتوحش في اغلب الاحيان يكون منعزل عن المجتمع لأنه لم ينشئ اجتماعيا فأصبح معزول عنهم وهو الذي نشأ خارج أي جماعة اجتماعية واستطاع العيش بمفرده منعزلاً بلاعتماد على امكانياتم الخاصة في غياب الراشدين الذي كان من الممكن ان يعلمه كيف ان يتصرف تجاه باقي الناس وطريقة التواصل معهم لكي يمتلك الخصائص الانسانية وطريقة تلبية حاجاته من الاكل والشرب مختلفة عن الانسان الذي عاش وسط مجتمع وهو الذي يظهر الاثر الواضح للوسط الاجتماعي على استعمالنا لجسدنا وحركاتنا التي نعتقد انها طبيعية ، ويجب لكي ينمو الطفل بشكل سليم ويستطيع العيش داخل المجتمع وبين الناس يجب ان يعيش في وسط اجتماعي مع الاخرين وخاصة في مرحلة الطفولة والوسط الاجتماعي ضروري جداً في مرحله التنشئة الاجتماعية حتى لو كان ذلك قاسي

الرد
فاطمه حمد العجمي🌸🌸 8 سبتمبر، 2021 - 5:44 م

يعطيك العافيه دكتور على هذا المقال..كنا نتتوقع انها فكره مستخلصه من افلام الكرتون ولكن حقيقة هذا الامر موجود في بعض الدول بسبب نشوء الطفل في غابه او من خلال تربيتهم بين الحيونات ولابد ان يكون الطفل متوحشا لانهم ترعرع بين الحيوانات فيتعلم كيفي يحمي نفسه وياكل نفس طعامهم الني والبعض منهم يمشي على ٤ اقدام ، من المحتمل أن تكون الحالة الأكثر شهرة للطفل الوحشي هي حالة فيكتور دي أفيرون. تم القبض على فيكتور (Itard ، 2012) عندما كان في سن الحادية عشر. بعد أسبوع هرب ، وبعد قضاء فصل الشتاء ، ألقي القبض عليه مرة أخرى عندما كان يختبئ في منزل مهجور. تم نقله إلى المستشفى حيث انتقل لدراسة حالته.

الرد
حور فيصل الهاجري 9 سبتمبر، 2021 - 11:11 م

الطفل المتوحش هو اصطلاح يطلق على طفل الذي يعيش معزولاً عن الاتصال البشري من سن مبكرة جدا، وبعيداً عن مفهوم الأسرة ودلالاتها، وما توفره من الرعاية، والمحبة, والسلوك الاجتماعي. والأهم من ذلك من لغة التخاطب. لأطفال المتوحشين تدور حول الإرتباط بين الطبيعة والنشأة ، ذلك يذكرني بطفل متوحش فرنسي وجد وهو في سن الثانية عشرة تقريبا (كان يمر في سن البلوغ، وقد افترض الأطباء عمره في ذلك الوقت). كان يتحاشى الاختلاط مع الناس لحظة العثور عليه، وقد هرب من الحضارة حوالي ثماني مرات. وفي نهاية المطاف، تولى قضيته الطبيب الشاب جان مارك غاسبار إيتار، الذي عمل مع الصبي مدة خمس سنوات وأعطاه اسم “فيكتور”. كان إيتارد مهتما بتحديد ما الذي يمكن أن يتعلمه فيكتور. وضع إجراءات لتعليم كلمات الصبي وسجل تقدمه. شق إيتارد طريقا جديدا في تعليم المتأخرين في النمو مستندا على عمله مع فيكتور.

الرد
شيماء صالح الكريباني 11 سبتمبر، 2021 - 7:59 م

شكرا على هذه المقالة الرائعة..

الطفل المتوحش هو اصطلاح يطلق على طفل الذي يعيش معزولاً عن الاتصال البشري من سن مبكرة جدا، وبعيداً عن مفهوم الاسرة ودلالاتها، وما توفره من الرعاية، والمحبة, والسلوك الاجتماعي . والأهم من ذلك من لغة التخاطب.

الرد
ريم خالد الرميضي 12 سبتمبر، 2021 - 4:22 م

هناك الكثير من الأمثلة من الواقع ر القصص المطابقة للواقع ربما شاهدنا جميعا كرتون ماوكلي ذلك الطفل الذئب ان هذه الظاهرة موجودة بالواقع وهناك امثلة كثيرة على ذلك لوحظ العديد من الأشياء المشتركة بهؤلاء الطفال المتوحشين من عدم سيرهم بالطريقة الصحيحة و عدم معرفتهم لاي لغة ان هذه الظاهرة غريبة بعض الشيء و مثيرة للاهتمام مما يجعلنا نرغب في الاستطلاع أكثر

الرد
ديما بدر النمشان 12 سبتمبر، 2021 - 8:15 م

قد تكون الاساطير في بعض الاحيـان واقع وموجود ، ف مثال على الاطفال المتوحشون الذين رمتهم الحياه الى الغابات وتهتم برعايتهم الحيوانات البريه و الوحوش التي اغرقتهم بالحب و الحنان و الرعايه ف اعطتهم الامل للعيش هذه الحياه ، فهذه الاشيـاء قد لا يستوعبها العقل الانسان الا بعد اثبات عدد من الحالات الحقيقه بخصوص هالموضوع ، الطفل المتوحش يطلق على الطفل يكون معزول في سن مبكر من حياته و يكون بعيداً عن الاجواء الاسريه و والتي توفره و بعيداً ايضاً عن لغه التخاطب ، ولكن من الاشياء التي تثير الدهشه انهم فقدو خصوصيتهم الانسانيه في هذا العالم الوحشي ، وهؤلاء الاطفال اعطو صدمه اشبه بثوره للعلوم النفسيه ، ليس من الغريب على هؤلاء الاطفال العوده والهروب الى البراري مره اخرى بسبب عدم قدرتهم على تكيف، و اخيراً نستطيع ان نستنتج ان البيئه التي نشأ فيها الطفل او الانسان هي التي تحدد سلوكه و تعامله مع الاخرين .

الرد
رند العازمي 13 سبتمبر، 2021 - 12:01 ص

كل الشكل لك دكتور على هذه المقاله
الاطفال المتوحشين وهم هؤلاء الأطفال الذين رمتهم أقدارهم إلى الحياة في البراري والغابات ووجدوا أنفسهم في أحضان الحيوانات البرية وبعيداً عن مفهوم الأسرة وعن اجواء العائليه والحنان والدفئ والتربيه والتنشئه الصحيحه ، ووجد هؤلاء الأطفال أنفسهم بين أحضان الحيوانات التي اهتمت بهم وتلقوا على أيديهم كل المهارات الضرورية غالبًا ما يكون طفل البرية أو الطفل الوحشي طفلًا منبوذًا من قبل المجتمع ولا يستطيع ان يختلط مع باقي المجتمع ولا الاطفال الذين بعمره .
فمشكله الاطفال المتوحشين يجيب الحد منها ومعالجتها

الرد
ساره مبارك 13 سبتمبر، 2021 - 12:32 ص

الف شكر دكتورنا العزيز ولحسن اختيارك وتنويهك لهذا الموضوع فبعض ظروف الحياة القاسية قد تؤدي إلى تدمر حياة بعض الأفراد مثال على ذلك الأطفال الملقون في البراري والغابات الذين ليس حولهم أحد يحسن تربيتهم، وجد الأطفال الضائعون في الحيوانات البرية ما عوضهم عن حنان الأم ورعاية الأسرة، وتلقوا على أيدي هذه الكائنات كل التدريبات واصبحوا مع الوحوش، لقد تم اعتبار فيكتور كحيوان متوحش الذي يجب تدجينه بالقوة. كما كشفت عن عدم قدرته على التواصل والقيام بأفعال و أعمال البشر، فهو لا يعرف لغتهم، ولا عوائدهم الاجتماعية الضرورية، لهذا يبدو أنه يستحيل عليه العيش وسطهم، أي أن يعيش داخل مجتمع، نستنتج أن الإنسان ليس اجتماعيا بالفطرة بل يصير اجتماعيا بفضل التنشئة

الرد
رغد خالد العازمي 13 سبتمبر، 2021 - 7:31 م

اشكرك دكتور على هذا المقال .

بدأ يظهر بالعالم شي مريب الا وهو بعض من حالات الأطفال الذين يعتقدون ان تم تربيتهم على يد حيوانات في بداية القرن 21 ، ولكن أكد العلماء أن القوة العلمية وراء ظاهرة الأطفال المتوحشين تدور حول الإرتباط بين الطبيعة والنشأة ، وأنه إذا ارادنا أن نصل إلي عمق الإنسان وهويته يجب أن نتخلص من الأشياء التي أضافها المجتمع والتربية إلي الإنسان الطبيعي الذي خلق طبيعي بصفاته.

الرد
عايشه محمد نوران 13 سبتمبر، 2021 - 11:45 م

الأطفال المتوحشون” هم أشخاص عاشوا خلال فترة طفولتهم خارج المجتمع, الذي يشمل كلا الأطفال الذين تم حبسهم والأطفال الذين تم التخلي عنهم في البرية. على الرغم من أن الحالات قليلة وفي بعض الحالات تم استجواب وجود العزلة أو أنها تتوافق مع الأساطير ذات المصداقية المحدودة ، هناك أكثر من عشرين حالة تم توثيقها ودراستها بدرجة عالية أو أقل من الدقة ، لم تكن عودة هؤلاء “الأطفال المتوحشين” إلى المجتمع سهلة. بعض العوامل مثل درجة العزلة والعمر الذي كانت عليه عندما تكون خارج المجتمع ويعطيك العافيه على هذا المقال الجميل

الرد

اترك تعليقا

* باستخدام هذا النموذج ، فإنك توافق على تخزين ومعالجة بياناتك بواسطة هذا الموقع.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قراءة المزيد